الصمغ العربي .. ثروة السودان الرائِجة في مهب الريح !! توقف (181) شركة عن الخدمة

تراجع الصادرات بنسب كبيرة
…
ربما حان الوقت لإطلاق صافرة الإنذار ففي السنوات الماضية ظل الصمغ العربي يحتل المركز الأول وسط الصادرات السودانية ، لجهة أنه السلعة الوحيدة التي لم تتعرض للحظر ضمن العقوبات الأمريكية. لكن اليوم بسبب التهريب والتوترات السياسية أصبحت تفقد نصيبها بالأسواق الخارجية، خاصة أن الشركات التي توقفت عن صادر الصمغ العربي تجاوزت (181) من جملة (187)شركة أي أن الشركات التي تصدر الآن بلغت (6) فقط.ويمتد حزام الصمغ العربي السوداني في 12 ولاية على حدود البلاد المتاخمة مع إثيوبيا وإرتريا شرقاً، ومع دولة تشاد وأفريقيا الوسطى غرباً.وتنمو غابات الصمغ في ولايات عدة غرب السودان في ما يعرف بـ”حزام الصمغ العربي” الذي يمتد لمسافات تقع وسط قرى مزارعين، يقترب عددهم إلى ستة ملايين مزارع، منهم مليونا امرأة.
تقرير:سعدية الصديق
من جهته كشف رئيس شعبة مصدري الصمغ العربي أحمد العنان، عن توقف (181) شركة تعمل في صادر الصمغ العربي ، و إن عدد الشركات العاملة لا يتجاوز (6)شركات فقط من جملة (187)شركة، وقال العنان في حديث لـ (التيار) أن إجمالي صادر صغار منتجي الصمغ العربي تقدر ب(10%) فقط، في وقت أقر فيه بتراجع كميات الصادر بنسب لم يحددها، بيد أنه وصفها الكبيرة مرجعاً ذلك للمشكلات التي ضربت موانيء الصادر نتيجة الاحتجاجات الأخيرة بشرق البلاد ، مما ساهم في توسع دائرة التهريب عبر الحدود التشادية والإريترية.
صورة قاتمة
مدير عام شركة الصمغ العربي ورئيس الاتحاد العام للتعاون النوعي لمنتجي الأصماغ الطبيعية بالسودان عوض الله إبراهيم ، رسم صورة قاتمة حول مستقبل صادرات الصمغ العربي وأشار الى تراجع مخيف تجاوز(80%) لجهة أن صادرات دولة فرنسا انخفضت بواقع (50%) بينما انحسرت صادرات الصمغ الى دول ألمانيا وبريطانيا وماليزيا بواقع(30%) ، وأرجع عوض الله، انحسار صادرات الصمغ العربي خلال العام 2022المنصرم لأسباب متعددة منها تفشي نشاط التهريب، وغياب الحكومة،إضافة الى انسحاب عدد من شركات الملاحة البحرية التي انسحبت نتيجة موجة احتجاجات بشرق البلاد قادت الى وقف وإغلاق موانئ الصادر .
خروج شركات
في الأثناء أفصح عوض الله عن خروج عدد كبير من شركات صادر الصمغ عن الخدمة و إن عدد الشركات الكبيرة العاملة لا يتجاوز (4)شركات فقط.فى وقت أكد فيه توقف جميع شركات صغار منتجي الصمغ العربي ، ووصف الوضع بالخطر، مطالباً جهات الاختصاص بالاهتمام بمنتجي ومصدري الصمغ العربي.
لم يكن الحديث عن مشاكل صادر البلاد من الصمغ والمنتجات الأخرى بجديد بل سبق أن حذر مدير إدارة الصادر بوزارة التجارة السابق جمال محمد خلال حديث لـ (التيار) من مغبة التوترات الأمنية بشرق البلاد وقطع بإنها أحالت معظم صادرات البلاد إلى الجانب البري عبر دول الجوار ، وحذر من خطورة ذلك لأن الصادرات اصبحت يعاد تصديرها عبر شهادة منشأ بتلك الدولة ،وبالتالي يعاد تجنيسها وتصبح صادرات غير سودانية ، وهكذا تفقدها البلاد ك(صادر ـ وعائدها ) وأن إضرارها مٌدمرة على الاقتصاد ككل، وتابع جمال مختصراً مشاكل الصادرات في ثلاث نقاط،منها السياسات الرسمية للدولة واعتبرها أكبر معوق لجميع صادرات البلاد وليس الصمغ العربي فحسب ، وتابع منتقداً بعض ممارسات المصدرين أنفسهم تجاه عمليات الصادر، وعاب سلوكيات القطاع المصرفي واعتبره أحد عوامل إهدار الموارد وسوء استخدامها، وقطع إنه شريك مع القطاع الخاص في الإشكاليات التي تواجه الصادر وحصائله.
عموماً يبقى الوضع في البلاد معقداً بسبب انعكاسات الأزمة الاقتصادية على كل مناحي الحياة ترى هل ستفقد البلاد ريادتها في إنتاج وتصدير الصمغ العربي ؟ مع تنامي التهريب ودخول دول جديدة في خط إنتاج الصمغ العربي رغم أن السودان كان في السابق ينتج نحو (70) بالمائة من الإنتاج العالمي .
التيار
كانت شركة الصمغ العربي وهي شركة مساهمة عامة. تملك حكومة السودان اكثر خمسين في المائة من أسهمها هي المسيطرة الوحيدة على كل الصادر ولها فروع في تشاد وأفريقيا الوسطى حتى أتت الجماعة المسيلمية الفاسدة المجرمة فالغت هذا الامتياز.
لو سألت عن أيي خراب في هذا البلد فستجد وراءه تلك الجماعة الملعونة.
اللهم أجعل الترابي في حفرة من حفر النار والعن تابعيه وارهم في أنفسهم واحبابهم ما تقر به أعيننا.