لا برهان

د. الفاتح خضر رحمة
لم تعد طرق الخروج سالكة فالمتاهات تشابكت وماعاد من منفذ ولا من مهرب يلفح خطى العجز ويقودها الى بر ينجى فكل السبل اصبحت تحفها المخاطر ويسكنها الخطر ولا احد الان يستطيع ان يقراء مابين العيون المتوجسة وحالة الارتباك التى تسيطر على المشهد ومابين جسر الوصول والهرولة الى النفق الامن سمة منعرجات تواهة ومطبات معيقة وشئ من خوف سيطر على توجس الجميع من لفح نار الانتظار والسراب المقفر , والكل يشاهد حراك محموم بلا هدى وطريق قويم والمحصلة لا شئ غير تناقض يشظى الحل ويعمق ازمة الوطن ويزيد مساحة التلاقي اتساع وبعد والشر يكمن في الاختلاف والتشتت .
لا برهان يقود الى الى سكة الامل ويثبت على مبداء فكل قرائن الاحوال تشير الى تلكؤ متعمد و مكر خداع يزرعه في دروب الحلم الفسيح ولا زال سمة من يظن ان الطريق سالك الى نهاية المطاف , وجراب الحيل لا زال زاخر بفنون الكذب , لم يعد من سبيل فالتشابك الارعن في خطوط الطريق برهن ان التسوية يعيقها بؤم الخراب وتزرع في بيداء هشة ولا يمكن ان تحصد في زمن قريب فما زال الوقت مبكرا والطريق شاق والمتاريس تعد من كل صوب ولا احد يملك ناصية الحل والثمار لازالت يانعة تحتاج الى صيف لتنضج فافة الخلاف لازالت تعصف بالثمر وتتربص به من كل حدب.
البرهان لازال تائها يمد رجليه الى المخاطر بلا محاذير ويزرع في الاشواك في طريق يسلكه وحده حافي متوهما ان اطغاث حلم راه في دجى ممحوق رؤيا فمضى الى نفق الضياع يجتر الوطن الى المهالك , لقد سلك الطرق الخطاء وصنع متاهات في سبل تغرقه وحده وترمي به الى المذبلة فالعاقل من اتعظ بمن سبق والجاهل من راى مهالك السوء ولم يعتبر فمضى الى طريق حتفه وما اشبه اليوم بامس .
وخزة
الحكمة تقول الفطن من تحسب لفقرءه وبناء لغده واعتزل طرق المهالك وشاور في امره والجاهل من حفر بئر في طريقه وباع ضميره وظن ان لاعداءه رحمة ان تمكنوا منه فمضى بسوء طباعه