مقالات وآراء سياسية

الاتفاق الاطاري ماركة (أوكرانيا) صنع أمريكا

أسامة ضي النعيم محمد   

 

الحرب الروسية علي أوكرانيا هي اليوم حضورا باذخا في الاتفاق  السوداني الموقع في ديسمبر 2022م ، روسيا عبر دعمها السريع (فاغنر) تتحالف مع الدعم السريع السوداني ، المبتغي تهريب أكبركميات من الذهب سبق استعدادها لحرب أوكرانيا ثم الغاء أثرالدولار والعقوبات الامريكية عليها لاحقا ، نجحت فاغنر في تحقيق أهداف روسيا بتواجدها في السودان وحصلت علي الذهب ، ذهبت فاغنر الي أبعد من ذلك وتمددت من داخل حدود السودان الي أفريقيا الوسطي وتشاد ، نجاح لفت أنظار أمريكا وحلفاؤها في أوروبا ، فاغنر تدعم المكون العسكري لتحقيق مآرب الدولة الروسية ، أمريكا أيضا تدعم المكون العسكري بهدف انهاء الوجود الروسي في السودان.

يبقي المكون العسكري هو السلعة التي تتبارى لامتلاكها روسيا وتنازعها أمريكا الفوز بالود والحب ، فاغنر روسيا لها أساليب (عفشة) في دعم المكون العسكري ، تجنح الي  القوة والقتل وأساليب التحسس والتجسس علي عناصر قوى الثورة النشطة في السودان ، أمريكا من الجانب الاخر تحاول كسب الجولة وتذهب في اتجاه تحقيق زواج اسلامي بين المكون العسكري وقوى فاعلة من المكون المدني في هذه الاجواء والصراعات المكتومة برز الاتفاق الاطاري في ديسمبر 2022م. الفترة الانتقالية في متنه كافية لتحقيق أهداف أمريكا ، بعدها يرمي قائد المكون العسكري يمين الطلاق ويفض الشراكة مع المكونات المدنية . تجربة حاضرة عند أمريكا كما هي في ذهن البرهان حيث سبق ان انقلب علي نفسه حين انقلب قائد الجيش البرهان علي البرهان رئيس مجلس السيادة يتأسى في التجربة المضمرة بالنميري عندما قال ما معناه أن اتفاق أديس أبابا الموقع في 27 فبراير 1972م ليس قرانا منزلا ، بمبررات تقسيم الاقليم الجنوبي في ذلك الوقت  نقض نميري تعهداته في يونيو 1983م ، زاد عليها باعلان تطبيق الشريعة الاسلامية فخرج العقيد جون قرنق متمردا بقوات في نسخة انيانا (تو).

المخابرات المصرية كانت تراقب الوضع في السودان ، لعل البرهان يفوز بالمنصب كما السيسي ودون تدخل المخابرات المصرية  ، طال انتظارها في استراحة المحارب ثم وجدت نفسها فجأة خارج دائرة الافعال  ، علي عجل يذهب رجال عباس كامل لمنصة (الاخوان) وفلول المؤتمر الوطني ليخوضوا حربهم بالانابة والاصالة ، تعطيل والغاء الاتفاق الاطاري لمنع تطبيق التحول الديمقراطي في السودان هو هدف مصر السيسي ، لمجاراة روسيا وأمريكا في كسب ود المكون العسكري ذهبت المخابرات المصرية تتخندق مع الكتلة الديمقراطية ، حاضنة المكون العسكري هي عند المخابرات المصرية من تعول عليه لاختصار الطريق واللحاق بالمارثون السوداني وتعطيل حركته ، المخابرات المصرية في أدبياتها مقال السادات (سأتحالف مع الشيطان من أجل مصر) ، الشيطان السوداني عندها هم (الاخوان) وفلول النظام البائد حشرت وفودهم من جبريل ابراهيم الي التجاني السيسي ومبارك الفاضل ، الغباء الذي تتميز به عناصر المخابرات المصرية يعجزها عن فهم وسبر أغوار الذات السودانية ، حولت اجتماع القاهرة الي دروس خصوصية لعناصر الكتلة الديمقراطية ، محاضرات باتجاه واحد من متلقي الي مستمع كجبريل ابراهيم وغيره ينصتون الي تجربة رواندا في التحول الديمقراطي ينقلها استاذ مصري ، ربما حدث الملل لهذا السبب فقطع جبريل ابراهيم حضوره وعاد الي السودان ليلحق اجتماع أهل دارفور.

الاتفاق الاطاري هو من صدى الحرب الروسية علي أوكرانيا ، حرب كسر العظم وتدجين المكونات السودانية بين أمريكا وروسيا هي التي دفعت أمريكا لصناعة الاتفاق الاطاري ، هو ماركة (أوكرانيا) وصناعة أمريكا ، معجلات الدفع تتمثل في حضور اسرائيل واتفاقية ابراهام ، دول الخليج بدبلوماسية غير متعجلة تدفع لاتمام زواج برهان بحبيبته اسرائيل من غير مشورة مجلس الحل والعقد في السودان ، هي فرصة لا تأتي في العمر الامرة واحدة والذكي من يقتنصها .

الاتفاق الاطاري يحتاج الي اسكات غضب عناصر الثورة مؤقتا ، هذا ما يدفع الي زيارة وفد ضخم من أمريكا ودول أوروبا لزيارة السودان ، مساعدات تعلن كما في حالة أوكرانيا ، بعثات لتأهيل عناصر لدعم القوات المسلحة والدعم السريع في الكليات العسكرية بأمريكا وأوربا للتعجيل بدمج عناصر الحركات المسلحة في جيش قومي موحد ، سرعة الدفع بشركات ضخمة في مجالات الزراعة وتربية الانعام لاستيعاب شباب المقاومة وتفريغ الشارع ليس بالقنابل والتاتشرات بل بفتح فرص عمل ، تهيئة مناخ الانتخابات وتلميع البرهان ليكون المرشح الاكثر حظا للفوز ، توقعات وأمنيات أفصح عنها البرهان في حديثه الاخير عن ضرورة التوافق التام بين جميع مكونات الشعب السوداني ، بخلاف ذلك فالجيش يحرس البلاد وأمنه ، يعلم البرهان جيدا أن مطلب الاتفاق التام لم يحدث حتي بين الملائكة عندما أمرهم المولى عز وجل للسجود لسيدنا ادم ، فالاتفاق المطلوب من البرهان هو عذر مقدم للبقاء في السلطة ، من يمينه أمريكا ويساره أوروبا ودول الخليج ومن خلفه اسرائيل تحوش عنه مخابرات مصر السيسي وعبثها خلف ظهره وظهر الديمقراطية في السودان.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

تعليق واحد

  1. مشكلتكم انو كل واحد شايف البلد حقت ابوه.. ليه ما يحصل اتفاق بين كل المكونات المدنية أو كما نقول اتفاق الأغلبية على الحد الأدنى لإدارة الفترة الانتقالية.. دي صعبة دي ام لأنها لن تحقق طموحاتكم في التكويش على كيكة السلطة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..