لا خير فينا ان لم نقلها ، (هذا السودان لا يسع الجميع)…

خالد السنابي

.. استوقفني شعار (نحو سودان يسع الجميع) شعار المتأمرين (المؤتمرين) في القاهره الذين أطلقوا على أنفسهم الكتله الديمقراطية،،

…. استوقفني هذا الشعار،، وتسألت مع نفسي لماذا لا يطبق هولاء المؤتمرين هذا الشعار على أنفسهم؟؟ لماذا تركوا السودان الواسع الذي يسع الجميع ، وذهبوا لدولة مصر ليجتمعوا فيها ، هل ضاقت عليهم ارض السودان بما رحبت؟؟..

..لماذا لم تجتمع هذه الوفود في حلفا او القضارف او كوستي ، الفاشر ، نيالا خاصة وان جل المؤتمرين من (دارفوررر) وغيرها من مدن السودان الذي يسع الجميع؟؟!!!!

.. لماذا ترجى اردول حكام مصر بعقد هذا الاجتماع في مصر وفاضل بين العين السخنه ، وشرم الشيخ وغيرها من مدن مصر السياحيه؟؟

..لماذا لم تطالب يا اردول بعقد اجتماعكم هذا في (كادوقلي) او لقاوة بلد اجدادك ؟؟ ..

…. وجود ألمنتمين للكتله الديمقراطية في دولة اجنبيه،، لحل مشاكل السودان وأولها  (عدم قبول الاخر) يناقض تماما شعارهم الذي تبنوه (سودان يسع الجميع) ،، وهذا دليل كاف على عدم اقتناعهم به وينطبق عليهم المثل القائل (يا واعظ الناس عظ نفسك)..

… الحقيقه التي لا تثريب عليها ان هذا السودان الواسع ، الشاسع ، الحدادي مدادي لا يسع الجميع..

… هذا السودان يضم مجموعات متنافرة ومتناقضة ، شعوب وقبائل مختلفة العادات والتقاليد يتحدثون اكثر من [50] لغة ، تجمعهم الجغرافيا فقط في وطن او قل ارض أطلق عليها مسمى السودان.. واستثني السودان القديم من هذا التناقض.
… تعايش أهل السودان القديم مع بعضهم البعض منذ ألاف السنين وبنوا حضارة ضاربه في جذور التاريخ ،،

… ساسة وعسكر السودان كلما ضاق بهم الحال يذهبوا الي مناطقهم ليستقووا باهلهم ، ويطلقوا التصريحات جزافا في مخاطباتهم الناريه أمام ذوي قربتهم واهلهم ، البرهان يذهب لنهر النيل ، والكباشي الي كادوقلي ، وفكي جبرين الي نيالا ، ومناوي الي الفاشر ، يتم ذلك لان الكل غير مقتنع بشعار سودان يسع الجميع..

… دفن الرؤوس في الرمال لن يجدي فتيلا ،، ولا خير فينا ان لم نقلها (هذا السودان لم و لن يسع الجميع)..

… تم ضم دارفور بكل تناقضاتها وصراعها القبلي السرمدي الي السودان القديم فى عام 1917م وهذا كان أكبر حدث كارثي في تاريخ السودان ، نزل وبالا على اهلنا، ونتج عنه هذا الغزو الممنهج لتتار دارفور وامتدادهم القبلي فى غرب أفريقيا لديارنا ونشروا في ديارنا اسلوب حياتهم الذي رضعوه من ثدي امهاتهم ، لصوصيه ، نهب مسلح ، اغتصاب ، خاصة بعد كارثة جوبا،،

… لابد من ترك هذا الشعار  الاجوف (سودان يسع الجميع) والنظر بموضوعيه الي مستقبل بلادنا ومستقبل اجيالنا المقبله،

… هذا السودان لن يستمر بوضعه الحالي بل سيظل يتدحرج نحو الهاويه بسرعة هائله ، خاصة أن حملة السلاح فيه أصبح عددهم يفوق حملة الأقلام ، والكل يهدد بدك العمارات وطي الخرطوم في 5 دقائق وتحويلها إلى صحراء جرداء ، وكما توعدنا مناوي والهادي إدريس ان بلادنا الي زوال اذا تم المساس بسلام جوبا…

.. كل اهل السودان القديم يعيشون في حالة رعب دائم، خاصة بعد سلام جوبا وغزو مرتزقة دارفور لديارنا ، لا أحد يضمن العوده الى منزله امنا ، اذا تجرأ وخرج منه..

… تقسيم السودان أصبح الخيار الذي لا بديل له ،، بلادنا تحتاج إلى مشرط جراحي يفصل دارفور وغرب وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق .. ربما ينصلح حالنا كجيران بدلا ان نعيش مع بعضنا متحاربين في وطن واحد…

… يوغسلافيا انرفط عقدها وتقسمت الي 7 دول ، واستتب الأمن فيها بعد صراع دموي  نتيجة لرفض مكونات يوغسلافيا التعايش مع بعضهم في دولة واحدة..

تشيكوسلوفاكيا التي يعادل حجمها محليه في السودان انقسمت لدولتين جمهورية الشيك وسلوفاكيا..

. انفصلت تيمور الشرقيه عن اندونسيا قبل سبعة عشر (17) عاما.
… هذا السودان الحدادي مدادي لا يسعنا جميعا والشعارات وحدها لن تحقق الأمن والأمان الذي ينشده أهلنا تقسيم السودان لابد منه حتى تتفرغ أجيال المستقبل للتنميه واللحاق بركب الأمم المتقدمه.

…لك الله يا بلادي…