مقالات سياسية

السودان بين أزمة النخب السياسية والجيش

الطيب جاده
بعد نحو ثلاثة سنوات ونيف على سقوط نظام البشير  لا تزال الحلول السياسية بعيدة المنال وخلافات من يتصدرون المشهد عصية على الحسم النهائي ، غير أن تطورات هذه الأوضاع ربما تفرز تحولات في الساحة السياسية  في ظل تمسك العسكر بوحدة هؤلاء الساسة المتشاكسين ، لقد وضعت هذه الأزمة السودان في سباق بين المسارين السياسي والعسكري ، الأمر الذي جعل مصيره مجهول .
شهد السودان منذ الثورة التي أطاحت بالبشير تطورات متلاحقة وضعته ضمن دائرة الدول التي توصف بالفاشلة ، ولا سيما مع تزايد الخلافات الداخلية على السلطة وانتشار الميليشيات المسلحة في المدن والعاصمة الخرطوم ، ففي الوقت الذي كان فيه مأمولا مع سقوط نظام البشير قيام دولة مدنية فيها الحقوق متساوية ، ظهرت تطورات الأحداث حقيقة مرة مفادها أنّ الساسة في السودان لا ضمير لهم ولا وطنية يركضون وراء المصالح الشخصية .
عقب سقوط النظام تولي مجلس السيادة إدارة شؤون الدولة برئاسة رئيس المجلس البرهان حتى جاء دور تسليم رئاسة المجلس الي المدنيين حينها خلق العسكر وبعض الساسة الموالين للإخوان أجواء من التوترات والخلافات على إثرها نشب خلاف بين سارقي الثورة وأصحاب سلام جوبا المزيف بموجبه انقلب البرهان علي سارقي الثورة .
ولتعميق الفهم بطبيعة الخلافات والأزمة السودانية يتعين معرفة من هم هؤلاء الفاشلين الذين يتحكمون في مصير الشعب السوداني ويمكن في هذا السياق ، الإشارة إلي مجموعتين :
1- مجموعة المجلس المركزي وحلفاؤها وهي التي تمثل الموقعين على الاتفاق الاطاري.
2- مجموعة الكتلة. الديمقراطية وهي التي تمثل الرافضين للاتفاق الاطاري .
من حقنا أن نختلف في الراي ولكن من العيب أن نختلف من أجل الوطن فالاختلاف في الراي لا يضر الوطن مثلما يضره التميز والشتات بيننا ، فقد كنا سابقاً في السودان كالأسرة الواحدة ولكن اليوم بفعل هؤلاء الساسة أصبحنا لا نتقبل بعضنا البعض ، التميز العنصري والقبلي والجغرافي أصبح ظاهر حتي علي المثقفين وفرق الفكاهة والنكات ، ومن المؤسف أذا وجت سوداني في اي مكان من بقاع العالم أول سؤال يخطر بباله من أين أنت وما هي قبيلتك الا تكفيه هويتك السودانية ، نوجه رساله إلي كل من له ضمير حي من أجل إنقاذ السودان من التقسيم الذي بات ظاهر زي الشمس ، أن لم ننبذ العنصرية ونتقبل بعضنا البعض سوف يتم تقسيم السودان مرة أخرى أمام اعيننا ونحنُ في فرقتنا وشتاتنا متمسكون . فيا أبناء الشعب السوداني بالداخل والخارج لموا الشمل عن طريق تنقية الصدور من الضغائن والأحقاد واخلعوا جلباب القبلية البغيضة ليكن السودان مصدر سودانيتكم وعزتكم والحفاظ على وحدته ، والا قد يصبح السودان مجموعة دويلات متناحرة فلابد من توحيد صفوفنا لتقوى شوكتنا قوتنا في وحدتنا ، التغيير لا يتم إلا بتوحيد الصف والاتفاق بين جميع ابناء الوطن الشرفاء والشعب . فكل شيء يمكن علاجه الا ضياع الوطن أذا ضاع علي الدنيا السلامة ، نحزن عندما نسمع عن اجتماعات وصرف موارد الدولة في مؤتمرات لا جدوى منها لا تثمن ولا تغني من جوع.
من العيب والمهانة والخزي والعار أن يختلف هؤلاء المتسلقين ويكيلوا الاتهام بينهم وهم في الأصل كلهم يحتمون بالعسكر ويكذبون على الشعب السوداني الذي أصبح يجري وراء المواضيع الانصرافية تارك ساحة الوطن مرتعاً خصباً لهؤلاء الفاشلين ، الحرية والتغيير المجلس المركزي والحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية ومن يساندهم لا تهمهم مصلحة الوطن بقدر ما تهمهم المناصب عشقاً للسلطة ، يجب علينا كشعب سوداني أن ننبذ الفرقة والشتات ولا نسمح لأصحاب الأجندات والمصالح الخارجية من التسلق مرة أخرى على دماء الشهداء .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..