مقالات وآراء

وقديما كان في الناس الحسد

أسامة ضي النعيم محمد

     

حسد حُمّلنَنهُ من أجلها @ وقديما كان في الناس الحسد ، بيت الشعرمن قصيدة للشاعرعمر بن أبي ربيعه ، في شطرالبيت الاخير (وقديما كان في الناس الحسد) يمكن ادخال تعديل ليقرأ (وحديثا كان في الناس السودان) ويصدق القول ولا يهتز بيت الشعر،  اذ أن الحسد في الاصل رديف لما هو في التعديل ، فالحالة السودانية في مجال الحكم يغلب علي الحكام فيها الحسد ، لا أذهب بعيدا للاثبات والتدليل الي ما يتردد عن حديث أحد الاداريين من الحكام الانجليز عن ملاحظاته لحسد السودانيين بعضهم بعضا حتي ليذكرك الحسد بالسودان، الادلة والامثلة أقرب في عهد الانقاذ حيث زج الحواريون بشيخهم الترابي  في السجن حسدا من عند أنفسهم ، ثم أتبعوا ذلك فسادا  ونهبا للمال العام وسوء أدب حتي لبست النساء منهم أغلي الجواهر واللالئ في العالم ، بلغ بهم الحسد حدا أودعوا فيه حصائل بيع بترول السودان بمليارات الدولارات بعيدا حتي لا يتمتع الشعب السوداني بثروات وكنوز أرضه.

هو يسير بين حكامنا وقادتنا الحسد ، قائم كالطود ترعاه مواقفهم ولا تخطئه عيون الاجانب من الزوار والشهود ، ما تكتب وثيقة عهد وميثاق تراضي بين المكون العسكري والمدني وبشهادة الاجانب الا وبعد هنيهة يدب الحسد ويأكل أطرافها ، قبل انقلاب 25 أكتوبر2021م كان السودان علي موعد مع تدفقات نقدية من مختلف بلدان الدنيا ، اعفاء للديون ودعم للسكة الحديد والخطوط الجوية السودانية ، ذميمة الحسد تحركت لكي لا يحسب الانجازلصالح المكون المدني الذي كان من المفترض أن تبدأ ولايته للحكم. يأخذ الحسد مساحته وتقابل مسيرات الشباب الثوار بضغائن وأساليب قتل وحشية قل أن تمارس حتى ضد العدو الخارجي ، هو عندنا في السودان قديما وحديثا الحسد.

حسدا يصنع الحاكم عزوته في مقابل الثوار ، لا يستحي بل يتفاخر(لكم شارع ولنا شارع) ، التتريس بالحاويات وقفل الانترنت وشبكات الكهرباء والاتصالات ، اطلاق 9 طويلة ومهددات الحياة اليومية ، حسدا يطلقها المكون العسكري المناط به تسمية وزيري الداخلية والدفاع ،  (ما قلتو عاوزناها مدنية) في غير حياء تأتيك العبارة عند الشكوى من التفلتات الامنية واحتلال الاجانب لحلايب وشلاتين.

الاتفاق الاطاري وبرعاية الامم المتحدة والاطراف الاممية ميثاق وعهد ، النكوص عنه حسدا لا يحتاج الا الي الدفع بمصر تطلب اعادة الدرس لتعطيل المسار الديمقراطي ، مسار وشارع لا يوجد كفل له في مصر أم الدنيا فكيف للسودان  التطلع لمثل ذلك الشارع الديمقراطي ، أيضا حسدا من مصر السيسي وتعاطفا مع عزوته ورفقاء السلاح  بالسودان يدفع عباس كامل لاحتضان الكتلة الديمقراطية ، حبريل ابراهيم جاهز يملؤه الحسد حيث فاته منصب رئيس الوزراء الذي كان يرنو اليه بعد انقلاب 25 اكتوبر ، حشرجنود عباس كامل جبريل ابراهيم ومناوى ومن معهم في المدينة الادارية الجديدة ، أطلقوا عليهم من يعظهم في ضرورة التمسك بالحكم العسكري كما في مصر أم الدنيا ، كان جدول المحاضرات يضخ التحذيرات من مصير راوندا حال غاب المكون العسكري في السودان عن مشهد الحكم .

والحسد لا يغادر الخبثاء الاستراتيجيين يتحدثون عبر القنوات الفضائية العربية ، (شوية عيال لا خبرة لهم) نعت يرسله الخبيث الضيف واصفا بعضا من قوى شباب ثورة ديسمبر2018م ، فات عليه الخبيث أنه تجاوز السبعين أو الستين وما زال يبحث عن وظيفة تأتيه من أولي نعمته يدافع عنهم حسدا ، لو تلفت لرؤساء الدول الكبرى في فرنسا وانجلترا لتأكد له وهو يرسل القول السفيه ، هناك  تتراوح أعمار رؤساء الوزارات في تلك  الدول بين الاربعين والخمسين عاما ، دسم وغزارة أن الحسد يملؤه وعمق التجربة تنمو بممارسة الديمقراطية والمزيد منها ، يتيح التعرض واكتساب مهارات مختلفة في العمل القومي والجماهيري  الفرصة لاكتساب التجارب ، عند خبراء الاستراتيجية في السودان تتكرروتبقي ذات تجاربهم في المناكفات والحسد يجترونها بينهم لستين أو سبعين عاما ، هي في الحقيقة تجربة عام واحد مكررة ستين أو سبعين من السنين وتلك خبرات لا يعتد بها ، والوصف المرسل لا ينطبق علي تلك الكوكبة من الشباب ، أتاحت لهم فنون التقنية وكثرة الاسفار والعيش في مجتمعات خارج السودان علوم وخبرات مكنتهم من تفعيل السلمية لهزيمة أعتي الدكتوريات في أفريقيا والتي عمرت لثلاثين من عجاف السنين.

نسأل الله العلى القدير أن يرفع عن نفوس حكامنا الحسد .

وتقبلوا أطيب تحياتي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..