
حتى لا .. ننسى
منى الفاضل
نعم العنوان لأغنية بنات جميلة خفيفة بعيدة المعنى فيها رسائل للحبيب الغائب او مُغيب بحُكم ظرف ربما إقتصادى وقد يكو إجتماعى !! مهما كان سبب الغياب ما نفهمه من تراتيب الاغنية شعريا أنه حدث .
الغياب من حيث حدُوثه له تأثيرا كبيرا فى حياة الفرد بإختلاف الموقف الذى يحدث له ، فغياب الحبيب يتسم بصفات مختلفة عن غياب شخص آخر ينتسب لنا بقرابة او صداقة ، فالحبيب هو أُنس الروح ودوائها غيابه يصبح كنقص الاكسجين للتنفس إن كان حقا حبا حقيقيا .
أغانى البنات سابقا كانت عبارة عن رسائل مُغلفة تُرسل بعناية تامة بكل خجل وتمنع من البوح ، لكنها تصل بكل صدق ووضوح تام ، فهى تُعتبر رسائل موجهة تحكى حبا دفينا فى وقتٍ لا تستطيع فيه البنت من الإفصاح للمحبوب وفارس الأحلام .
الرسائل الُمبطنة كانت تحمل مدلولا برغم ظاهره حياءا ورزانة ، إلا أنها تُعتبر فى وقتٍ لا يوجد فيه إختلاط او اى مكان يجمع الرجال بالنساء كهذا العهد فى دراسة او عمل قمة فى الجُرأة ، فكانت مناسبات الزيجات والأفراح والغناء من الرجال للنساء وأغانى البنات تعمل كمواقع التواصل اليوم ، تُقرب المسافات وتحكى حكايات القلب وما يخفيه ، فكلمات أغنية مثل : (الأثنين الليلة وين) تهز جلد الحبيب وصبره وتجعل قلبه يرق ويبلُغ مبتغاه للمحبوبة ، بالتالى كانت رسائل بقوتها شكلت وجدان حميمى قوى لم يستطيع عكسه كل هذا الإنفتاح الذى نعيشه فقد كانت الأغنية تقنية دقيقة فى ذلك الحين ، و كان الصدق هو العنوان للعلاقات بكل نقائها وحُسن المقصد فيها ، قلما يصعُب وجوده فى ايامنا العصيبة التى أصبحنا نعيشها أجسادا فى اغلبنا دون أرواح تتجاذب ، فالأرواح لا تُحلق بالصدق والحب الحنين بين إثنين يعلمان تماما أن تمام روحه عند الآخر ، لا نقول الحب إنتهى فهذا مُحال طالما الإنسان موجود ، لكن سرعة إيقاع الحياة جعل من المصلحة وحُب الذات هى اساسيات العلاقات التى من المفترض أنها إنسانية بجدارة .
كونوا صادقين فى الحب !! فليس هُناك أصعب الإنسان ان يُوهم غيره بإسم الحُب ، ذلك إبادة لحياة إنسان موجود جسدا ، فقد تألمت روحه مٍن مَن كان يعتبره حبيبا .
ودمتم ..
