مقالات وآراء
الانقلابيون .. النقابات خارج سيطرتكم

خارج السياق
مديحة عبدالله
قرارات قائد الانقلاب المتتالية حول نشاط النقابات والاتحادات المهنية ولجان التسيير القصد منها إرباك المشهد السياسي وعرقلة تأسيس النقابات المستقلة وإفشال جهود العاملين والمهنيين لتأسيس نقاباتهم الديمقراطية، خاصة بعد مساعي الأطباء الحثيثة لتكوين نقابتهم ومنح الفلول فسحة زمن للمناورة وتكثيف العمل من أجل استعادة سيطرتهم على النقابات ذلك رغم أن قائد الانقلاب أول من يعلم أن أمر النقابات ليس بيد أي جهة سوى الجمعيات العمومية، ويعلم تمامًا أن العاملين والعاملات لن يستسلموا لقراراته الدكتاتورية وسيمضون في طريقهم لتكوين نقابتهم.
ومع ذلك لا بد من الوضع في الاعتبار أن قائد الانقلاب يعول على بيئة غير ديمقراطية لا تتيح عقد جمعيات عمومية بسهولة، بسبب القبضة الأمنية والرقابة على النشاط المدني وقادته، ورغم أنها عوامل محفزة للمقاومة، إلا أن الاستعداد لكل الاحتمالات والسناريوهات أمر حيوي، وهنا لا بد من الاستفادة من تجربة تكوين نقابة الصحفيين السودانيين التي تمت عبر عمليات متتالية وليس عملية واحدة للتعاطي مع واقع تسود فيه الانقسامات وتعدد الكيانات المدنية ووجهات النظر والأجندة، رغم أن الهدف واحد إلا أن الطريق لم يكن معبدًا وأخذ العمل دورته أكثر من عامين.
التجارب تختلف في تكوين النقابات لكن الآن تتفق كلها أنها تجرى في زمن الدكتاتورية ومصادرة الحريات، ولا يمكن أن تخوض أي لجنة أو جسم معركته لوحده دون تضامن واسع من النقابات التي تأسست والقوى المدنية والسياسية والإعلام الحر، لتكوين جبهة مدنية همها الأساسي دعم تكوين النقابات، بتوفير المال والمقار وكل المعينات اللوجستية، وهذه كانت أحد عوامل نجاح تجربة الصحفيين السودانيين والاستفادة من التجارب العالمية وما تنص عليه المواثيق الدولية التي تؤكد على الحق في تكوين النقابات وحمايتها من تدخل الحكومات ونفوذ أصحاب المال، والعمل على إعادة النظر في قانون النقابات واللوائح المنظمة لعملها بهدف استعادة ديمقراطية الحركة النقابية لضمان مشاركة واسعة وحقيقية من الجمعيات العمومية والتأكيد على أن النقابات الديمقراطية ليست ملك لمن ينتسبون إليها إنما ملك للمجتمع ومؤسساته المدينة المستقلة.. قاوموا..
الميدان