أخبار السودان

الدب الروسي في الخرطوم..سباق المصالح والمواني ..!!

تقرير: الراكوبة

بالتزامن مع زيارة مبعوثي الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الأمريكية؛ وصل البلاد في زيارة تستغرق يومان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منتصف ليل أمس.

وأجرى صباح اليوم الخميس مع نظيره علي الصادق مباحثات ثنائية أكد عبرها دعم روسيا مساع السودان في رفع العقوبات المفروضة عليه؛ وايضا دعم الحوار الوطني وجهوده في تحقيق الاستقرار بعيدا عن ما وصفها بالإملاءات بحد تعبيره.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات الثنائية؛ انه سمع عن زيارة ٥ أو ٦ دبلوماسيين أوروبيين للسودان وأن هذه  المجموعة قد زارت موريتانيا أيضا ملمحا إلى انها تقتفي أثره خلال جولته الافريقية.

واعتبر مراقبون ان تصريحات وزير الخارجية الروسي تأتي بمثابة رسائل في بريد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب؛ وان الزيارة تجيء في اطار التنافس الروسي الغربي الامريكي على أفريقيا في وقت تعتبر فيه هي الأولى للبلاد منذ العام ٢٠١٤ إبان النظام السابق.

وشهدت العلاقات السودانية الروسية حالة من التقارب والتعاون المشترك بين البلدين حيث يمثل السودان بالنسبة لموسكو موقعا استرتيحيا مهما للغاية.

وتمتلك موسكو العديد من المصالح الاقتصادية في السودان حيث تأتي الخرطوم في المرتبة الثانية كمستورد رئيسي للأسلحة الروسية خلال العقدين الماضيين إضافة إلى القمح الروسي فضلاً عن العديد من المشروعات لشركات روسية في قطاع التعدين والتنقيب عن الذهب في السودان.

غير  ان هذا التقارب بين الخرطوم وموسكو كان قد شهد حالة من الفتور الفترة الماضية سيما عقب تدخل واشنطن على الخط وحلفائها في قيادة العملية السياسية بالبلاد من خلال دعم المدنيين للعودة إلى المسار المدني الديمقراطي؛ سيما عقب جولة أفريقية لسيرغي لافروف يوليو الماضي استنثى منها السودان.

ويرى محللون سياسيون ان زيارة وزير الخارجية الروسي للسودان ضمن الجولة الإفريقية هي محاولة من روسيا لخلق عالم متعدد الاقطاب مع دول غير غربية سيما عقب الانتقادات الدولية التي توجه لها بسبب الحرب مع أوكرانيا

وخلال تصريحاته أعقاب مباحثاته قال لافروف ان الزيارات والمجهودات وذلك في إشارة منه لجولة المبعوثين الدوليين الإفريقية انه اذا كانت من أجل المحاولة لـ “مقاضاة روسيا” تعني أنهم ليسوا على حق وانه إذا كانت نفس هذه المجهودات توجهت لتنفيذ اتفاقيات “مينسك-2” لم تكن لتبدأ العملية العسكرية الروسية.

وتابع :إلا أننا الآن نعرف أن اتفاقيات “مينسك” لم تكن سوى واجهة لمنح الوقت لأوكرانيا للاستعداد للمواجهة.

ويقول استاذ العلاقات الدولية الرشيد محمد إبراهيم انه بات من الواضح أن أفريقيا أصبحت ميدان للمنافسة؛ مؤكدا ل “الراكوبة” ان الزيارة تأتي في اطار التنافس الروسي الامريكي على أفريقيا وان روسيا تسعى لعقد قمة أفريقية روسية اسوة بالقمة الإفريقية الأمريكية.

وخلال تصريحاته أكد وزير الخارجية علي الصادق دعم السودان السعي الروسي لخلق عالم متعدد الأقطاب والعمل على خلق أمم متحدة تتساوى فيها جميع الدول بشكل تام؛ قبل يؤكد نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” على اهمية تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين مع سعي السودان بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.

وذهب خبراء في الشأن السياسي إلى ان تصريحات حميدتي أتت مخيبة لروسيا خاصة أن العلاقة كانت قد شهدت حالة من تقارب الكبير الفترات الماضية؛ غير انه ويالمقابل يرى آخرون عكس ذلك وان التصريحات تأتي متوازنة مع مجريات الساحة فضلا عن علم موسكو المسبق بالوجود الامريكي في المشهد السوداني وعدوه نقطة تحول إيجابية في طريقة إدارة الدولة لعلاقاتها الدولية.

من جانبه يرى الصحفي والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر ان القاعدة الجوهرية لمبادئ ثورة ديسمبر المجيدة تكمن في وقوف السودان على مسافة واحدة من جميع الدول وهو ما جعل نائب رئيس مجلس السيادة يؤكد على مسألة توازن العلاقات هذه

وقال ل “الراكوبة” انه كما يرحب السودان بمساع الدول الغربية للمساهمة في تقليل حجم الازمات فليس هناك ما يمنع بالترحيب بالمساع الدولية في مجال التعاون

ويصف بدوره استاذ العلاقات الدولية الرشيد محمد ابراهيم  حالة الصراع بين روسيا وامريكا ل”الراكوبة” بصراع إلايرادات بين القوى على خلفية الحرب الروسية الاوكرانية

ويرى ان هذا التنافس بقدر ما انه يحقق فرص ايضا يشكل مهددات مبينا ان التسابق يجعل الدول تخاطب مصالحها لانه من الواضح أن الغرب والشرق الان باتو اكثر احتياجا لافريقيا سواء كان سياسيا او اقتصاديا او عسكريا وفق قوله

وأضاف: على اي حال فان الزيارة يغلب عليها الطابع الامني العسكري والعالم الان يتجه نحو الحرب والمواجهة وبالتالي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يريد أن يكسب الموقف السياسي للسودان مع التوجهات الجديدة التي تقودها روسيا.

‫3 تعليقات

  1. هكذا اكمل الرحال البلهاء تشييد حلبة صراع التيران ولم يتبقي لهم سوي انتظار الفائز منها بمكافاته بمزيد من العلف وتمهيدالطريق له ليرعي كما يشاء في اﻻرض الخصبه طولا وعرصا دون رقيب اوحسيب
    خلاص السودان (gone with the wind)

  2. لا يوجد اي تقارب بين البلدين فقط سرقة الذهب مقابل السلاح لمليشيات الكيزان بما فيها القوات المسلحة وفلاتة تشاد حميدتي وغيره.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..