حميدتي والبرهان .. من سيحكم السودان؟

يوسف عيسى عبدالكريم
يبدو اننا نشهد هذه الأيام الفصل الأخير من مسرحية انقلاب 25 أكتوبر الفاشل حيث يحاول قائد الجيش ضمان استمراريته في السلطة عبر توسيع قاعدة الاتفاق الإطاري وإدخال وحلفائه الدائمين الموقعين على اعلان القاهرة . وفي المقابل فان قائد الدعم السريع يسعى التبرؤ من اوزار التسبب في الانهيار الاقتصادي والأمني والسياسي الذي تعيشه البلاد ويحاول القفز من قطار الانقلاب المنطلق بجنون نحو المجهول والتخلي عن حلفائه السابقين في محاولة لتبييض سيرته الذاتية استعدادا للانتخابات المقبلة.
وبمقارنة تصاعد الاحداث فاذا اعتبرنا ان الأسبوع الماضي قد تصدر فيه الجيش المشهد وخطف الأضواء بتداول السوشال ميديا لفيديوهات رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وزراعه اليمنى الرجل الذي يقود معركة كسر العظم مع الدعم السريع الفريق شمس الدين كباشي وهما يكيلان الاتهامات ويخلقان التبريرات الداعية الى توسيع الاتفاق الإطاري بتضمين وثيقة اعلان القاهرة في الاتفاق الإطاري والحاق مجموعة اعتصام القصر بالقطار بغرض خلق قاعدة سياسية يمكن استخدامها مرة أخرى في مواجهة الحرية والتغيير المركزي واسقاط الحكومة القادمة عند اللزوم .
فان هذا الأسبوع هو أسبوع الدعم السريع وحميدتي بامتياز فقد طالع اكثرنا الفيديوهات المنتشرة في السوشال ميديا عن قصد وترتيب من الدجاج الالكتروني للدعم السريع والتي استطاعت جذب انتباه الشارع السوداني وقد تحدث الرجل الثاني في المكون العسكري ونائب رئيس مجلس السيادة الجنرال حميدتي والذي اصبح يقود الطرف الاخر من صراع الثيران في زيارته لمسيد الشيخ الكباشي عن الفشل السياسي والاقتصادي الذي انتهى اليه انقلاب 25 أكتوبر ودلل على ذلك بعجز الحاكمين عن توفير المرتبات في سخرية واضحة لا تخطئها عين من جنرالات الجيش. كما أشار الى ان 13 شهر و 15 يوم من عدم القدرة على تشكيل حكومة هي كافية جدا للاعتراف بالعجز والفشل في القدرة على إدارة البلاد والخروج بها الى بر الأمان .
وفي اطار كشف المستور وفضح قادة الجيش وتوضيح مدى سوء نواياهم أشار حميدتي بوضوح الى ان المكون العسكري كان على علم مسبق باقتصار هذا الاتفاق على اطراف محددة بالاسم تم التوقيع معها. وكان عارفا بتمثيل الحرية والتغير لهذه الأحزاب وقد وقع جاعلى الاتفاق راضيا به لذا فان محاولة الالتفاف عليه الان والتنصل منه والتصريح بضرورة توسعة المشاركة فيه بإضافة مجموعة اعتصام القصر المتمثلة في اعلان القاهرة هو نوع من النفاق وعدم الإيفاء بالعهود. وأشار الى انه لا يعرف مجلس سيادة ولا مكون عسكري يعرف فقط التغيير مما يكشف حجم الازمة التي باتت تتسع رقعتها بين الرجلين.
اذا فالشارع السوداني سيظل يترقب مالات الأمور واتجاهات الصراع بين الرجلين ويتهيأ لمرحلة جديدة ربما تفضي بانتصار احد الرجلين واعلان ميلاد نظام عسكري جديد. وحتى ذلك الحين فأقول للمراقبين والمتأملين في إعادة البلاد الى مسار الانتقال الديمقراطي من جديد (لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يفوت قيصر جديد).
فلنشجع اللعبة الحلوة.
حميدتى يفوز بالنقاط على البرهان
لأول مرة أجدنى أتعاطف ،بالطبع على مضض، مع حميدتى ،و على قوى الثورة أن تشجع اللعبة الحلوة و هو فعلاً يُرجى منه.
فمواقف الرجل تتخذ منحىً يَتَّسِقُ شيئاً فشتئاً مع أهداف الثورة و شيئاً فشيئاً يتخذ عقيدةً قتالية وطنية .
فإذا كانت حماية الدستور هي أخصُّ خصيصة و سَمْتٍ لاى عقيدة قتالية لأى جيش، وإذا كان أهم مظهرٍ و جوهر لأى انقلاب هو تقويض الدستور ،وهو أكبر جِنايةٍ و جَنابة يرتكبها أي جيش ، فها هو الرجل يغتسل من وقتٍ لآخر في الهواء الطلق من دنس الإنقلاب و يعلن تبرؤه منه ومن أعلى المنابر و المنصات الإعلامية وأقواها صوتاً.
هل يمكن البناء علي ذلك لتحقيق أهداف الثورة في البناء المدنى الديمقراطى ؟ نعم و لكن……
هل الرجل ساذج يَهْرِف بما لا يعرف ؟ إن مجرد طرح هذا السؤال هو السذاجة بعينها ؛ فكيف لساذج أن (يرعى) 150الف (رأس) ؟ و كيف لساذجٍ أن يقود زمام المبادرة في إدارة الدولة بأكثر مما يفعل راس الدولة نفسه.
هل هذا موقف صادق وأصيل أم تُرى هو لعب دور توطئةً لانقضاض على حين غِرَّة ؟ نعم هو موقف صادق و أصيل ما في ذلك أدنى شك. فاللهجة بينه من ناحية و بين (خصميه) البرهان والكباشى من ناحية أخرى حادًة بما فيه الكفاية .
وقد كنت أعلم أنً لغة الجسد و الايماءات(cues) تقول الكثير المثير الخَطِرْ.
لكن حذارِ حذارِ!! فالحية تستطيع أن تغير جلدها ألف مرة ، و لكنها غير مستعدة لأن تُغيِّر طبيعتها في اللدغ و لا مرة .
أمّا وقد توضأ حميدنى وأذًن فينا أن حى على التغيير، فعلينا أن نقيم الصلاة في محراب المدنية و الديمقراطية.
من المؤسف جدا بعض اقلام أبناء الشعب السودانى تمارس صناعة الوهم وتغبيش الوعى وهم متيقنين لن يستطيعوا تسويق فكرة القبول بالامر الواقع مليشيات المرتزقة الأجانب البدون الصحراوين لايمكن للشعب السودانى ولالثورتة المستمرة قبولهم كواقع فى ارضنا ناهيك أن يكونوا فى قصر الحكم لايمكن قوننتهم ولاشرعنتهم ولاسودنتهم راشد الغنوشى والدواعش السورين والعرب الأفغان هذه الدولة الاسلامية الفاسدة التى تحكمنا باخر فصيل عسكرى وهبتهم وثائق تجنيس سودانية اين هم الآن الثورة السودانية من أولوياتها طرد المرتزقة الأجانب البدون من ارضها انتهى للاقوات دعم سريع ولافاغنر ولاغيرهم ديل ماوقع بيتفرض الشعب السودانى طرد الأنجليز وقطع راس غردون
الصديق عباس شكرا على التعليق على المقال..كلنا نشاهد عن كثب في قلق عن ما ستسفر عنه نتيجة الصراع التي حتما ستكون مرة كالحنظل على مستقبل الدولة المدنية