مقالات سياسية

ما فعلته وانا ملازماً قبل ثلاثة عقود ، يفعله اليوم البرهان قائداً عاماً …

خليل محمد سليمان

قبل ايام طالعت منشور يتحدث عن هيكلة القوات المسلحة ، وإلغاء نظام رآسة الاركان ، والرجوع الي نظام القائد العام حسب ما جاء في المنشور ، وتسمية تشكيلات القوات المسلحة ، وتحديد صلاحيات القائد العام ، ووزير الدفاع.

لم اعلق علي الموضوع لأنه لم يكن قد نُشر بصورة رسمية ، فالآن إن كان صحيحاً ، او غير ذلك فكل الامر عند الرأي العام، بكل تفاصيله ، ولم يعد سراً ، او تسريباً محدود النطاق ، فتناقلته كل الوسائط ، واصبح خبر الساعة الأهم.

قبل إسبوع سردت قصة في اوائل تسعينيات القرن الماضي، و انا بطلها ، برتبة الملازم اول ،  قائداً لسرية مشاه بمنطقة فشلا.

أمرت بتشكيل مجلس تحقيق، وانا رئيسه ، ثم امرت ذات نفسي لإستخلاص البينات ، ثم امرت بتشكيل محكمة ميدان ، و انا رئيسها ، واصدرت حكماً بالإعدام علي عريف في الجيش من منتسبي السلام من الداخل الذي قاده الزبير محمد صالح ، بعد ان ثبت دعوته للتمرد ، والقتل.

ذكرتني قصتي بإجراءات البرهان ، وعندي لا تفرق عن ما قمت به ، من إجراءآت جميعها صبيانية ، متهورة ، لم يسندها قانون ، او منطق ، فكانت نهايتها بمكتب قائد ، المنطقة ، و انا في وضع إنتباه ، سمعت كلمتين فارغات ، وإنصرفت الي حالي.

السيد البرهان يعرف تماماً مطالب الثورة ، والشعب السوداني بضرورة إصلاح الجيش الذي ظل يعمل لأكثر من ثلاثة عقود لخدمة جماعة، حتي اصبح مليشيا بكل ما تحمل الكلمة.

* يا العشا ابو لبن الإصلاح الذي نريده ان يكون بآليات محترمة ، يا إما بالشرعية الثورية بإجماع الرأي العام ، وتكون وفق لقرارات تصدر عن لجان متوافق عليها من الخبراء والعلماء.

* او حسب ما معمول في كل دول العالم المحترمة تتم كل تعديلات القوانين ، والإجراءات وفق مؤسسة البرلمان، ولابد ان تستوفي كل معايير الطرح حتي تصبح قانوناً صادراً بإرادة الشعب ، وبهذا تكون ملزمة للجميع.

البرهان فاقد للصلاحية لإصدار ايّ قانون ، او اوامر ، او قرارات ، فالشرعية الدستورية التي كانت بأمر الثورة ، وإجماع الرأي العام ، التي جعلت منه رأساً للدولة قد إنقلب عليها ، واصبحت في عداد العدم.

ما يعني ان ايّ إجراء هو إمعان في الأنقلاب ، والإصرار علي ان يقود البلاد بما يراه ، وخلفة الفلول ، والجماعة المسيلمية.

كسرة..

الملازم اول خليل محمد سليمان قام بتعيين نفسه رئساً لمحكمة ميدان ، والقائد العام “الاقدم” البرهان عيّن نفسه قائداً عاماً جديداً للجيش..

لو في زول شايف في فرق في الموضوعين من تهور ، وعدم موضوعية قانونية ، يتفضل يشرح لينا..

<span;>كسرة ، ونص..

إصلاح المؤسسة العسكرية يبدأ بطرد الكيزان من مفاصلها اولاً ، وإنها التمكين ، والنظر في قضية الفصل التعسفي ، ورفد القوات المسلحة بالضباط الشباب خارج الخدمة ، الذين لا يزالون في سن العطاء إن قبلوا بذلك.

بالضرورة لدينا من العلماء ، والخبراء الذين يمكنهم الإدلاء بدلوهم ، في عملية الإصلاح ، وإشراكهم في كل اللجان التي توكل إليها عمليات الإصلاح.

“عشان ما  ينط موهوم يقول نُريدون تفكيك الجيش ، كل هؤلاء سودانيين ، وطنيين طُردوا من الخدمة بآلة التمكين اللعينة” .

كسرة ، وتلاتة ارباع..

البرهان إن صح ما تناقلته الوسائط ، فكل ما تغعله عبارة عن عبث ، لا ينطلي علي احد ، إلا المواهيم ، والذين ينتظرون من السراب ان يروي ظمأهم.

“او كفسوة مدنقر كما قال السيد االرجل الثاني في الدولة” .

اخيراً..

الملازم خليل محمد سليمان ، تم إلغاء إجراءاته ، وقراراته ، بواسطة قائد المنطقة ، وهو في حالة إنتباه ، ثم إنصرف الي سبيل حاله..

بالتأكيد سيلغي قرارات البرهان الصبيانية ، المتهورة ، القائد العظيم صاحب السيادة، و الريادة ، الشعب السوداني ، المعلم ، وساعتها لا ادري علي ايّ وضع يكون عبد الوهاب!! .

‫2 تعليقات

  1. كلام جميل يا جنابو

    و هذا ينطبق ايضا على التعديلات القانونية التي قامت بها قحت من دون شرعية دستورية ا وإجماع الرأي العام و الوثيقة الدستورية التي عملوها كان سندها الرئيس هو المجلس العسكري و تهاوت الوثيقة كصنم ساقط عندما تخلى عنها العساكر و لم يستطع مدنيو قحت حمايتها

  2. يا خليل الشيء المسمى جيش سودانى لا بد من تصفيته كاملآ واعادة تكوين جيش سوداني جديد.
    كنت في جوبا قبل انقلاب الكيزان وكانت جوبا محاصرة من قوات قرنق وضباط الجيش يشتكون من عدم وجود سلاح ليحاربوا به قوات قرنق زمن الصادق المهدي عندما كان رئيس وزراء وما شاهدناه بأعيننا هو استعانة الحكومة السودانية بالجيش الليبي وكان القذافي يرسل طائرات ضخمة وهي تحمل اسلحة كثيرة من ضمنها راجمات صواريخ وعربات عسكرية ويتم تفريغها بمطار جوبا. بعد وصول الأسلحة تقوم قوات جوبا باطلاق رصاص في الهواء بالقرب من المدينة لتقوم قوات الجيش بالرد السريع بكافة الاسلحة التي جلبتها الطائرة الليبية دون اصابة أي هدف ودون فائدة ، ثم يصرخ الضباط بعدم وجود اسلحة كافية ليأتي القذافي بالمزيد وهكذا تستمر الحكاية حتى تقوم الحكومة بالاستعانة ب ٤ طائرات محاربة عسكرية ليبية يقودها ضباط ليبيين صغار في السن وكانت تقوم بطلعات حربية يوميا وقد اعلن قرنق انه اسقط احدى الطائرات ولم يصدقه أحد مع اننا رأينا الاربعة طائرات الليبية تطلع في مهمة عسكرية وتعود ثلاثة منهم ولم نعرف كيف فقدت
    في احد الأيام وكانت جوبا تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية وجدنا في شوارع المدينة حركة ونشاط من البائعين المتجولين وهم يبيعون سجاير البرنجي، ولم نعرف كيف اتت السجاير الى جوبا.
    بعد فترة قليلة علمنا بوصول كبار القادة العسكريين (من ضمنهم عبد الرحمن سعيد) لتفقد القيادة الجنوبية. المفاجاة ادهشتنا عند معرفتنا ان قادة الجيش أتو بكراتين السجاير البرنجي من الخرطوم وتم بيعها باضعاف سعرها بالخرطوم.
    ضباط الجيش تجار فاسدين لا يؤدون عملهم العسكري بل يستعينون بقوات
    اجنبية ثم هاصت الحكاية زمن الكيزان وتم استبدال تجارة البرنجي بتجارة الآيس والبنقو بالكونتيرات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..