مقالات وآراء

الانقلابيون والقرار الدولي بحظر الأسلحة

خارج السياق
مديحة عبدالله
تسعى وزارة الخارجية لاقناع مجلس الأمن الدولى بإنهاء العقوبات المفروضة على البلاد، خاصة القرار 1591 المعني بحظر الأسلحة ومنع تزويد الكيانات العاملة فى دارفور بالأسلحة والمواد ذات الصلة بما في ذلك التدريب والمساعدة التقنية، وقّيد القرار إمداد السودان بالأسلحة والعتاد شرط تقديم وثائق تحديد المستخدم النهائى، ويتضمن الحظر أشخاص من السفر وتجميد أصول، وشكل مجلس الأمن الدولي لجنة تمده بتقارير سنوية عن أنشطتها التي تشمل رصد تنفيذ تدابير الجزاءات والنظر والبت في طلبات الإعفاء منها.
في العام 2004 فرض مجلس الأمن بموجب القرار 1556 حظرًا على توريد الأسلحة للكيانات غير الحكومية وجميع العاملين في دارفور قبل أن يتم توسيعه في العام التالي ليشمل الحكومة، وتم تعديل وتعزيز الجزاءات باتخاذ القرر 1591 (2005) الذي وسع نطاق حظر الأسلحة بحيث يشمل أيضًا جميع الأطراف في اتفاقية أنجمينا لوقف إطلاق النار وأي أطراف متحاربة أخرى، وتعزز حظر الأسلحة أكثر باتخاذ القرار 1945 بتاريخ أكتوبر 2010..
حزمة القرارات هذه ترجع للانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، وظل مجلس الأمن يقوم عبر لجنته بزيارات دورية للتحقق من تنفيذ القرار أخرها تمت فى نوفمبر 2022، لرصد التهديدات للاستقرار فى دارفور والانتهاكات لحقوق المدنيين وتقديم معلومات عن الأفراد والكيانات ممن يستوفون معايير الإدارج في القائمة الواردة فى القرار 1591، اللجنة شددت على مسألة العدالة من خلال الإصلاحات القانونية والمؤسسية واستقلال القضاء والالتزام بقضايا العدالة والعدالة الانتقالية، وموقف تنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين، وأشارت اللجنة إلى التحديات التي تواجه السودان فى الإيفاء بالتزاماته الدولية.
الانقلابيون أول من يعلم أنهم لم يلتزموا بأي جزء من أجزاء القرار، و(قوة العين) هي وحدها التي تدفعهم للمطالبة برفع الحظر على الأسلحة، بدعوى استقرار الأوضاع فى دارفور، بينما صحيفة يوميات الإقليم تكشف كل يوم عن قوائم القتل والنزوح والتشريد، بسبب النزاعات التى أصبحت (تُدار) بالوكالة عن السلطة الحاكمة تصفية لحسابات أو إعادة ترتيب للأوضاع…
نتطلع لليوم الذي يستعيد فيه السودان سيرته المشرقة في المحافل الدولية بعيدًا عن العقوبات والحظر والتقارير الدورية، إلا أن الأمر المؤكد أن ذلك لن يحدث في ظل قبضة سلطة الانقلاب، مهما بذل قادته من جهود تتناقض مبرراتها مع الوقائع غير الإنسانية على الأرض..
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..