(الإخوان المنافقون) بين غزة وتركيا..!

* الفصامية الوضيعة وليست الإنسانية الرفيعة؛ هي ما تميز المتأسلمين في السودان وربائبهم عن سائر البشر.. ولذلك حين تجد أحدهم مهتم ومتأثر جداً بأحداث خارجية و(ميت تماماً) تجاه أحداث بلاده فاقنع منه؛ واعلم أنه مصاب بداء (الكوزنة)! مثاله يتجسد في أولئك الذين أسرفوا بالهتاف (كلنا غزة) في وقت كانت الشياطين ذاتها مغمومة بالجرائم الكبرى في دارفور وجبال النوبة وغيرها من المناطق التي طوقتها كوارث وغزوات المتأسلمين الأشرار الأنذال أعداء السودان.

* من الطبيعي أن زحام الموتى في زلازل سوريا وتركيا يدمي النفس السوية؛ فلا نجد التعبير المناسب إلّا بـ(عَبرة) أحياناً؛ ثم الدعوات المرجوة.. ونحن في السودان لا ندخر دعاءاً إلّا واستعملناه ترحماً على الموتى وطلباً لعناية الله بالأحياء.. الدعاء هو (الإسهام الواقعي) لشعبنا الكريم.. فبلادنا مزلزلة بأشباه البرهان؛ مذلولة بفقر ساحق وفساد ماحق ظللنا ندفع ثمنه لأزمان من دمائنا ومستقبل أجيالنا؛ ولم يشبع غول العسكر العملاء؛ الذين لم ينجب السودان أحقر منهم.

* لهذا وذاك فالأولى أن نهتم بجحيمنا الخاص..!

* لا خير فينا إذا لم تحرك أحاسيسنا الأوجاع والمآسي الداخلية قبل فجعتنا إزاء العرب والعجم من حولنا.. فلا عِزة لك إذا تمسكت (بغزة ــ القدس) أو حتى بأستار الكعبة وركلت بلادك على طريقة الإخوان المتأسلمين المنافقين.

* بهذه المناسبة.. أذكر أن جهاز أمن البشير وضمن حملاته العدائية على أقلامنا؛ كانت مهيجاته الأولى أن تعبر برأيك المتضامن مع دارفور بما حوت من اغتصابات واغتيالات شارك فيها هذا الجهاز العنصري؛ وبالمقابل كان أكثر عدائية تجاهنا عندما نكتب ضد (غزة) وإخوانها المتأسلمين.

أعوذ بالله