أخبار السودان

تنافس روسيا وإسرائيل والغرب.. والسودان يدفع إسرائيل للإسراع نحو التطبيع

 

تقرير – آلاء عبد الرحيم
وصل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الأربعاء المنصرم، إلى العاصمة السودانية، في إطار جولة تشمل العراق ومالي وموريتانيا. وعقد لافروف اجتماعات منفصلة، يوم الخميس، مع البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، ونائبه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو.
وخلال مؤتمر صحفي في الخرطوم، يوم الخميس، قال لافروف إن مجموعة (فاغنر) الروسية تحارب الإرهاب في جمهورية أفريقيا الوسطى، وإنه سيتم إنشاء قواعد عسكرية روسية على ساحل البحر الأحمر السوداني.
في الوقت نفسه، التقى لافروف مبعوثين من الولايات المتحدة وفرنسا والنرويج والمملكة المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، مع مسؤولين محليين، من أجل المضي قدمًا في الاتفاق الإطاري الموقع بين الجيش السوداني وتحالف من الجهات المدنية الفاعلة الرئيسية في ديسمبر 2022.
وفي نفس الفترة الزمنية، أعقبت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الأخيرة إلى السودان، توقعات بأن السودان سيوقع قريبًا اتفاقية تطبيع، وبالتالي إنهاء (75) عامًا من العداء مع دولة الاحتلال ومن عدم الاعتراف بها.
تزداد احتمالية التطبيع، حيث يكشف الإسرائيليون عن الاستعدادات لزيارة وفد سوداني رفيع المستوى، برئاسة قيادي من المؤسسة العسكرية ذي وضع وزاري، ومن المتوقع أن تتم هذه الزيارة في غضون الأيام القليلة المقبلة. يأتي ذلك في أعقاب زيارة كوهين إلى الخرطوم.
ومن المتوقع أن يجري الوفد السوداني رفيع المستوى محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين، حول تفاصيل اتفاقية التطبيع وتعزيز العلاقات بين البلدين. وسيكون السودان، بعد ذلك، رابع دولة عربية تطبع العلاقات مع إسرائيل، بعد الإمارات والبحرين والمغرب، في إطار اتفاقات إبراهيم.
ليست مصادفة
روسيا، إسرائيل، الولايات المتحدة، فرنسا، النرويج، المملكة المتحدة، ألمانيا، والاتحاد الأوروبي، يبدو أن توقيت الزيارات ليس مصادفة. قال المحرر بـ (أفريكا كونفدينشيال)، باتريك سميث، لـ (ميديل ايست اي)، في إشارة إلى القادة العسكريين السودانيين: “يبدو وكأنها لعبة قوة، يأتي تدفق الزوار المهتمين مع التناقض بين البرهان وحميدتي بشكل متزايد، وعودة الشخصيات الإسلامية المحسوبة على نظام المخلوع عمر البشير إلى الظهور، وانقسام المعارضة المدنية حول كيفية انتزاع السلطة من الجيش”.
تقول مؤسسة مركز (كنلفونس ادفايسري)، خلود خير، لـ (ميديل ايست اي): “إن الجهات الثلاث: البرهان، حميدتي، الإسلاميين، المرتبطة بالانقلاب العسكري في أكتوبر 2021، لديها تصورات مختلفة حول الاتجاه الذي يتجه إليه السودان، وأن اتفاقية ديسمبر الإطارية تفضل حميدتي، والمصريون يفضلون البرهان، والإسلاميون يعارضون أيديولوجيا حكومة السيسي المصرية، لكنهم سيستخدمونها لإعادة أصدقائهم في الجيش إلى السلطة”.
بينما الاتفاقية الإطارية التي تحدد مسار انتقال السودان إلى حكومة مدنية مدعومة من قبل المجموعة الرباعية: الإمارات، العربية المتحدة، المملكة المتحدة، المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة. وكذلك الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة، لا تشمل مصر التي تتبع مساراً موازياً مع الفصائل السياسية القريبة من البرهان.
صلاح قوش، رئيس المخابرات السوداني السابق، يعيش في القاهرة، ويقال إنه مفتاح المسار المصري. ويعتقد أيضاً أنه مهّد الطريق للحكومة الانقلابية لزيارة واشنطن في يناير الماضي.
تتمتع مصر بعلاقات أعمق مع السودان أكثر من أي قوة أجنبية أخرى، لكنها، كما قال باتريك سميث: “تخسر مصر السودان كحليف مع اقترابه من إثيوبيا، وتغيير السياسات المرتبطة بسد النهضة الكبرى”.

قادة الانقلاب العسكري

“البرهان – حميدتي” ولعبة المصالح
يمتلك اللاعبان العسكريان، مصادر مختلفة للسلطة والثروة، ويتبعان استراتيجيات خارجية موازية، بالإضافة إلى خطط محلية موازية. وهذا يعني أيضًا أنهما يتعاملان مع حكومات أجنبية مختلفة، فضلاً عن سماسرة السلطة المختلفين داخل تلك الحكومات.
روسيا التي تتعارض مصالحها مع الغرب في أعقاب غزوها لأوكرانيا، تتفق معهم بشأن الاتفاق الإطاري. وتشمل مصالح روسيا في السودان التعدين- خاصة الذهب- وصادرات القمح، والأسمدة.
حميدتي مرتبط بمجموعة (فاغنر) من خلال ميليشيا قوات الدعم السريع التابعة له، ومجموعة (فاغنر) وجودها مثبت في السودان. ولحميدتي علاقات وثيقة مع موسكو التي زارها مع بدء الحرب في أوكرانيا، خلال تلك الزيارة، نوقشت رغبة روسيا في إنشاء ميناء على البحر الأحمر، وأعاد حميدتي الاقتراح معه إلى الخرطوم.
قالت مصادر مطلعة على المحادثات لـ (ميديل ايست اي)، إن البرهان يعارض الاقتراح الروسي. ويبدو الآن أن الإمارات ستتولى مشروع الميناء، على الرغم من أن لافروف في مؤتمره الأخير في الخرطوم، قال خلاف ذلك.
يقول المختص الذي شارك في تطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل منذ عدة سنوات، ياري، لـ (ميديل ايست اي): “إن البرهان ونتنياهو يتعايشان بشكل جيد للغاية، وأن اللعبة لا تلعبها وزارة الخارجية الإسرائيلية، بل يلعبها الدفاع والاستخبارات”، في إشارة إلى من كان على الجانب الإسرائيلي يقود العلاقات مع السودان.
يواصل: “ندرك أن هناك القليل من التوتر بين البرهان وحميدتي، فهما شريكان في المنافسة. لدى حميدتي اتصالات وثيقة مع الإمارات، ولولاهم ولولا السعوديين لما مضى السودان قدماً في التطبيع مع إسرائيل”.
حميدتي مقرب من حاكم أبوظبي، محمد بن زايد، ويقال إن السودان يصدر (16) مليار دولار من الذهب إلى الإمارات كل عام، عن طريق حميدتي الذي كان هو وإخوته في السابق زعماء ميليشيات الجنجويد ذات السمعة السيئة في دارفور، والآن يسيطرون على مناجم الذهب في المنطقة.
يقول ياري: “السودان بالنسبة لنتنياهو أصبح هوساً، لضرورة المجال الجوي السوداني، من أجل قيام إسرائيل برحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى أمريكا الجنوبية. لذلك تحتاج إسرائيل لأن تكون قادرة على تحليق طائراتها، عبر المجال الجوي الشاسع في السودان”.
مؤخراً، حصل نتنياهو بالفعل على هذا بالاتفاق مع دولة تشاد، ويتطلع الآن لدولتي مالي وموريتانيا، والمناقشات جارية الآن مع الحكومة النيجيرية، حول الرحلات الجوية المباشرة من تل أبيب.
يقول الدبلوماسي الإسرائيلي الذي عمل مستشارًا لأربعة وزراء خارجية إسرائيليين، ألون بينكاس، لـ (ميديل ايست اي)، إن كل ما يتعلق بالاتفاق علاقات عامة، وإنه لم ير أي حكومة إسرائيلية سيئة مثل الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية بقيادة نتنياهو، مضيفًا أن اتفاقيات التطبيع ليست علامة على أن محنة الفلسطينيين قد نسيها العالم العربي، ويجب أن يعيش الفلسطينيون مع الإسرائيليين، والعكس صحيح.
لا يحتاج السعوديون والإماراتيون والسودانيون والجميع للعيش مع الفلسطينيين، الإسرائيليون هم الذين يعيشون مع الفلسطينيين، ونتنياهو يقول إن حل الدولتين غير قابل للتطبيق، وسيصبح المطلب التالي دولة واحدة تتمتع بحقوق متساوية لجميع المواطنين، وستصبح هذه قضية عالمية، حتى إذا تم إنكارها.

الديمقراطي

تعليق واحد

  1. وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مره ..
    برهان .. نتن ياهو،..،حميدتي .. لافروف .. لاف جن احمر …
    كلكم مجتمعين جناح باعوضه ما بتقلعوه الا باذن الله .. . وامر الله اهو مكتوب فوق … المسجد باق باذن الله .. سواء بحالته الاسا ام الهيكل ام قلبتوه معبد …………………. هو المسجد الاقصى ………. وان شا الله في ناس حا يدخلوه على اساس انه مسجد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..