سيرينا الامريكية الشجاعة مواقف .. والايجابية مواجهة..!!

د. منتصر نابلسي
تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف ، ولكن القدرة على التغلب عليه
<span;>(نيلسون مانديلا)
<span;>عندما لم نعد قادرين على تغيير الموقف – فإننا نواجه تحديًا لتغيير أنفسنا.
<span;>فيكتور إي فرانكل
<span;>الحياة رحلة تحكمها التجارب والامتحانات نتذوق خلالها الوان مختلفة من المواقف المحزن منها والمفرح المضحك والمبكي ،ومابين هذا وذاك تذكي الحديد نارالمواقف ودقة المواجهة مع قوة العزيمة وصدق الارادة ، التى تمحص الوجدان ويستنير من خلالها الإنسان ليأخذ من تلك المواقف زاد للايام القادمة بإذن الله،فليس هناك من يعلم بخطوة استباقية كيف سيسطر له القدرمسارالحياة ومافيها من تجارب متى وأين وكيف ولكن بلون المواقف وكيفية التجربة تأتي النتائج والثمار، وبين الحدث وردة الفعل تظهر المعادن وتتبلور الانسانية ، وهناك فقط تتعرف على نوعيات متباينة من بني البشر ويظهر الصالح من الطالح ، وتجد بينهم من تقعده همته وسلبيته ليظل متقوقعا حول مصلحته الذاتية فقط دون أن تجاذبه مشاعره وقيمه وهمته لمساعدة الاخرين ، ولاتحفزه انسانيته إلى المضي قدما نحو موقف فيه تحدي ومواجهة يشهد له بالشجاعة والايجابية ، ولامعنى لكلمة الايمان إن لم تحفزك المواقف نحو ردة فعل ايجابية .
<span;>تجد في مساحات هذه الدنيا الشاسعة الواسعة من بني البشر من لايربطك به نسب ولاقرابة تحركه همته وثقته بنفسه وايمانه القوي يأهمية التفاعل الايجابي، فقد جبل البعض على حب الخير ونجدة الغير تدفعه نفسه العالية الغنية بالشجاعة المؤمنة بالدوافع الانسانية من سماحة قلب وكرم نفس وسعة صدر وايجابية حضور والتزام واجب وانضباط التزام ومسؤلية عمل، وكل هذه المقومات نفتقدها نحن تماما في بلادنا انما تجد التقاعس الوظيفي وسلبية الانضباط والاستهتار في الاداء والتسويف في الالتزام واهمال الواجب وانحطاط السلوك العام ، وتكون النتيجة المباشرة والحتمية الفشل المتوارث فلايمكن أن تبني البلاد بالتهاون والفوضى والانحطاط الاخلاقي.
<span;>سيرينا موظفة أمريكية بيضاء البشرة ولاعلاقة للونها في الموقف ولكن مقتضيات الحقيقة في الوصف دفعتني لذكر اللون.
<span;>سيرينا تعمل في شركة اسمها (قري هاوند) للنقل بين مدن الولايات المتحدةالأمريكية وهي المسؤولة من التذاكر والتنظيم داخل مكتب في ولاية فيلادلفيا، وكنت في طريقي الى نيويورك ونحن ننتظر في المحطة المخصصة للبص فجأة دخل رجل من السود وتبدو على وجهه اثار الارهاق والتعب واذا به يشكو الى سيرينا المشرفة قائلا بأن البص غادر وتركه في المحطة قبل الوقت المحدد له بالمغادرة، قامت المشرفة سيرينا بالاتصال بالمكتب الرئيس فرفض الموظف في الطرف الثاني من خلال المكالمة الهاتفية اصدار تذكرة بديلة للرجل باعتباره متاخر، وما كان من سيرينا الا أن اتصلت مرة اخرى على الادارة العليا للشركة وشرحت لهم بكل تفصيل ظرف الراكب المنسي، ولم تضـــع سماعة الهــــاتف الا وقد جاءت الموافقة من المكتب الرئيس باصدار تذكرة جديدة مجانا للراكب المذكور، وقتها رأيت ابتسامة الرضا تعلو وجه سيرينا الانسانة وهي تسلم الراكب المنسي تذكرة بديلة ، وكأن لسان حالها يقول الشجاعة مــــــواقف والايجابية مواجهة …(فلانامت أعين الجبناء)