مقالات سياسية

إصلاح مجلس الأمن والامم المتحدة

د. السموءل محمد عثمان

نسب لمسئول كبير  في بلادنا  قوله (إنه تم الاتفاق  مع روسيا على إصلاح مجلس الأمن والامم المتحدة) ، ومسؤول كبير هذه ذكرتني حكاية عن  شقيقي الأكبر ، أذ انهم عندما كانوا  طلابا في المدرسة ، ان الأستاذ كان يسأل كل طالب عن مهنة ولي الأمر ، وعندما جاء الدور لاحد الطلاب وكان معجبا كثيرا بوالده ، ساءه ان يقول للأستاذ ان والده يعمل تاجرا ، فهناك مجموعة من الطلاب قالوا ان أولياء أمورهم تجارا ، ولا يريد أن يتساوى معهم، فقال للأستاذ ان والده تاجرا كبيرا ، وكان الأستاذ ساخرا فقال له (كبير قدر شنو قدر الفصل دا).                إصلاح حال بلادنا ، أسهل من إصلاح مجلس الأمن والامم المتحدة.

نحن الآن دولة كل العالم يساعد فينا ، للخروج من دائرة الإنقلاب ، لرحاب التحول الإنتقالي ، لأن الإنقلابات العسكرية شيمة الدول المتخلفة ، وهي التي تصنع الأزمات في الدول وتجر لها المشاكل وتضيع عليها الفرص نحو التقدم والإرتقاء.

الذين يعتقدون ان ذلك تدخلا اجنبيا في شأن بلادنا ، فهذا أيضا مرده لضعفنا ، فهو الدي دعا لذلك.                        دوما نحن هكذا ، حال بلادنا مائل ، ونحن نفكر في إصلاح  مجلس الأمن والامم المتحدة ، بل توعدنا من قبل بأن أمريكا روسيا قد دنا عذابها ، وفكرنا من قبل في تغيير الخارطة من حولنا ، ولم يجلب  لنا ذلك إلا المشاكل والبلاوي.

كثير من المسؤلين عندنا يحتاجون من يقول لهم (ختوا الكرة واطة) كما يقول أهل الكورة ، ودعكم من التصريحات الغير منطقية والحديث المجاني .

نحن الآن نحتاج ان نتجاوز ما نحن فيه،  الآن نحن نحتاج ان نخرج من دائرة الإنقلاب ، لنحصل على دعم المجتمع الدولي ، فإقتصادنا في تدهور ، والبلاد تعاني من ضائقة مالية ، والناس تعبت بعد مالاكت الصبر كثيرا ، والمعاناة سمة الحياة في السودان ، والناس في ماراثون يومي للحصول على الغذاء والدواء.         الناس تعاني ولكن هناك ماهمه  كله ان يكون وزيرا او حاكما ، هؤلاء هم من يدسون المحافير ويصعبون من عملية الحل السياسي في بلادنا مهما كانت النتائج . بحالنا هذا لن نساهم في إصلاح مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ، لأنه لن يسمعنا حد، الأولى الآن إن نتلفت لحال بلادنا ، لنتفادي النتائج الوخيمة التي ربما تحل ببلادنا، حتى إذا كان هناك تدخلا أجنبيا  في شأننا الداخلي فهو نتيجة ضعفنا وبأسنا من قبلية وجهوية واقتتال ، وغياب السلام الإجتماعي في كثير من أجزاء بلادنا وإختلافنا  وتشتتنا.

تحتاج بلادنا لإحلال السلام في أجزائها ، ونحتاج الوفاق في مابيننا ، والإيمان بالديمقراطية وحق الجميع في العيش بكرامة ، والحق في المشاركة والمساهمة في بناء الوطن ، وحماية بلادنا من المغامرات والإنقلابات ، وإقامة الحكم الراشد ، وهذا أسهل من إصلاح مجلس الأمن والامم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..