مقالات وآراء

اللاعبون الأجانب في المريخ والهلال .. هل يقدمون الإضافة المطلوبة؟!

التاج بشير الجعفري

أمس الأول ، الحادي عشر من فبراير الحالي ، خسر فريقا الهلال والمريخ أولى مبارياتهما في دور المجموعات من بطولة أندية أبطال إفريقيا أمام صن داونز الجنوب أفريقي والترجي التونسي على التوالي.
ورغم الهزيمة التي كانت بهدف وحيد في كلا المباريتين ؛ إلا أن الطريق لا يزال طويلاً وإمكانية الصعود للدور القادم ممكنة في حال تطور أداء الفريقين في ما تبقى من مباريات. ولست هنا بصدد الخوض في أحداث المباريتين لأن تلك مهمة المحللين الرياضيين وصحفيو الإعلام الرياضي وهم سيقومون بها على أكمل وجه.
ولكن ما نود مناقشته هنا ، هو موضوع المُحترفين الذين يعج بهم كشفا الفريقين ويزيد عددهم – مجتمعين – عن خمسة عشر لاعباً ؛ وهو عدد كبير جداً ولا أعتقد أن المريخ والهلال في حوجة لهذا الكم من اللاعبين المُحترفين .. ناهيك عن الجدل الدائر حول إمكانياتهم الفنية والمهارية ومدى جدوى تواجدهم ؛ وما هي الإضافة التي سيقدمونها لمشوار الفريقين في دوري الأبطال.
أيضاً الناظر لمسيرة اللاعبين الأجانب في أندية القمة لا يلحظ أي إضافة نوعية لهؤلاء (المُحترفين) خلال الفترات الماضية وذلك لتواضع إمكانياتهم الفنية في أغلب الأحيان والدليل موجة الإحلال والإبدال (المعتادة) في المريخ والهلال للاعبين يُفترض أنهم مُحترفين ولكنهم لا يصلوا لمرحلة الإختبار في المباريات الدولية ويتم شطبهم لعدم جدوى تواجدهم وتواضع مستوياتهم.
أيضاً تتسم عملية إختيار وتسجيل اللاعبين الأجانب في الهلال والمريخ بأنها (منافسة) في حد ذاتها بين الناديين الكبيرين ؛ لجهة أيهما لديه الإمكانية لتسجيل عدد أكثر من المُحترفين الأجانب ؛ دونما التفات للإنجازات السابقة للاعب (المُحترف) أو الإهتمام بالناحية الفنية والموهبة التي يمتلكها ، وهو ما ينبغي أن ينبني عليه قرار الإختيار بالأساس ؛ ولكن للأسف يتم غض الطرف وتجاهل كل ذلك لنشهد نفس الأخطاء والعشوائية تتكرر مرة بعد أخرى ، ولا تتم الإستفادة من التجارب السابقة في عملية إختيار المحترفين ؛ ولذلك فالكاسب الوحيد في هذه الحالة (الفوضوية) هم أولئك اللاعبين الذين يتم شطبهم في نهاية المطاف ويحصلوا على كامل مستحقاتهم المالية (بالقانون) دون أن يقدموا شيئ .. وهكذا يستمر مسلسل فشل اللاعبين الأجانب في المريخ والهلال.
فريقا الهلال والمريخ بحاجة في المدى القريب لمدربين من طراز عالي لتحقيق الإضافة الفنية والتكتيكية الحقيقية وتحديداً في موضوع إختيار المُحترفين ؛ فمن البديهي أن تكون للمدرب صاحب الإسم الكبير في عالم التدريب الإمكانية لتحديد اللاعب المُحترف الجيد ؛ هذا علاوة على أن مثل هؤلاء المدربين الكبار لا يقبلون بتسجيل (أنصاف المُحترفين) لأنهم سيكونوا عبئاً عليهم ولن يحققوا المطلوب.
لذلك فالمريخ والهلال كل منهما في حاجة لمدرب ذو كفاءة عالية وسبق له أن فاز ببطولات دولية بالإضافة لثلاثة أو أربعة لاعبين أجانب على الأكثر.
أما خلال المدى المتوسط والطويل فيحتاج الهلال والمريخ لتأسيس الأكاديميات الرياضية لتكوين اللاعبين المحليين في المراحل السنية المختلفة إبتداء من سن السابعة ؛ وهو الخيار الأقل كلفة وأكثر فائدة ، بدلاً من هذا الصرف العبثي على لاعبين يُسمون مجازاً (مُحترفين) ولا يقدمون شيئاً ؛ بل في كثير من الأحيان يقبعون في دكة الإحتياط تاركين أمكانهم في تشكيلة الفريق لللاعبين المحليين!!.. فما الفائدة من تواجدهم إذاً؟؟ .
أُذكِر إدارات أندية المريخ والهلال أن لاعب مهاجم مُحترف واحد على مستوى عال يمكنه أن يُحدث الفارق ويصعد بالفريق لمصاف الفرق الكبيرة ، والدليل على ذلك الجودة العالية للمُحترفين في الأندية الخليجية والعربية (الدوري السعودي والمصري مثلاً) ؛ فرغم الفارق الكبير في الإمكانيات المالية لصالح الفرق الخليجية بالطبع ؛ ولكن يقيني أن الأموال التي يتم صرفها على إستجلاب المُحترفين في المريخ والهلال يمكن أن تجلب لاعبين بمستوى أفضل كثيراً مما نشاهدة في النماذج الحالية من اللاعبين ؛ ولكن يتطلب تحقيق ذلك توفر الرؤية الفنية الفاحصة من خلال مدرب مؤهل وعلى مستوى عال.
هنالك ملف آخر مرتبط بتسجيل اللاعبين الأجانب وهو موضوع منح الجنسية (التجنيس) للاعب الأجنبي وهو ما تتعمده الأندية وتسعى إليه لتوسيع فرصها وتسجيل عدد أكبر من المُحترفين ؛ وهو أمر لا يجب أن يَستمِر التعامل معه بنفس الطريقة المُتبعة حالياً ؛ فاللاعبين الأجانب الذين تم تجنيسهم سابقاً لم تستفيد منهم البلاد في المنتخب الوطني لضعف مستوياتهم والعمر المُتقدم للعديد منهم ، ومرد ذلك أن تجنيس اللاعب الأجنبي لم يكن الهدف الإستفادة منهم في المنتخب الوطني وإنما الأمر بعيد كل البعد عن هذا التوجه وتتعامل فيه الأندية بما يحلو لها دون رقيب!!.
لذلك ينبغي على السلطات الرياضية في البلاد العمل على ضبط عملية تسجيل وتجنيس اللاعبين الأجانب مع ضرورة مراعاة تسجيل لاعبين صغار في السن ويتمتعون بالموهبة الكروية حتى تستفيد منهم أنديتهم والمنتخبات الوطنية أيضاً.
في الختام نأمل أن تتغير الطريقة الخاطئة التي ظل الفريقان (الهلال والمريخ) يتبعانها مرة بعد أخرى رغم أنها أثبتت فشلها في جلب مُحترفين بمستويات تُمكن من تحقيق الإضافة المرجوة وتحقيق الهدف المطلوب وهو الفوز بالبطولات القارية والدولية خاصة بعد أن أصبح من الطبيعي والمنطقي والمعتاد أن يتواجد أكثر من فريق عربي وأفريقي في منافسات كأس العالم للأندية حيث شاركت ثلاثة أندية عربية (الأهلي المصري والهلال السعودي والوداد البيضاوي المغربي) في النسخة الأخيرة التي استضافتها المغرب خلال الأيام الماضية.
فطموحات الأندية تكبر وتزداد باستمرار .. بينما لا تزال أنديتنا تعاني من الفشل والهزائم المتكررة ؛ كما أن إدارات الأندية لدينا غارقة في الصراعات والكيد لبعضها البعض ولا أحد يعلم متى ينصلح هذا الحال.
نأمل أن تقوم السلطات الرياضية وإدارات الاندية الرياضية بدراسة ملف تسجيل وتجنيس المحترفين واللاعبين الأجانب من كل جوانبه وأن تستعين بالمتخصصين والخبراء في هذا المجال من أجل تصحيح الأخطاء السابقة حتى تحصل هذه الأندية على النتائج الإيجابية المرجوة من المبالغ الكبيرة التي تُصرف لإستجلاب هؤلاء اللاعبين من خلال تحقيق البطولات أو الإستفادة من بيعهم مستقبلاً للأندية الأخرى وتحقيق مكاسب مادية مُعتبرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..