مقالات سياسية

القلق يحيط بالقيادة!!

أطياف

صباح محمد الحسنيلجأ الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي هذه المرة لسداد فواتير خلافاته العسكرية عبر الضريبة السياسية لإستغلال الظروف الوطنية الراهنة بالغة التعقيد، لتمرير اجندته الخاصة ويحاول جرد الحساب مع نائبه الفريق محمد حمدان دقلو بطريقة غير مباشرة

وقال البرهان في أهم نقطة خلال خطابه أمس بمنطقة الزاكياب ، و(مادونها تكرار ممل) قال : (إن همنا في القوات المسلحة هو دمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش واي حديث غير ذلك لن يكون مقبولا) والبرهان يعلم أن دمج قوات الدعم السريع في الجيش هو واحد من بنود الإتفاق الإطاري ، الذي أبدى حميدتي استعداده ودفاعه عنه ورفض مراوغة البرهان ، وقال ذلك صراحه في اخر خطاب له (اننا مع الإطاري ولا نملك غير كلمتنا الواحدة) لكن يبدو ان الجنرال يخشى من أن يرد حميدتي على مراوغته في توقيع الإتفاق ، بالمرواغة بعدم الدمج حتى لو تم الإتفاق .

ثانيا ان دقلو اصبح يشكل مصدر قلق كبير للمؤسسة العسكرية ، ودخل دائرة التمرد عليها ، تشاطرها القلق والتخوف عناصر النظام المخلوع ، الأمر الذي اصبح يُفسر ازعاجا كبيرا وخطرا يحيط بالقيادة العامة ، هذا القلق الذي كلما شعر به البرهان أفرغه هجوما على القوى السياسية والمدنية .

فهو لا يستطيع كسر شوكة دقلو والتحكم فيه إلا بدمج قواته ، ومن فرط حظه وحظهم السيء ، أن هذا لن يتحقق إلا بالإتفاق الإطاري لذلك قال البرهان نصاً ( إننا ندعم الإطاري لأهمية بند دمج الدعم السريع في الجيش ) .

ويبقى تنصل البرهان عن الإطاري هو اكثر القراءات (الركيكة ) لخطابه أمس فهو الآن وغير أي وقت ، في اشد الحاجه للمضى في الإتفاق ، حتى يكبح به جماح دقلو الذي اصبح نفوذه يتمدد هذه الأيام ، الأمر الذي جعله لايقل عن رئيس دولة فالرجل كل تحركاته الآن خارجيا وداخليا تؤكد مما لاشك فيه أنه يكبر ، فالبرهان يعلم ، اما الإتفاق او الأسوأ منه.

ولكن رغم ذلك يبقى انهيار الإطاري هو أمنيته التي يدعو ربه ان تتحقق حتى ولو لم يعمل لأجل ذلك ، وهذا ما يجعله يضرب هدفين بحجر واحد ، فإن لم يوافق دقلو على الدمج فإن الاتفاق في رأيه لن يكتمل ، وان واقف حميدتي على الشرط فإن خطر الدعم السريع سيتلاشى وفي الحالتين يكسب الجنرال.

لكن ما يحدث بين الطرفين إن كان في الخفاء او العلن ، هو نذر خطر يدق ناقوسه بقوة ، فالبلاد لا تحتمل بوادر معركة المواجهة ولو كانت حرب تصريحات ، وهذا قطعا لا يهم البرهان ولا حتى نائبه ، فكلاهما يتأبط سلاحه بيساره ، ويضم طموحه الخاطئ بيمينه ، وكلما اشتدت القبضة على واحد من الاثنين يختنق الوطن .

طيف أخير:

اعتذر للقارئ لعدم المواصلة اليوم في قضية فساد بنك الثروة الحيوانية على ان يتم ذلك غدا ان شاء الله.

الجريدة

 

‫4 تعليقات

  1. سلام صبوحة
    ادعو لك بالتوفيق والسداد في كشف كل اوساخ الوسخانين
    وارجو واتمني ان تنتبهي لان عدوك مسلح بعديد المليشيات وتحري السلامة واكتبي بعد ان تبدا النيابة في البلاغ لانك اذا بدا فتح البلاغ منك انتي يمكن ان يعرضك والجريدة للماءلة القانونية مثل تشويه السمعة وغيره وكل القضاء الي الان والنيابة مع الكيزان ولهم سبعة ارواح

  2. الكباشي يقول في،جنوب كردفان قبل أسبوعين ان الحل الجزري للمشاكل الأمنية يكون بدمج الدعم السريع في الجيش والبرهان أمس ومن نهر النيل يقول ان عملية دمج الدعم السريع في الجيش هو سبب دعمهم للاتفاق الاطاري .ويضيف قائلا ان لا أحد يستطيع تخويف الجيش أو هزيمته ومن يعتقد ذلك فهو غلطان دون أن يهدد ويتحدي الجهة التي يقصدها في إشارة للتهدئة وعدم التصعيد
    يعلم الرجلان جيدا بان اي مواجهة بينهما يعني انفلات الأمر من بين ايديهم وتعليق مصيرهم في مهب الريح وفقدان السيطرة علي ما ستؤول إليه الأوضاع ومن سيغير ولائه لمن ومن سيخون من ومن ينقلب على من ومن سيدعم من وسيختلط الحابل بالنابل وتعم الفوضي وتشتعل الحرائق ويحل الخراب والدمار
    الشعب هو من سيحدد مصيره في النهاية حتي ولو كانت هذه النهاية هي الدمار والخراب الذي سيحل بالبلاد على الجميع ان لا يعادي تطلعات الشعب لتحديد مصيره واختيار نظام الحكم الذي يريده وان لا يتوهم أحد بانه يستطيع فرض إرادته عليه مهما امتلك من قوة فدوام الحال من المحال والعاقل من اتعظ بغيره
    ندعوهم ان يقدموا التنازلات مهما كانت مؤلمة وقاسية وان يحكم الجميع صوت العقل. لن ينجو احد بمفرده اما ان ينجو الجميع واما ان يضيع الوطن ويضيع الجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..