
خليل محمد سليمان
بدأ الخطاب واضحاً ، وصريحاً يشرح ما يدور خلف الابواب المغلقة.
قال البرهان : “الحد البيننا وبين الإطاري هو دمج الدعم السريع” .
في الظاهر يرى البعض ان البرهان يشكو ضعفه ، وقلة حيلته ، وعدم قدرته علي الدمج ، ومواجهة الدعم السريع ، حيث سبقه الكباشي في ذات الإتجاه.
الحقيقة الغائبة علي الشعب السوداني ، ويجب ان نقولها بكل وضوح ان بعض القوى السياسية المدنية في الإطاري اعطت حميدتي الضوء الاخضر بأنه سيكون هو الاساس في إعادة هيكلة الجيش ، وستكون مليشيا الدعم السريع هي النواة التي سيتشكل عليها الجيش الوطني المرتقب.
نذكر خطابه الشهير يوم توقيع الإطاري ، حيث قال : “يحتاج الجيش لإصلاحات عميقة”
فهذا التصريح في ذلك التوقيت ، امام هذا الحشد لم يكن تصريحاً عابراً ، او للإستهلاك السياسي ، كانت رسالة واضحة كالشمس في رابعة النهار ، بأنه يمتلك الجرأة المدعومة بالقوة ليقرر مصير الجيش السوداني.
هذا يعكس الوجه القبيح للسياسة السودانية ، لطالما السلطة هي الغاية فلا مانع للبعض بأن تكون مليشيا الدعم السريع ذراعاً عسكرياً يمكن التحالف معها لطالما الرجل يبحث عن حاضنة سياسية ، يجد عبثاً عندها طوقاً للنجاة.
افعال الساسة عندنا لا تنطلق وفق مبادئ ، او اخلاق ، او ضمير ، فالمصلحة الذاتية هي المحدد ، والموجه.
إلتقط حميدتي المبادرة ، وقال “يا فكيك” .
رأى في الإطاري الخلاص لطالما القوى المدنية المؤثرة قد غازلته ، فبنى آمالاً عراض.
حميدتي رجل بسيط محدود القدرات ، حملته الظروف الي هذا الموقع دفعاً ، وذلك لتقاطعات كثيرة فرضت المشهد بهذه الصورة غصباً عن الجميع.
موقف حميدتي من الإطاري ، وحماسته تجاهه لا تنسجم مع موقف الرجل دولياً.
الرجل حسم معسكره حيث يمم وجهه الي موسكو في وقت حرج لا يمكن لسياسي متواضع القدرات ان يسلك هذا الإتجاه في ذلك الظرف الدولي المُعقد بعد حرب اوكرانيا.
عمليات فاغنر في افريقيا الوسطى عقدت علي الرجل المشهد اكثر ، فوضِع في مواجهة لا يُحسد عليها.
بالوااااضح..
حميدتي اصبح كرت محروق ، وقد حسم الغرب امره ، فالوقت سيحمل التفاصيل ، والسيناريوهات.
لو لا وضع الرجل الحرج لما خرج البرهان ليتحدث بهذا الوضوح ، وسبقه الكباشي ، ولخصنا في السابق سبب زيارة حميدتي في اليوم التالي لزيارة البرهان الي تشاد.
البرهان برأ ساحته بأن مليشيا الدعم السريع هي التي تسيطر علي طول الحدود مع افريقيا الوسطى ، فلا ولاية للجيش علي شبر واحد في هذه المنطقة.
كان رد حميدتي صادماً بأنه لا تعنيه الاحداث التي تدور خارج الحدود التي يسطر عليها، فتناسى انه حليف إستراتيجي لفاغنر الروسية الطرف الرئيسي في المعارك هناك.
من إستدعى حميدتي الي انجمينا كان يُريد موقفاً حاسماً ضد فاغنر ، والنفوذ الروسي.
اعتقد عدم معرفة الرجل بتعقيدات الوضع الدولي بشكل صحيح صعّب عليه المهمة ، فأفقدته آخر الفرص للنجاة ، والإبتعاد عن المحور الروسي ، فإن فعلها بعد فقد يكون فعلاً مرحلياً في التعاطي تنقصه الثقة.
ظن الرجل حسب محدوديته ان حياده هناك سيدعم موقفه من الإطاري المؤيد له بقوة ، حد التطرف ، وما ادراك ما احلام الوعود الوردية التي داعبت احلام ، وطموحات الرجل.
اخيراً..
بدأت كل المؤامرات تتكسر امام صخرة ثورة ديسمبر المجيدة ، فإن دل هذا المشهد إنما يدل عل عمق هذه الثورة ، وصلابة عودها.
كسرة..
برهان ، وديت الكيزان وين؟
كسرة ، ونص..
برهان ، قول والله الجيش ما فيهو كيزان؟
كسرة ، وتلاتة ارباع..
برهان ، تبقى واهم لو فاكر اللعب جاك في ملعبك ، و ح تنفرد بالجميع!!!
من راهن علي حميدتي ، فقد خسر الرهان قبل ان يدخله.
ينطبق المثل السوداني البسيط علي حميدتي..” زي ديك المسلمية يعوعي ، وبصلتو في النار..
هل ستفلح القوى السياسية التي وعدت حميدتي بأن تمنحه كرت للنجاة ، وسط هذا المشهد الذي بدأت خطوطه تتضح اكثر فأكثر؟ .
يا سعادتك حميدتي قال هناك وثيقة تحت الترابيزة ، تعرف ايش ؟ البرهان والكباشي يطالبوا بدمج الدعم السريع وحميدتي يرفض ويبقى الوضع على ماهو عليه، كالوثيقة الاولى منحت العسكر الفترة الاولى وعندما شارفت نهايتها استعان بحلفائه من الموقعين على اتفاقية جوبا ( تحت الترابيزة) وانقلب عليهم،،
لا فايدة من الحرية ولا التغير بشقيها،، وكما قال حميدتي وصدق البلد محتاجة ضابط كارب قاشو شرط يكون وطني غيور على البلد،، انتهى.
لا تستهين بالرجل فلديه من المستشارين ما يجعله يصرح بما يقال له وأكثر هؤلاء غير سودانيين. حميدتي قائد ويستطيع جلب ما شاء من الكفاءات ولديه المال لفعل ذلك ويكفيك إدارته لامبراطوريته المالية. نقص التعليم لم يمنع شيوخ الخليج من بناء دول اصبحت رقما بين دول العالم. وفي الحقيقة هو أذكى من البشير وبرهان وكباشي وقد ابتلع بالفعل الجيش داخل الدعم السريع. الا ترى عدد الضباط الذين استوعبهم من الجيش؟
بالضبط كدة
صدقت
يظل حميدتي رغم كثير من العلل افضل الخيارات في هذه المرحلة والمرحلة اللاحقة في خلق تحالف للثورة مع جهة تمتلك القوة. محدودية التعليم لم تعد سبة وهناك كثير من القادة نجحوا في اداء دورهم نحو اوطانهم رغم محدودية نصيبهم من التعليم النظامي. حميدتي يمثل مصالح الامارات في المنطقة، ودول الخليج رفضت زيادة الانتاج النفطي حسب الطلب الامريكي لان هناك رغبة عامة في انهاء الهيمنة الاحادية للولايات المتحدة، اذا موقف حميدتي من فاغنر ليس بعيدا من هذه الروية. الد اعداء الثورة الحركة الاسلامية والدولة المصرية ويحب تجميع الصفوف لمواجهة هذين العدوين. الجنجويد صناعة كيزانية قبل ظهور حميدتي، ومجزرة الاعتصام من تدبير الحركة الاسلامية باشراف كباشي وعبد المطلب وتم استدراج حميدتي للمشاركة في المجزرة وتصوير قوات الدعم السريع حتي يتم ضرب عصفورين بحجر واحد، القضاء علي الثورة والقضاء على حميدتي في نفس الوقت .
هترشة أبرهه دي، لزومها شنو، طالما دمج الدعم السريع في الجيش، منصوص عليه في الإطاري ؟؟؟ إلا أن الإطاري نفسه به نص خاطئ، وهو أن رئيس الجمهورية المدني الجديد، هو قائد أعلي للجيش وللدعم السريع !!!!! دي يفهموها كيف ؟؟؟
علاوة علي ذلك، فقد صَرَّح قائد الدعم السريع، أنه لا يُمانع في دمج الدعم في الجيش، شريطة ألا يكون في الجيش كيزان !!!!! وهل يُوجد في الجيش “أكوز” من أبرهه وكضباشي وجابر ؟؟؟؟؟
وبالمناسبة الدعم نفسه به كيزان مُختارون، فكي جبريل معه كيزان، وسلطان دارفور برضك !!!!!
لماذا لا يُصدر أبرهه أمراً تنفيذياً، كعادته في تخطي مجلس السيادة، بدمج الدعم في الجيش في غضون أسبوع، طالما أنه يظُن إنه رئيس جمهورية السودان الهامل ؟؟؟؟؟
#كل_مجرم_يشيل_شيلتو !!!!!!!
06:25 PM October, 27 2020
سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
شكراً برهان رفعت راسنا.. بقلم:خليل محمد سليمان
_______________________________
رأيك شنو في العنوان العريض الفوق ده يا ابو خليل !!!
((واحدة من خيباتنا، و الجهل الذي فُرض علينا يمكنك ان تقف امام ناشط كما يحلو في هذا الزمن الاغبر، كل إسهامه انه يحفظ قصيدة او إثنين، و جوقة من الشعارات التي لا تصلح لهذا العصر، و “يقول ليك دا عسكري بليد” و إن كان مدنياً، و ديمقراطياً اكثر منهم، كل ذنبه ان بوته الذي خلعه كان علي رجليه، اما هم فبوتهم داخل جماجمهم، ))
خليل ابو خليل