مقالات وآراء

أزمة الضمير وغياب القانون !!

صوت الحق ـ الصديق النعيم موسى

أكاد أجزم أنَّ أكثر من 85% يعانون من الفقر في بلد خيراتها تُنهب وتُهرّب عياناً بياناً بمطارها الرسمي ، وما زلنا نقف عند المربع الأول منذ الإستقلال ، صِراعات وخِصامات سياسية ومصلحة الوطن آخر ما يُفكّر فيها ؛ لأنَّ المصالح الشخصية طغت على مصلحة الدولة والشعب وها نحن ندفع ثمن ذلك . خيرات لا عِداد لها من شمالنا وجنوبنا وشرقنا وغربنا و وسطنا كل النِعم متوفرة في سوداننا مساحات شاسعة للزراعة ، معادن ، بترول ، ثروة حيوانية و سمكية . في عام 2009 قبل عيد الأضحى بأيام قلائل كان معي أحد الأخوان وكنا نتناقش عن جوظة سمنت عطبره فقال لي مقولة ظلت في ذهني منذ ذلك الحين :( هو شنو أنحنت الما عندنا سمح يا صديق ؟ ) صدقت لدينا كل شئ ولكن هناك شئ كبير ينقصنا ، هُناك معضلة تحول بيننا وبين بلوغ التنمية المُستدامة ، هُنالك أزمة ضمير ! نعم أزمة ضمير وهي السبب الرئيس في نكسة السودان .
منذ أن رفرف علم الإستقلال حتى يومنا هذا لم نجني سوى الدمار والخزي والحروب والصراعات السياسية والقبلية ؛
لم ننجح لأننا لا نُريد ذلك !
أكثر من ستون عاماً ونحن فُقراء !
أكثر من نصف قرن ومواردنا البشرية تُخطط وتنهض بدولٍ نالت إستقلالها وتفشل عن النهوض ببلادنا ؟
ستون عاماً والفقر المدقع يُسيطر على النسبة الأكبر من أهل السودان ؟
ستون عاماً وما زلنا نعيش على المنح والهِبات والديون !
ستون عاماً نقف على أبواب المجتمع الدولى !
تنجح طيورنا المُهاجرة في الخارج لأنَّ هناك بيئة صالحة وضمير مُخلص وقانون صارم فنال أبناء وطننا الأوسمة والإنجازات ومازلوا يقدمون !
أزمتنا تكمن في غياب الضمير ؛
أزمتنا في العقلية الفاسدة التي تقدّم مصالحها على مصالح الوطن ؛
أزمتنا متجذرة في أحزاب لم نرى منها إلاّ الفشل ؛
أزمتنا في الإنقلابات !
السودان البلد الزراعي يفشل في توفير الخبز لشعبه ( 40 مليون ) فقط وكل الحكومات تفشل في إمتحان توفير الخبز !
في خواتيم العام 2021 عرضت قناة الجزيرة في برنامج المُقابلة لقاءً مع الرئيس الرواندي بول كاغامي مُتحدثاً عن نهضة بلاده على يده منذ وصوله للسُلطة عام 2000 ، وكلكم شاهد الطفرة الكبيرة التي شهدتها بلاده بعد الأحداث الدمويه ما بين الهوتو والتوستي ، وهنا أستحضر ما درّسه لنا المرحوم سعادة السفير د – محمد أحمد عبد الغفار في مادة فضّ النزاعات وكيف أفلحت رواندا في الإنطلاق السريع .
نهضت رواندا لأنها أرادت ذلك لأنَّ ضمير من تولوا السُلطة كان على الوطن وما بيننا وبينهم أمدُ بعيد ! وتخيّلوا لو كانت مواردنا مُتوفرة عندهم ؟ الأمر الذي لابدّ من الإعتراف والإقرار به مُشكلتنا تكمن في غياب الضمير والتفكير بالأنانية المُطلقة والمصالح الشخصية التي سيطرت على 99% من قياداتنا وأحزابنا السياسية ولقد بيّنت في مقالاتي السابقة ( سياسة ركوب الراس ) التي أطاحت بأحلام الشعب السوداني .
ليتهم يعلمون إننا ( ندفع الثمن ) !
ليتهم يعلمون أنهم أطاحوا بالسودان !
وما زالت الأمور في تعقيدها !
وما زال الكثير يطمح للإنتصار لنفسه !
فهلاّ عملتم للوطن ؛ رجاءً رجاءً توقفوا ، فألبلاد تنزف وما زال الكثير .
الفرصة مُتاحة حالياً دعونا نصل لحلٍ يخدم الشعب .
صوت أخير :
لن تنهض أمةً بلا عدالة وقانون يتساوى فيه الجميع .
نتناول في مقالنا القادم دمج الدعم السريع والحركات المسلحه في الجيش .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..