رئيس منظمة مختصة: رصدنا 1752 حالة تعذيب مباشر منذ الانقلاب
رئيس المجموعة السودانية لضحايا التعذيب، زين العابدين الطيب: "قوى الحرية والتغيير" أصبحت غير داعمة لمناهضة التعذيب

الخرطوم : بهاء الدين عيسى
دقت المجموعة السودانية لضحايا التعذيب ناقوس الخطر حول مسألة تجريم التعذيب وأدانته بشكل واضح، كما ألقت باللائمة على القوى السياسية “قوى الحرية والتغيير” التي أصبحت غير داعمة لمناهضة التعذيب، فيما كشفت عن رصد (1752) حالة تعذيب مباشر منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021م.
وقال رئيس المجموعة زين العابدين الطيب عثمان في مقابلة، لـ(التيار) : إن المجموعة السودانية لضحايا التعذيب تمثل أول منظومة في الشرق الأوسط تدافع عن حقوق الضحايا وأسرهم وتأهيل الضحايا وأسرهم نفسياً وفضح جرائم التعذيب وكشف ممارسيه، ورأى أن الحرية والتغيير أبعدت “المجموعة السودانية لضحايا التعذيب” و”المؤسسة الأمريكية الأفريقية لمناهضة التعذيب’ رغم أنها اقترحت وجود منظمات المجتمع المدني ضمن أجسام الحرية والتغيير، ونوَّه زين العابدين إلى أن هذا المقترح قدَّمه كل من الأسـتاذ فاروق أبوعيسى المحامي الراحل والدكتور الراحل أمين مكي مدني عضوا مجلس أمناء “المؤسسة الأمريكيـــة الأفريقية” لمناهضة التعذيب إلى الحرية والتغيير، غير أن الأسماء سقطت في ظروف غامضة.
وأضاف رئيس المجموعة اليودانية لضحايا التعذيب: إن هناك مكاتبات ومخاطبات رسمية تمت خلال الفترة الماضية بيد أننا لم نتلق أي ردود في الخصوص حتى الآن.
وحول الحريات بعـــد انقلاب البرهان في أكتوبـــر 2021 أفاد زين العابدين، أن هناك تراجع مريـع فيها، وقارن بين سلوكيات النظام البائد سيئ السمعة والوضع الراهن، وقال:” إن نظام المعزول عمر البشير كان لديه معتقلات سرية ” بيوت الأشباح “تمارس فيهـــا عمليات التعذيب، ولكن -حالياً- الوضع أسوأ من ذلك باعتبار أننا رصدنا عمليات تعذيب في مراكز تتبع لقوات نظاميـــة “.
بجانب قمع الثوار والمحتجين خلال المليونيات الراتبة، وكشف رئيس المجموعة عن تقرير حول انتهاكات 2022م سيصدر في مارس المقبل.
وعاب على السياـين فهـــم الأضرار الناجمة عن الاعتقال لجهة أن بعضهم في كثير الأحيان يقول :”تم معاملتنا بشكل لائق في حين أن عملية الاعتقال نفسها غير لائقة إنسانياً ووتنافى مع المواثيق والأعراف والقوانين المحلية والإقليمية والدولية التي تكفل الحقوق والحريات “.
وحيَّا رئيس المجموعة السودانية لمناهضة التعذيب الصحفيين ونقابة الصحفيين الشرعية التي بدورها تعمل على كشف الانتهاكات وجرائم التعذيب بجانب دورها الكبير في توعية المجتمعات للدفاع عن حقوقها.
كما نادى السياسيين والقيادات المجتمعية بضرورة التعاون معها حتى تتمكن من تأدية مهامها وواجبها بالشـــكل المطلوب.
وتناول زين العابدين، وجود تنسيق محكـم مع لجنة أطباء السودان ومحامي الطوارئ بجانب هيئة محامي دارفور وعدد أخر من منظمات المجتمع المدني .
ووجهت المجموعة السودانية رسالة لممارسي القمع والتعذيب بأن هناك نماذج أخرى في عدد من الدول، ويجب الإتعاظ من تلك الفظائع كما أن تلك الممارسات اللا إنسانية لن تسقط بالتقادم وسيتم تقديم المتهمين إلى العدالة وأشار إلى أن الوقت قد حان لتعديل القوانين المحلية لتتوام مـــع المواثيق الدولية التي تجرِّم الانتهاكات التعذيب ويجب إدراجها ضمن القانون الجنائي السوداني، ولفت النظر لضرورة وجـــود ممثلين لضحايا التعذيب ضمن برلمان الفترة الانتقالبة باعتبار أن واجب البرلمان إجازة القوانين التي تجرم تلك الانتهاكات.
وفي محور متصل قال رئيس المجموعة السودانية لمناهضة التعذيب: إن لديهم مقترحاً كان سيقدَّم للحكومة المدنية حول بيئة السجون المتردية التي تحتاج لتأهيل يجعلها تتماشى مع الموثيق والإنسانية.
ووجه زين العابدين رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الشعب السوداني كان مغيب خلال فترة حكم المؤتمر الوطني المحلول من خلال الانتهاكات التي تمارس ضده ومعزول من العالم، بيد أنه بعد السقوط مهيأ للعودة بشكل صحي لمارسة حياته ودوره الصحي فـــي التمازج مع العالم، لكن غض النظر من المجتمع الدولي عن الانتهاكات والممارسات يجعله في الردة عن إيمانه بدور المجتمع الدولي والقانون الدولي.
وفي الخامس من ديسمبر المُنصرم وقع قـادة الجيش اتفاقاً إطارياً مع نحو 52 من القوى المدنية المؤيدة للديموقراطية يمهد الطريق لإنهاء الانقلاب نص على خروج العسكر من العمل السياسي بصورة نهائية وتشكيل مؤسسات حكم مدني لفترة انتقالية مدتها عامين، لكن الاتفاق أرجأ 5 قضايا رئيسة لمزيد من النقاش.
التيار
هه