النبي موسى والنوبة في السودان

وليد المنسي
✴ تشير عدد من المصادر التاريخية إلى أن وريث العرش النوبي ، شمالي السودان الجغرافي الحالي ، كان يُربى في البلاط الفرعوني آبان النفوذ المصري في عهد المملكة الجديدة بإعتباره أميرا مصرياً وإبناً للفرعون طوال عهد الأسرة ١٨المصرية ، بدءاً بإحتلال أحمس لأرض النوبة الجنوبية في قرابة القرن السادس عشرقبل الميلاد وعقبها بعدة قرون . ويجلب الأمير طفلاً من حاضرة النوبة إلى طيبة ويدجن بالتقاليد والعادات واللغة ، وعندما يشب عن طوقه يرسل إلى أرض النوبة مرة آخرى ليعتلى حكم البلاد حال وفاة أبيه الملك. وتسهل هذه الطريقة الحكم المصري المريح لأرض النوبة الجنوبية دون إرسال قوات عسكرية لشعب عُرف بقوة شكيمته ووعورة موطنه.
✴ من دلالة هذه الحقيقة التاريخية وحدها تولدت الأسطورة التوراتية بأن موسى كان إبناً بالتبنى لإبنة فرعون مصر وأصبح أميراً بالبلاط الفرعوني.
✴ وقد دعم من ذلك إسم موسى الذي أطلقه البلاط الفرعوني على الأمير النوبي الصغير ، فقد أطلق عليه إسم (مو سا) فكلمة (مو) تعني ماء فيما تعني (سا) إبن ، ويعني ذلك أن إسم موسى هو إبن الماء. ففي التوراة :
(ودعت اسمه موسى وقالت اني انتشلته من الماء) التوراة : خروج
٢:١٠
✴ وقد إستعار اليهود لاحقاً عقب عودتهم من أرض كنعان إسطورة ميلاد موسى التوراتية من العديد من الأساطير السومرية والآكادية ، وهي في العديد من ملامحها تشابه إسطورة سرغون ملك آكاد (أنا سرغون الملك الجبار ملك آكاد ، كانت أمي كاهنة نبيلة ، أبي لم أعرفه ، أمي الكاهنة النبيلة حبلت بي ، في السر ولدتني ، وضعتني في سلة من الأسل ، بالقار أحكمت غطائي ورمتني في البحر الذي لم يغمرني ، حملني البحر وأخذني إلى أكي ، صاحب الماء، رباني أكي كإبنه … فصرت ملكاً!).
✴ تربى الأمير النوبي الصغير موسى في بلاط أمنحوتب الثالث وسط أسرة الفرعون التي تشي العديد من الأدلة بأن جذور عدد من أفرادها يرجع إلى أسلاف كوش ، فالملكة تي زوجة أمنحوتب الثالث وأم إخناتون تبين تماثيلها الموجودة حتى اليوم قرب جبل كاترين بأنها سوداء البشرة.
وأما يويا والد الملكة تي وقائد الفرسان فقد أثبتت المومياء التي تتبع له بأنه كان ذا مظهر مخالف للجنس المصري ، فهو طويل القامة على غير المعتاد وذو شفاه غليظة.
✴ تدل بعض الطقوس التي مارسها موسى لإقناع الفرعون المصري بنبوءته على إرتباطه النوبي ، فقد كان على الملك الفرعوني قديماً أن يقوم ببعض الطقوس في قاعة القصر أمام النبلاء ليثبت شرعية ملكه ، ومن هذه الطقوس ، كما يتبين من الرسوم الموجودة على جدران مقبرة خيروف وهو أحد وزراء أمنحوتب الثالث كان الملك يضع يده في عبه ويخرجها بيضاءاً تسر الناظرين!
✴ وهذا ما فعلته حتشبسوت وعدة ملوك آخرون لإثبات شرعية ملكهم ، وكانت المادة المستخدمة في ذلك (السام) تجلب من بلاد بونت. وكان على الملك الفرعوني أيضاً أن يقدم عرضاََ وهو ممسكاً بعصا وضع عند نهايتها رأس ثعبان ، تماماَ كما في العديد من الآثار الفرعونية الباقية حتى يومنا هذا ، وكان المصري العادي يعتقد أن تلك العصا منحة معطاة من عند الرب ، وهم يحتفلون في اليوم الثالث من شهر بابه بعيد ميلاد عصا الإله، العصا كانت عصا الإله ، وهو الذي يمنحها للملك كآية لشرعية ملكه ، وكان لها عيد ميلاد ، وكانت العصا ترمز أيضاً للحية! .
وترينا العديد من الجداريات واللوحات الفرعونية الطقس السحري لشق المياه ب(الحية)! كلوحة الساعة الرابعة من كتاب البوابات في مقبرة رمسيس الأول ولوحة الساعة التاسعة من كتاب البوابات في مقبرة رمسيس الثالث.
-يتبع-
مراجع:
١- توماس طومسون : الماضي الخرافي ، التوراة والتاريخ ، دمشق ٥١١ – ٥١٢ .
٢- سيد القمني : النبي موسى وأخر أيام تل العمارنة ، المعهد المصري ،٧٥١ .
٣- وليد المنسي : المسكوت عنه ، الجذور الوثنية للأديان التوحيدية ، عشتروت ، لبنان ، ٤١ – ٤٥ .
ياوليد، لاعلاقة لاحفاد الغزاة، اي المصريين بارض اجدادنا اي “كمت” الاصبحت مصر “العربية”.
احمس هو اللي حرر ارض اجدادنا كمت من الهكسوس اجداد المصريين، وهو لجأ لي اهلو في السودان الحالي لمساعدتو لتحرير اهلنا نوبة اسوان، ولهذا نوبة السودان شاركو كافراد باعداد مهولة لتحرير اهلهم وارضهم.
لذا غريب تقول علي احمس اخ وزوج “نفرين” السودانية، محتل او كانو “مصري”!!
ماهذا؟
بعدين نوبي معناه اي انسان اسود اين ما كان، مش سكان شمال السودان، وفقا لوعي الاسترقاق العروبي الحالي، في السودان المصري!
اذن موسي كان سوداني والسلام، او معلمو كان ابن الملكة التاية، الكانت من شمال السودان الحالي!!
باختصار ملوك كمت كانو نوبيين، كوشيين، سودانيين، لو من نوبة كمت او السودان، اما المصريين فما حصل حكمو كمت كلها من العاصمة اسوان الحالية!!
في عصور الفوضي كانو بنفردو بحكم مناطقم اي مصر “السفلي” والسلام!!
هو نظام وراثي، الاخ كان بتزوج اختو، فلو ده حاصل فكيف مصري هكسوسي وافد اجنبي يدخل بين اخ او اختو ليكون ملك؟
أهلاً يا كمال بشاشا
إلى حد كبير في صحة في كلامك. بس مهم أكد على وجود قرائن عديدة إلى نوبية موسى و دا اللي ح أطرق ليهو في سلسلة المقالات دي.
ودي