فعلا نحن شعب مخّرف.. يا سيد حسبو !

كثيرا ما يتعامل الناس مع الانسان المخرّف الذي بلغ أزل العمر الي أن يصبح يهزيء خارج الشبكة، كما يتعاطون مع الطفل الصغير !
فان هو بكى يطلب والديه و قد ماتا قبل خمسين سنة ، يجاريه أحفاده أو أبناؤه بأي كلام ، كأن يقولوا له انهما بخير وسيأتيان لزيارته قريبا ، ثم يبدأ من هم حوله بملاطفته والتحايل عليه لأخذ الدواء أو الطعام ومن ثم يسلم عينيه للسبات قرير العين !
جماعة الانقاذ رسخت لديهم ذات الفكرة ، فيخّدرون شعبنا المخرّف في نظرهم من خلال خطبهم بما يؤكد أنهم تيقنوا تماما من خرفه بالقدر الذي يجعلهم يجارون خروجه عن الشبكة بما يحلو لهم من الكلام باعتباره هو الدواء أوالطعام الذي يجعل ذلك الشعب يصدقهم !
أمس الأول دخلت الى المنزل متأخرا مساء ، فوجدت السيد حسبو عبد الرحمن القيادي بالحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وبصفته الثالثة كوزير للسلم الاجتماعي ، يتحدث من خلال برنامج واجهة الأستاذ أحمد البلال الطيب ويبدو أن الامام الصادق ومولانا محمد دوسة وزير العدل قد سبقاه بالحديث ولكني لم أحضرهما.
وكما فهمت من حديث الرجل أن موضوع الحلقة كان عن ..
( كيفية محاربة العنف السياسي )
بالجامعات ووسط الطلاب بصورة عامة !
قال الرجل بعد أن أثنى على توفر التعليم كالهواء والماء في عهدهم البهيج أفقيا وعموديا ، وكان قبل ذلك شأنا طبقيا ، الى درجة أن الانقاذ ومن فرط نعمها على الناس صارت تحفّز الطلبة بأن يتخطون بعض درجات التأهل للمراحل الأعلى دون امتحان طالما انهم حفظوا القرأن ، ونسى طبعا المجاهدين في أرض العمليات الذين يعفون من الشرط أعلاه !
ثم عرّج على موضوع البرنامج أياه ، فأنحى باللائمة على الأحزاب التي لا تضبط منتسبيها داخل حرم الجامعات وقد ربتهم على ثقافة العنف وحمل السلاح كعادة غرستها الحركات المسلحة كفكر بات يهدد السلم الاجتماعي في تلك المؤسسات بما يبيح من وجهة نظره السليمة الحق للشرطة لتقتحم الجامعات لتأديب المهرجين !
و طرح الرجل الحل ببساطة متناهية لخصّها في عدم السماح بتسيس المناخ الطلابي !
وكان الله يحب الطلبة المسالمين ، حسب الحل العبقري لوزير السلم الاجتماعي ، والسّلم التعليمي على مايبدو !
وطبعا لو أن التعليم في زمان طفولة وصبا وشباب السيد الوزير القادم من أعماق الريف الفقير ، كما ذكر طبقيا ،
وكرد على النقطة الأولى !
نقول له لما وصل سيادته الى مناصبه الثلاثية الأبعاد ولا حكمنا أنداده الاسلاميون الذين يفتخرون أنهم قد جاءوا الى الجامعات والمدارس بشنط الحديد وركوبا على ظهور الدواب ، فأصبحوا الآن من سكان العوالي وراكبي الفارهات و أزواج نسيبات العواصم من المرفهات !
والتعليم الذي أصبح متاحا مثل الكتاحة في بلادنا في عهدهم ، تشهد عليه أرتال العطالة من بائعي مناديل الورق وأمواس الحلاقة والعلكة عند اشارات المرور في مختلف المدن وهم خريجون وخريجات مؤهلون دفعت أسرهم دم القلوب في ظل ( مجانية التعليم الانقاذية)
التي يتحدث عنها الوزير لشعبنا المخرّف والخرب الذاكرة!
وقد دفعت بكل أولئك عدالة الانقاذ الى الشوارع بعد أن وظفّت أبناء الحركة والحزب والنظام وهم ممن اكتسبوا الشهادات العليا قفزا بزانة مرورهم العابر بساحات الفداء ، أو كب القرأن فقط لهذا الغرض دون تبصر في معانيه التي قد يكتسبها المسلم لو أنه حفظ منه بنية خالصة لله ولو السور القصيرة التي تعينه على الصلاة !
ومن الذي أدخل ثقافة تدريب الطلاب على حمل السلاح وغسل أدمغتهم لاستعداء كل من هو على غير نهج الانقاذ والحركة الاسلامية غير حكومة انقلابكم التي كان مدخلها الى تطبيق ذلك النهج هو الاتيان بالسلاح وليس بمنطق حيا على الفلاح !
أما اعادة صياغة الطلاب من جديد وعدم تسيس الجامعات والمدارس فهي نكتة بايخة ،مثل دعوته لمعالجة كل تلك الأمور بالحوار الذي كان محرما على كل مخالف لفكر الحركة والانقاذ الا اذا كان بمنطق السيخ والسيوف والعصي ، ياسيد حسبو !
وأنتم من سيّس التعليم في كل المراحل ليس تجييرا لمصلحة الوطن العليا وانما لصالح نظامكم النكرة ، فأصبح مؤهل مدير الجامعة هو الانتساب اليكم حماية لكوادركم من الطلاب فيها باستدعاء ذلك المدير أو العميد للشرطة ليس لفض النزاع من موقع الحياد وانما للتحيز لفريقكم المّطهر في الصراع بينه وبين بقية الطلبة الكفرة المارقين بفتوى علمائكم الأبرار باعتبار كل الذين يخالفونكم الرأى هم خارجين عن الملة !
ولعل قبلاتكم السلمية لمظاهرات الطلاب في الشهور الأخيرة الفائتة واستضافتكم لهم بناتا وفتية في قصور الأشباح و بنسيونات موقف شندي ، خير دليل على توليك بعدها منصبك البديع كوزير للسلم الاجتماعي ، الذي تؤسس له الدول ذات الديمقراطيات الحقيقية وسط التلاميذ كالهند مثلا بتلقينهم منذ مرحلة الروضة والابتدائي ثقافة الديمقراطية كمبدأ والخلاف كحق يؤتي بالحسنى وكيف يتم أعدادهم كمصوتين في المستقبل لاختيار من يمثلونهم ومن خلال تجارب عملية لادارة بوفيه المدرسة أو تحرير جريدة حائطية أو تنظيم الدورات الرياضية والجمعيات الأدبية ، وهي تجربة نقلوها حتى في مدارس جالياتهم في دول الخليج وغيرها لتعميق مفهوم الحياة السياسية التعددية ، ضمن المنهج في أذهانهم الغضة ، وليس كما تدعو سيدي الوزير بعد فوات الآوان وتشّكل الطلاب وتصّلبهم في نهج بات كالخرسانة داخل أدمغتهم بفضل سياستكم في تربيتهم فأعوّج ظلهم مع أوعوجاج عود نظامكم البائس !
فعلا نحن شعب مخرّف يا سيدي الوزير حسبو ،فقولوا ما شئم لتخديره مجاراة لعقله الذي عاد طفوليا لا يملك الا تصديقكم والتسليم لكفكم الحنّين لينام عليه سنوات أخرى قد تطول وهو قرير العين
وهاني البال ، أعانكم الله على خرفه الشين !
والله المستعان .
وهو من وراء القصد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ما قلت الا الحق والله العظيم … والشعب السوداني دا خليه نايم كدا في عسل الانقاذ الي ما شاء الله ..

  2. يجب ايقاف تدخلات السلطة الحاكمة في شئون الجامعات , كما يطالب كاتب المقال , كما يجب ايضا ايقاف تدخلات الاحزاب المعارضة والحركات المسلحة لكي تقوم الجامعات بدورها المطلوب في تاهيل الطلاب علميا وعمليا لكي يساهموا في تنمية وطنهم. بنظرة واحدة الى جامعات العالم المتطورة نجد الهم الاول لطلابها هو التحصيل الاكاديمي .. اما السياسة فهي شئ ثانوي لديهم .. اما طلابنا فيظنون انهم صناع الحكومات .. فالمطلوب ميثاق شرف بين الحزب الحاكم والاحزاب المعارضة بعدم التدخل في الجامعات لكي تعود الى سيرتها الاولى.

  3. لقد استمعت لحديث هذا الافاك وصدمتنى مقدراته الهائله على الكذب دون لن يرف له جفن وازداد يقينى بان المسيح الدجال قد ظهر فى ارض السودان ولا شك فى ذلك ونتمنى ان ينزل فيه سيدنا المسيح عليه السلام ويقطع راسه فحتما تولى مثل هؤلاء امور الناس ولهذا الزمن الطويل ليس الا قدرا مقدورا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..