فلوران – دقنة

عبدالقادر فاروق الصادق
سنة 1884م انزل ثعلب الشرق القائد عثمان دقنة هزيمة ساحقة بالجيش الانجليزي بقيادة السير/ جيرالد جراهام وكسر مربعهم الشهير في معركة (تاماي) الشهيرة ، في معركة تصب كل قراءاتها الاستباقية في صالح الجيش الانجليزي الذي جاء مزهوا بانتصاراته في عدة دول ، وقام قائده بإرسال رسائل للثوار ليفكوا الحصار عن سواكن ، لكن دقنة استخدم معه اسلوب الصمت المزعج ، ثم في الآخر طلب منه أن يخرج هو و جيشه من سواكن لملاقاته ، وفي أرض المعركة أدار (الثعلب) دقنة معركته اعتمادا على التفاصيل والجزئيات الصغيرة ابتداءا من جغرافية الأرض وانتهاءا بطريقة تكوين المربع القتالي ونفسية الجنود الإنجليز ، بعد أن ارهقهم بسهرة مضنية من اطلاق النار عليهم في الظلام واختفاء جنوده المتدثرين بالظلام بسرعة طوال الليلة السابقة للمعركة ، فكان ان اوقع بهم هزيمة تسامعت بها الدنيا حتى خلدها الشاعر الانجليزي السير/ كيبلنج بقصيدة شهيرة .
امس في مباراة الهلال والاهلي المصري قام الثعلب فلوران ابينجي الذي أعاد سيرة الثعلب عثمان دقنة- لكن كرويا – في تحقيق المطلوب ، حيث قام باستدراج تيم الاهلي القادم من مونديال الأندية وخوض مباريات مع أقوى فرق العالم وبالتالي جاؤوا للمباراة والنتيجة مضمونة في جيبهم الخلفي- خصوصا بعد التحيز الفاضح الذي دعمهم به الكاف ، حيث قام فلوران باستدراج الاهلى في الشوط الاول ليستنفد لاعبو الاهلي معظم مخزونهم اللياقي في الشوط الاول- عكس طريقة الاهلي في المباريات الخارجية بالتحفظ في الشوط الاول وبداية الشوط الثاني ثم يبدا في الهجوم بعد ارهاق لاعبي الفريق المستضيف .. مارس لاعبو الهلال تراخيا (مقصودا) في الشوط الاول مما شجع لعيبة الاهلي على التحرر ، وقاموا بمهاجمة الهلال الذي اكتفي بالمرتدات والحفاظ على نظافة الشباك وفي الشوط الثاني كشر الفريق عن انيابه (وحدث ما حدث) .
ومثلما اخذ السير جيرالد في التبرير لهزيمته بمبررات مضحكة كذلك فعل مدرب الاهلي ومحللوه .. انفعال الشناوي بعد المباراة كان أيضا نوعا من التبرير ولكن بطريقة مخجلة..
ههههههه في الصميم يا حبيب. والان تطور الموضوع وانطبق عليهم المثل: ضربني وبكى وسبقني اشتكى.