
حفى انت يا صديقى بالنعى بالفرائد والقلائد من قواميس الفجيعة.
جدير انت بالمراثى ..
ما ابهاك وما انقاك.
تخيرتك المنون كعادتها فى الاصطفاء ..
انتقاك الموت النقاد كدأبه فى اختيار الجياد
هل يحتوى الرثاء ذهنك الوقاد..
أم يا ترى تسعفنا اللغة التى لا اخالها تحيط بنبوغك.
التمعت كالشهاب وانت لم تزل بعد غض الاهاب فسارت بسيرتك الركبان
سيد الامكنة انت والمنابر
تحتفى وتزدهى بك المحافل
ادخرك وطن عشت به وله ليوم لا زال حلما اخضرا وها هو يفتقدك عز الحوجة لامثالك من النابهين
رحلت كما ارتحلوا وتسربت من بين أيادينا دون أن ننال من فكرك ما يكفى من الزاد فى الدروب الوعرة.
الدروب التى عشقتها
المسافات التى عبرتها وعبأت مساماتها القا
ها انت تغادر بغتة دونما وداع شأن كل العظماء
عشت نظيفا وعفيفا
مترفعا عن الصغائر ..
ومت طاهرا نقيا من دنس الدناوات الكذوبة “دار الغش أم بنيانا قش”
يا لفجيعة الثورة فيك
الثورة كما الفتها وعرفتها وعشتها فكرا تقدميا واستنارة ..
صمودا وبسالة وجسارة…
الثورة يا تروتسكى..
الشهداء..
الم ترى كيف يتنازعها الأدعياء؟
أو ألم ترى كيف كيف أن الشهداء كانوا ينتظرون أن تأخذ بثأرهم ولا يرغبون فى أن تلتحق بهم؟
تلك وصيتهم فما بال الموت لم يسعفك حتى تبلغ الثورة كامل استدارتها؟
أتراه طواطأ كعادته مع العسس والازلام والجلاوزة؟
لم وكيف ولماذا عن لك أن تغادر هكذا بلا ضجيج؟
كم قدمت من الوعى ؟
أمقدار ما قدمه استاذك الشهيد؟
قليله هذا هو الاساس الذى تراكم كما فاضحى نوعا
لم لم تنتظر لتشهد “التغيير” الذى غرست بذرته باكرا مع خاتم المفكرين ؟
ترى اسئمت رفقة السفهاء الذين فى غفلة من زمان ردىء تجرأوا على مقامات أكبر من ان يدانوها دعك عن يطالوها؟
يا لها من تراجيديا !!!!
يا ويح رفقاك واصدقاءك .
من يعزى من وانت مقسمة روحك الشفيفة على الشيوع؟
من يبكيك ومن يرثيك؟
ويا لفداحة فقد اليسار الذى ما انفك صيوان عزاء رموزه منصوبا.
لم لم تتمهل يا صديقى وانت نفسك لطالما تحدرت دمعتك خرساء فى مأتم النابهين ومن أبناء هذه البلاد المكلومة؟
الم تحدثتا أن تصاريف القدر حرمتنا من ثلة من المفكرين فلم إذن طاوعك قلبك المترع بحب هذه البلاد على اللحاق بهم؟
لعل الكواكب تعمدك قمرا وتحتفى بك
هل يا ترى يحتويك لحد على ما بك من سعة ومقام ؟
الليل عسعس والصبح يكاد لفرط حزنه عليك يأبى أن يتنفس.
أرقد بسلام
تغطى بالتبجيل والاحترام
نم مطمئنا
تتغشاك العناية الالهية..
لك القيام
عليك السلام