الرجل الغير مناسب في المكان المناسب !
صوت الحق
الصديق النعيم موسى
دائماً ما نسمع عن الرجل المناسب في المكان المناسب ودوره في تطوير موقعه ولكننا لم نتطرق إلى الرجل الغير مناسب في المكان المناسب ودوره في تدمير الوزارة أو المؤسسة التي يعمل بها وما أكثر هؤلاء في الخدمة المدنية والعسكريه وفي هذا الأمر تحدّث بِلا حرج عن فشل الموظفيين الذين يقدمون نموذجاً سيئاً في إتخاذ القرارات الأُحادية ولقد رأيت مثل غير مسؤولين لا يجيدون سوى الدمار والخراب ، يخافون من إتخاذ القرارات لأنهم جُبناء . فليس كل ناجحاً يصبح قائداُ ؛ كثيراً من الموظفين وصلوا لدرجات قيادية فكانوا يتخوّفون من إتخاذ القرارات فعُرفوا بين الناس بالضعف ونظير ضعفهم هذا تترتب عليه أشياء كثيرة وتنهار المؤسسات بصورة مُريعة .
الرجل الغير مناسب في المكان المناسب أضاع بالسودان وجعلنا في مؤخرة الأمم في كل شئ إقتصادياً – سياسياً – صحياً وهلمجر وهنا أستحضر الدور السلبي للمسؤولين في وضع الخُطط وتقديم الخدمات عبر الوزارات والمؤسسات التي يتربعون على قياداتها . الموظف الغير مناسب يُساعد في تدمير إقتصاد البلاد ولقد رأينا ذلك جيداً من خلال ضياع خيرات البلاد خاصةً تهريب الذهب ونهب الثروات ! الموظف الغير مُناسب سبب رئيس في الذي نعيش فيه الآن !
عندما ذكرت أنَّ سلام جوبا ما هو إلا مُحاصصات وتوزيع للمناصب ( الهاملة ) على الحركات بلا رؤية حقيقية في ظُلم تام للأقاليم الأُخرى قد قصدت بذلك الذين تم وضعهم في غير أماكنهم وهم من أهدر خيرات البلاد أيضاً .
الذي يؤلمنا أكثر فأكثر ، تلكم الموارد التي لم تجد كفاءات حقيقيه تستثمرها ليرتاح المواطن المكلوم وتنهض الدولة وما زلنا نشكي عن توفير الخبز والدواء في دولة يُهرّب ذهبها عبر مطارها الرسمي فما بين الحين والأُخرى تخرج علينا الجمارك بضبط الذهب والعملات الأجنبية في مطار الخرطوم والسؤال مَن الذي يفعلُ ذلك ؟ إقتصادنا ينهار والفشل يُسيطر على قيادات البلاد . غياب تام للعدالة الوظيفية في دولتنا وسيطرت موظفين يقبعون في غير أماكنهم ، غياب العدالة في التوظيف سبب في دمار الخدمة المدنية ( المُنهارة أصلاً ) جميع من قرأ مقالي وجد من يعيقون العمل ( أصحاب الجرجره ) والتعطيل المُتعمّد في تنفيذ القوانين لمصالحهم وأهواهم ، تنهض الدول بالإنتاج وليست بالشعارات الرنانه .
كل الدول المُتقدمة وضعت في الحُسبان كيفية الخدمة المدنية فعندما سقط الإتحاد السوفيتي كان بسبب وجود رجل غير مناسب في مكان مناسب فسقط وتشتت دوله . إنَّ المسئولية تُملى على كل من تولّى موقعاً بمراجعة نفسه في إتخاذ القرارات الصحيحة لنهضة البلاد .بسبب الظلم الذي يأتي من الموظفين الفاشلين يتولد الظلم والغبن والحسد والضغائن ، ستجد المآسي والألم وغياب العدل و غياب المؤسسية و غياب الضمير
لا يوجد شئ لا تجده
والكثير مِنا يأمل في إصلاح الخدمة المدنية ولكننا لا نتساءل عن الأسباب الرئيسة التي أدت لتدهورها وهل نصمت ؟ أم نبحث عن وضع الحلول المناسبة والناجعة .
صوت أخير :
النجاح يحتاج إلى إراده صادقه وليس تصريحات ؛ وما ترونه في بلدنا الآن السبب مجموعة مُعينة هي الرئيس للكارثه لأنها بكل بساطة جلست في غير موقعها وقدمت النموذج الأسوأ في الإدارة والسياسة والإقتصاد .