دورستْ هاوس – قصة

محمد سليمان الشاذلي
عُرفت بين البورترز العاملين في حجرة الاستقبال ذات الأبواب الزجاجية النظيفة لمبنى دورست هاوس ، الواقع على تقاطع غلوستر بليس مع مارليبون رود ، القريب جداً من بيكر ستريت ، القريب من متحف مدام توسو ، عرفت بأكثر من اسم. كانت فتاة استثنائية. وكانت في مقتبل العمر.
غودوين سمَّاها : السيدة ذات الابتسامة الرائعة.
بيتر كان يسميها: السيدة ذات الأهداب الطويلة.
سيدني كان يسميها : ذات المرح الدائم.
إدي وحده كان يسميها باسمين: السيدة ذات العينين الجميلتين – السيدة ذات الشامة.
تلك الأسماء كانت تربك زائريها. فإن أتت صاحبة أو عائلة من أجل زيارتها ، ذاكرة اسمها الحقيقي كان صاحب الوردية ، سواء كان غودوين ، بيتر أو أدي يؤكد بنبرة حازمة بأنه لا توجد سيدة في دورست هاوس تحمل هذا الاسم . وعليه فقد فقدت الحق في تلقي الزوار ، في الوقت الذي حظيت فيه بأسماء كثيرة.
أسماء لم تعرف بأنها قد أطلقت عليها.
وذات صباح ربيعي أطلقت فيه حديقة ريجنتْس بارك القريبة ، الكثير من غبار الطلع الذي تسلل عبر الأبواب الزجاجية لدورست هاوس ، زارها رجل فضي الشعر ، إسكتلندي القسمات . عرفها بنفسه :
“اسمي أينسلي . أعمل في متحف مدام توسو القريب من هنا”.
“تفضل”، قالتها بابتسامتها الرائعة ، بأهدابها الطويلة ، بعينيها الجميلتين ، بشامتها التي على الخد الأيسر. ومع أقداح القهوة قال لها : “لقد قررنا أن نصب من شمعنا وبمهارتنا ، وجهاً متعدد الأسماء وقد اخترناك لذلك”.
“عفوا!”، قالت ببراءة.
لم تكن تعرف الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها.