مقالات وآراء
الفراشة الحائرة

هاء السكت
بشرى الفاضل
كانت هناك فراشة يافعة سعيدة وممراحة تنعم بحياة هانئة قرب نهر القاش، وسط الزنابق والأزهار تطير في كل نهار من غصن لغصن وتهجع في المساء بفرع شجرة معلوم قرب زرزور حكاء كان كل مساء يشكو لها من بؤس الشجر وشحّ الحب والزهر قرب نهر القاش ويحدثها عن روعة الطبيعة قرب شواطيء مقرن النيلين التي حدثتها عنها وفود الزرازير التي تعود من هناك بالخير الوفير في كل عام. قال الزرزور للفراشة انه مصمم في رحلة الزرارير المقبلة على الذهاب معها حيث ينوي الإقامة الدائمة هناك في دوحة بالمقرن ويفارق أرض القاش الجدباء. ما انفك الزرزور يحكي ويحكي لجارته الفراشة السعيدة عن روعة المنظر هناك قرب النهرين الهائلين حيث يلتقيان وحيث الأشجار والأزهار التي تفوق أشجار القاش بملايين المرات حتى اقتنعت الفراشة . وذات مساء قال لها غداً فجراً سأطير مع السرب فما رأيك أن تذهبي معنا
ياجارتي العزيزة وسأحملك على جناحي وإن خشيت من السقوط فحطي على ظهري.وهكذا أقلعت الفراشة على جناح جارها وسط سرب كبير من الزرازير . طار السرب وطار ليومين حتى دنا في صباح اليوم الثالث من مقرن النيلين وحين انتصف النهار فوق سماء المقرن دوت من تحت أصوات هائلة فسادت وسط الزرازير فوضى عارمة وفزع. فطار كل زرور لحاله وسقطت الفراشة من جناح جارها حائرة وحاولت الطيران لكنها كانت وسط دخان كثيف أصابها بالعمى وما درت أنه بمبان وحطت قرب حصاة صغيرة عمياء فاقدة المصير وبحث عنها الزرزور جارها فوجدها وظلا يلهثان من فعل البمبان. سمعت الفراشة الحائرة صوت جارها فارادت أن تلومه و تقول له شيئأ لكن أصابتها هاء السكت فسكتت.
الجريدة
قتل اصحب الاخدود