
وهل ما قاله البرهان مناورة عابرة وحديث تكتيكي أم أنه موقف استراتيجي يقصد به فعلا تشكيل جيش قومي وقوي من شأنه أن يدافع عن تراب الوطن ويحمي أمنه وحدوده؟ ولماذا لم يناقش سعادته الأمر داخل أروقة القصر الجمهوري حتى لا يثير كل هذه الزوبعة الإعلامية واللغط السياسي الذي ليس من مصلحة الوضع الأمني والسياسي في شيء. ولكن عموماً فإن الحكمة هي أفضل الطرق لمعالجة الأمور وإذا فقدناها ، ورطنا الوطن في دوامة من الصراع والتخبط المفضي إلى التشاكس لا محالة.
في المقابل أدلى السيد الفريق حميدتي ، نائب رئيس مجلس السيادة ، وقائد القوات الدعم السريع ، بخطاب مثير للجدل كردة فعل لحديث البرهان آنف الذكر. وقد حمل خطاب حميدتي عدة رسائل بعضها عاطفي يقصد به كسب جانب قحت وبعض الجهات الأخرى وبعضها تهديد مبطن لمن سماهم بفلول النظام السابق ، حسب قوله! فقد قال : “لقد حكمتم هذه البلاد بغير وجه حق لثلاثين عاماً ، قسمتم فيها السودان لبلدين ، نشرتم فيها الفساد والاستبداد ، اثرتم فيها الفتن القبلية والاجتماعية ؛ حتى ثار ضدكم الشعب وأسقطكم. أقول لكم ارفعوا أيديكم عن الفتنة في المؤسسة العسكرية وفي أوساط المجتمع السوداني ، واتركوا هذا الشعب ينعم بفترة انتقال سياسي مستقر يختار في نهايتها من يحكمه دون تزوير وتزييف”. فهل هل يعتقد السيد حميدتي أن بعض أفراد المكون العسكري يمثلون امتدادا للنظام السابق ولذلك أراد “دق القراف عشان الجمل يخاف” أم أنه يشير إلى جهة خارج المكون العسكري يا ترى؟ وفي كل الأحوال هي نسي قائد الدعم السريع أنه كان أحد أدوات وأذرع النظام السابق ، الذي رفعه مكاناً علياً ، وهيئ له كل الفرص حتى تبوأ مناصبه الحالية؟ .
من الواضح أن السيد حميدتي لا ينوي التخلي عن قواته ، فهي تمثل له ، ضمن عوامل أخرى ، منها المال والعلاقات الإقليمية ، مصدر قوة يصعب عليه التفريط فيها في ظل وضع سياسي يكتنفه الغموض وتهدده الهشاشة في كافة الجوانب مع تدخل مخيف للأجنبي في الشأن الوطني. وبعض ما قاله حميدتي في خطابه يصب في خانة الاستهلاك الإعلامي البراغماتي البحت لأن حميدتي له أجندته الخاصة ويتوفر له دعم إقليمي واضح. كما أنه حاول تلطيف علاقته مه أهل الهامش الذين نسب نفسه إليهم بقوله : “أنا ابن بادية بسيط ، نشأت في أقاصي هوامش السودان ولم أحظ من الدولة سوى بعنفها تجاه مجتمعاتنا ، وتجاهلها لحقوقهم الأساسية ، ولقد تعلمت في مدرسة الحياة الكثير من الدروس، أهمها أن المسار القديم للسودان غير عادل وغير منصف”. فهل يؤمن السيد حميدتي بفكرة السودان الجديد أم أن هذا رأي من كتب له الخطاب؟ .
حميدتي عبر عن ندمه على المشاركة فيما سماه بالانقلاب وكأنه قد أراد التنصل من تبعات ذلك التحرك ويقول للبرهان أنت وحدك يجب أن تتحمل مسؤولية ذلك الانقلاب أي أنه رمي رفيقه بدائه وانسل. فقد جاء في خطابه : “فحينما رأيت شباب ثورة ديسمبر لم اتردد في الوقوف في صفهم ضد ظلم النظام البائد واستبداده وفساده ، رأيت انني اشاركهم رغبتهم في التغيير إلى الأفضل وبناء السودان ، حاولت ما استطعت فأصبت حينها وأخطأت احياناً، آخرها خطأ انقلاب ٢٥ اكتوبر ، الذي تبين لي منذ يومه الأول أنه لن يقود لما رغبنا فيه بأن يكون مخرجاً من الاحتقان السياسي ؛ ليصبح بوابة لعودة النظام البائد مما دفعني لعدم التردد بأن أعود عنه إلى الصواب”. ها قد بدأ صراع الكبار ، إن وجدوا ، يطفو للسطح وكل منهم يستند على عوامل يعتقد أنها تدعم موقفه؛ لينال حظه من كعكة السلطة أو للمحافظة على مكاسب تحققت له نتيجة التغيير الذي حدث بعد ذهاب الإنقاذ! . ويستطيع المراقب أن يستشف من حديث القائدين أن ثمة أمر ما وراء الأكمة بينما يزداد الوضع تأزماً.
والسودان لا يتحمل مزيدا من التشرذم ، بل يريد حكومة ذات طابع وطني وتكنوقراطي يوفر الحد الأدنى من العيش الكريم والأمن والأمان والاستقرار والخدمات الأساسية للشعب ويهيئ البلاد لانتخابات نزيهة تضع حدا للتصارع حول السلطة أو الوصول إلى كراسي الحكم بالقوة العسكرية أو بدعم من جهات خارجية لها أطماع خاصة في البلاد.
اظن العنوان سبقوك عليه يا قش ان شالله المحتوى مختلف
اظنك يا عزيزي قش انت ماءً تحت تبن لان ما بين سطورك من غمز ولمز وصراعًا نفسيا يفضحك فانت تفكر بنفس عقلية ناس فكي جبرين ومناوي واردأ زول وحجر وحلو وادريس وهردبيس فانت صاحب غرض ومرض ترمي الكلمات من طرف خفي وتنمق العبارات المفخخة وتعطرها لتصل للنتيجة التي تصبو إليها هذا ليس بتحليل هذه اماني ارجو ان تتحقق هذا راي فيما كتبتة ورسالتك وصلت