مقالات وآراء

الانقلابات العسكرية

 

صلاح جلال
????هناك جهات سياسية محبطة من حال في البلاد، وأصبحت تمني نفسها بمغامرة جديدة، تحت شعار (البحث عن عسكري مالي قاشو). العسكري المغامر الذي يقوم بانقلاب، أكيد طريقة تفكيره بتكون مختلفة عن عامة الناس، لذلك يصعب وضعه في إطار سياق موضوعي بتفكير منطقي، فهو لا يرى غير رغبته في الانقلاب. رغم هذه الحقيقة، لكنني أرى الآتي:
????أولاً، البلد في حالة انقلاب أصلاً، ولا تحتاج لانقلاب آخر، خاصة إذا كان بقيادة نفس قيادات الانقلاب القائم: الفريق برهان، وكباشي، والعطا. وإن لم يكن تحت قيادتهم، يعني مزيداً من تقسيم المقسم، وغياب وحدة البندقية، ومزيداً من المخاطر على الانقلابيين أنفسهم. انقلاب اللواء بكرواي الذي تجري محاكمته الآن، مثال لذلك.
????ثانياً، تقييم الموقف يطرح عدداً من الأسئلة، منها: لماذا فشل الانقلاب القائم وذات الطامحين كانوا من مؤيديه، ومازالوا؟ هل تغيرت الظروف لتوقع نجاح انقلاب الجديد؟
الكوابح لأي انقلاب في السودان، تنحصر في التالي أمس واليوم وغداً:
????الأزمة الاقتصادية المتصاعدة والمرشحة لمزيد من التدهور في ظل المقاطعة الدولية للانقلاب القائم، وأي مغامرة جديدة غير محسوبة.

قادة الانقلاب في ٢٥ اكتوبر

???? التعبئة الثورية ضد الانقلابات وسط الحركة الجماهيرية من لجان المقاومة والقوة المدنية والسياسية التي وصلت مستوى غير مسبوق في تاريخ السودان، مقاومة متواصلة على مدى أربعة أعوام.
????الموقف الإقليمي والدولي الرافض للانقلابات بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف إقليمي بين دول نافذه في الإقليم، على رأسها المملكة العربية السعودية.
????موقف العزلة والتجميد من الاتحاد الأفريقي (أهم منظمة إقليمية)، وتأكيد قمته الأخيرة برفض قبول الانقلابات في مالي والسودان وبوركينافاسو، والعمل على إبطالها واستعادة المسار الديمقراطي.
????أضف إلى كل هذه التعقيدات، عدم وحدة القوى العسكرية في مواجهة أي انقلاب بموقف الإخوة في الدعم السريع المعلن ضد الانقلابات، وإعلان انحيازهم لقوى الثورة ومعسكر الحكم المدني الديمقراطي، موقف يحسب لصالح قيادة الدعم السريع ويقربها من الشارع الثوري.
????بهذه المعطيات، وبحسابات المنطق وتقدير المخاطر، لا يتوقع انقلاب داخل الانقلاب القائم. انتهى عهد تغيير الحكم بالانقلابات التقليدية، وانقلاب الإنقاذ عِظة وعبرة، أنكروه من قاموا به، وهم يقفون داخل قفص المحاكمة، فأصبح كاليتيم في موائد اللئام، تبرأ منه الذين قاموا به في مظهر ماسخ يقول: (الرجالة تطير).
????????خاتمة
العملية السياسية الجارية من خلال الاتفاق الإطاري هي الطريق الوحيد الآمن لإيجاد حل ينقذ السودان، الخيار الذي يليه تصعيد المقاومة الشعبية لتحقيق العصيان المدني والإضراب العام في مواجهة الانقلاب القائم، والاستفادة من التأييد الإقليمي والدولي لدعم الانتقال الديمقراطي والعودة إلى الحكم المدني، بالملساء (الاتفاق الإطاري)، وبالخشنة (العصيان المدني)، والثورة مستمرة والنصر أكيد. وفي الحالتين، سيتحقق الحكم المدني، ورغبة وإرادة الشعب السوداني التي لا تقهر، مهما كانت الصعاب والتضحيات.
#مدنياووو _ خيار_ الشعب

الديمقراطي

‫4 تعليقات

  1. (لماذا فشل الانقلاب القائم وذات الطامحين كانوا من مؤيديه، ومازالوا؟)

    أُنص و خمسة

    الانقلاب لم يفشل

    علينا توخى الحذر و الدقة في توصيف ما آل إليه انقلاب 25 أكتوبر من حيث نجاحه أو فشله.
    فالتوصيف الخاطىء يقود بالضرورة لنتائج خاطئة البناء عليها يعيق حتما التصدي للانقلاب .
    يجب أن يكون معيار الفشل و النجاح هو مدى و مقدار الإرباك الذى أحدثه في الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية . إن هذا الإرباك هو الهدف الاستراتيجي الذى خطط له الرعاة الاسترانيجيون للانقلاب و إنّ البرهان و من حوله ليسوا بأكثر من منفذين و مأمورين ليس إلا.
    بهذا المنطق يكون الانقلاب قد نجح نجاحاً يفوق التوقع و إنّ الفاشل ليس الانقلاب بل هو الذى أخطأ في القراءة الاستراتيجة الصحيحة لمعطيات الواقع المترتب عليه .
    إن الذين يتبنون تشكيل حكومة انقلابية مسيطرة معياراً لنجاح هذا الانقلاب ،يكونوا قد خُدِعوا و أبتلعوا
    الطعم . فتشكيل حكومة مسيطرة تعنى فيما تعنى نوع من الاستقرار و عدم تهديد الأمن القومى على الأقل على المدى المنظور و هذا آخر ما يهدف إليه رعاة الإنقلاب الحقيقيون ،فزعزعة استقرار السودان و تفتيت وحدته و من ثمّ خلق البيئة الملائمة للإحتراب الأهلى هو المطلوب و هو ما يشهده السودان الآن .
    فالانقلاب نجح و نص و خمسة !!!

  2. تصحيح

    …….،يكونون قد خُدِعوا و أبتلعوا
    الطعم
    و لبس ،يكونوا قد خُدِعوا و أبتلعوا
    الطعم

    تعنى نوعاً من الاستقرار و عدم تهديد
    و ليس تعنى نوع من الاستقرار و عدم تهديد

  3. البلد دي ما بتستقر الا بحكومة عسكرية قابضة وتمركز السلطة في يد قائد واحد واي كلام غير ذلك وهم كبير
    خلونا من اوهام مدنيااااااو وديمقراطيااااا وحريااااا
    نبقى زي الناس من حولنا بحسم الصراع والتنافس حول السلطة وتركه لرجل
    عشان تحصل تنمية وتقدم وبني تحتية
    تنمياااااااااااااااااااااااو
    قفة الملااااااااااااح التعليييييييييم
    الصحاااااااااااا

  4. الاستعبادوسيس

    (البلد دي ما بتستقر الا بحكومة عسكرية قابضة وتمركز السلطة في يد قائد واحد واي كلام غير ذلك وهم كبير)

    الحكم العسكرى معناه أن تفعل ما تؤمر به و أنت صامت كالحمار أو أنكأُ مصيرا ، أى أن يُجَرَّد المرء من أعز أثنين يملكهما أي إنسان : العقل و الكرامة أي أن الحكم العسكرى حرفياً يعنى الاستعباد و هنا أفرق بكل وضوح بين العسكرية كمهنة محترمة طالما التزمت بعقيدتها و بين العسكرية كنظام حكم لم و لن يثبت نجاحه إلا في خراب البلاد و العباد. هذا و تجدر الإشارة هنا أنه لا يوجد استثاء واحد على مدى التأريخ الإنسانى (فشل) فيه نظام الحكم العسكرى ألا يكون مخرباَ للبلاد و العباد .
    و لكن ما هالنى ، حقاً ، أن البعض ، في القرن الواحد و العشرون ، مازالوا يتوقون و يستمرئون حياة ألاستعباد ، كأنهم قادمون من
    وراء القرون و الحِقَب السحيقة التي يلُفُها الظلام و الظلم و لهولاء لا أملك إلا أن أدعو لهم بالشفاء لأنهم فعلاً مصابون بداء (الاستعبادوسيس) ،إن صح التعبير. و بهذا أكون أول طبيب يصف هذه الحالة و هى حالة نفسوعصبية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..