الحرية و التغيير تطالب بتقديم قاتل الشهيد إبراهيم مجذوب لمحاكمة علنية ومفتوحة

الله يرحمه ويلهم أهله وذويه الصبر وحسن العزاء
هذا الصراع السياسي أدى لحصد الأرواح، هذا الصراع السياسي أدى إلى ضيق المعيشة وشظف العيش وإنعدام الأمن. كل مجموعة تستخدم أسلحة في صراعها السياسي، بعض الأحزاب والجهات المعلومة للجميع تستخدم هؤلاء الشباب وتتاجر بقتلهم وإعاقاتهم وسحلهم وسجنهم ، تقيم المسيرات والمواكب لأجل ذلك وعندما يُقتل أحد المتظاهرين يستثمرون في قتلهم وسجنهم وإعاقتهم والهدف الوصول للسلطة وإزاحة الأخرين. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا من يريد الإنكار ولا ينكرها إلا من هو منتسب لتلك الإحزاب والجهات،. من ناحية أخرى فإن العسكريين ومناصريهم يدركون أهداف هذه الأحزاب في رغبتها للوصول للسلطة بتلك الوسيلة ومن ثم يمارسون أقصى درجات العنف المفرط في مواجهة سبل هذه الجهات ووسائلها لتحقيق ذلك وهي معركة لأجل البقاء فهم يدركون أن هذه الأحزاب تضمر لهم الشر كله وفي حال وصولها للسلطة فسوف تقتلهم وتسجنهم أيضا. إذا إستمر الصراع بهذا الشكل فهذا يعني مزيد من هذه المشاهد التي بدأت منذ فض الإعتصام وإلى يومنا هذا. كل يحاول أن ينتقم من الآخر. في ظل هذا الوضع إنهار إقتصاد البلد وتمضي سلطة الأمر الواقع في فرض مزيد من الضرائب الباهظة على الشعب الفقير المعدم في معظمه وتدهورت الخدمات بصورة مريعة خاصة في مجالي الصحة والتعليم ، وتلاشت الطرق وقل إنتاج الكهرباء وتضاعفت الخدمات الحكومية بمتوالية هندسية، مما أدى لهروب جماعي من البلد لفئة كبيرة من الناس وأدى إلى غرق الشباب في البحر المتوسط. ضف إلى ذلك حالة السيولة الأمنية المفرطة وإمتلاء العاصمة ا لخرطوم بالنازحين بمئات الآلاف خلال الأربع سنوات الماضية دون وجود عمل أو مأوى مع الغلاء الفاحش شكل بيئة خصبة للنهب والسلب المنظم وهو متصاعد ولن تفلح الإجراءات الأمنية في كبح جماحه. كما أن الحركات المسلحة الباحثة عن السلطة عبر التهديد بالعودة للحرب قد أغرقت الخرطوم بمنسوبيها وداعميها رغبة منها للسيطرة على السلطة المركزية وعلى العاصمة الخرطوم ورمت خلفها كل قضايا المناطق التي تقول أنها رفعت البندقية لأجلها فهي لم تكن أكثر من وسيلة للوصول للسلطة كذلك.
في ظل هذا الوضع وفي ظل التدخلات الخارجية التي تستخدم جهات سودانية متعددة لتشكيل الواقع السوداني وفقا لمصالحها وأهدافها ، وفي ظل هذا الصراع على السلطة بتلك الوسائل لن يصل أي طرف لأهدافه أبدا ولن يستطيع طرف إلغاء الآخر علما بأن هذا الوضع يُشكل بيئة خصبة للإستقواء بالخارج أيضا وهذا ما تفعله سلطة الأمر الواقع وكذلك أحزاب الإتفاق الإطاري.
تطويل الفترة الإنتقالية بتكتيك الإتفاقيات المتعددة والمتوالية لتصفير ما قبلها وبداية جديدة يقود إلى فترات إنتقالية لا نهائية وهذا تكتيك داخلي وخارجي لإطالة تلك الفترة ولإبقاء فئات معينة في السلطة لأطول فترة ممكن تمكنهم من تشكيل الواقع السوداني.
السؤال هو؟ هل يستطيع أي طرف إلغاء الآخر بوسائله المذكورة؟ ويتحكم في السودان كله لوحده؟ الإجابة على هذا السؤال تحدد شكل الحل. فإذا كان ذلك ممكنا فليستمر الصراع بهذه الطريقة مع ما يمكن أن يسببه من تفاقم للوضع المتردي الحالي. وإذا كان غير ممكن فما هو الحل؟ فبعض الأحزاب والجهات ترفض رفض باتا منذ اربعة سنوات اللجوء إلى صناديق الإقتراع لإيمانها بحقيقة أن قواعدها الشعبية ضعيفة ولا تمكنها من حكم السودان وتتذرع بحجج لا يمكن تحقيقها مثل عدم جاهزية الأوضاع للإنتخابات والخوف من عودة الكيزان ، علما أن هذه الأشياء لا يمكن إصلاحها ولن تزول تلك المبررات حتى ولو إمتدت الفترة الإنتقالية لعشرة سنوات. إذا حل اللجوء للشعب أيضا مرفوض من قبلهم وكرسوا لهذا الرفض وعملوا على ترسيخه في إذهان الكثيرين.
إذا ما هو الحل؟