لما أولادنا السمر …

م/ التجاني محمد صالح
إن نصف ثورة أو ربعها كما الآن و الوقوف في منتصف الطريق أو ربعه كما الآن وإمساك العصى من المنتصف كما الآن لا يدل إلا على علة وخلل جوهري في مخرجات تعليم هذا الوطن التي بينها وبين مفهوم الثورة الحقيقي كما تعرفه شعوب العالم الأخرى بعد المشرقين وبعد المغربين. الثورة في بلادي لدى النخبة مدمنة الفشل لها مفهوم آخر غير الذي فهمته الكثير من شعوب العالم الأخرى وأنجزته.
لا تزال الثورة في بلادي تعني الفهلوة والمساومة وإدمان لعبة المبادلة العبثية بين وجهي العملة الواحدة لذات الممارسة التي طالما ثار عليها الغبش كلما أستحكمت حلقات حكم أصحاب المكاسب التاريخية المدعاة زورا ذاتها بوجهيها المدني والعسكري من غير فضيلة حقيقية تميزهم أو تؤهلهم لذلك.
سيظل الأمل كل الأمل في أبناء السودان صغار السن الذين لم يتعرضوا بما يكفي لبرنامج إعادة الصياغة القاسي الذي نفذ من خلال البرامج التعليمية على الأطفال والسياسات الإدارية التحكمية على الكبار التي فرضها المستعمر الغاصب عن قصد على الأجيال السابقة فأصابهم بداء العقم العقيم الذي يعجز عن إنجاز عمل عظيم بمستوى ثورة أو إنجاز ذي بال يتعدى النجاح الشخصي . فهل تم ممارسة تعقيم مخرجات التعليم السوداني والسيطرة علي عقلها الجمعي بتأطيرها ضمن سياق عام إطاري لا تتجاوزه يؤدي في النهاية إلى بروز حيوات غير منتجة ودوما متناقصة تماما كما تم في حالة مكافحة فيروس الملاريا بإيجاد ذكور بعوض معقمه؟! .
في شباب السودان حديثي الأسنان اليوم تظهر علامات الفحولة الحقيقية ويكمن الأمل الوحيد الباقي في مستقبل يحلمون به يشبههم ويشبه عزمهم وصبرهم وتصميمهم فهم الصغار اليوم الكبار غدا نرجو أن يتمردوا على الواقع البئيس حتى لا يصابوا بما أصاب سلفهم! .
6 أبريل يحبنا ونحبه