كفاح جيل

حسن إبراهيم حسن الأفندي
من وحي مقابلة تليفزيونية عشية ذكرى الاستقلال 1989م أجريت مع الأستاذ المناضل / أحمد خير المحامي الشهير ووزير خارجية السودان 1958م ـ 1964م لست سنوات متتالية .. وهو صاحب كتاب من وحي كفاح جيل فبدا الرجل وقد أصابته الشيخوخة والنسيان – نشرت في يناير 1989م بالملف الثقافي بجريدة السياسة السودانية
هي الأيام تجري مسرعات
فلا تجزع لماض أو لآت
وعش أيام عمرك مثل طير
تجوب الأرض في كل الجهات
سيسرقنا زمان مستبد
ويحرمنا الجميل من الحياة
ينام بحفرة علم وعقل
تفكّر في خفايا الكائنات
تعشّّق في دواخله جمالا
وأهدى الشعر لحظ الفاتنات
تغنيه الثريا بعض حين
ليطربها شجي من بناتي
إذا ما رحتُ عنكم ودعوني
بجْرس الشعر يؤنس أمسياتي
أيمنعني تراب عن رياضي
ويحجبني تراب عن لداتي
تقول لقلبك الآمال مرحى
ويضحك منك هادم أمنيات
معللتي وقاك الله شرا
اذا ما العمر طال بلا فوات
فكم يا عمر تقتل من عقول
ليحيا المرء مبتور الصلات
يقولون الخريف أتى فهيا
بأرذله ليمحو ذكرياتي
كأني ما كأني يوم ذكر
ورب لمنكر فضلي وذاتي
تساءل عن سني العمر منا
ولم يجد الإجابة من سماتي
وحار وليس يسعفه خيال
وقد سمع الجليل من الصفات
فلا تبدو ملامحنا بخير
ولا نرتاح من خوف الممات
هي الأيام تجري في سريع
تغيّر من مظاهر أو ذوات
فلا تعجب إذا ما جئت يوما
لتُلفى الأُسدَ في ضعف الموات
وينكر قيس ليلاه التياعا
ويسأل أي ليلى في حياتي
فلا العمر الطويل لنا بمجد
ولا ننفك نخشى النازلات
بأي مواهب قد جئت دنيا
وأي مآثر شملت رفاتي
وروحي كم ينازعها كثير
من الأحزان تجرح ماضيات
تداعبني أما واليت غيري
فقلت لها بأي المدخلات
تعذبني ، تؤرق نوم عيني
وتقوى الله تعصمني انفلا تي
وكيف أفك أسري من مصير
وكيف خلود جسمي للسبات
تمر بنا عصور عاصفات
وجوف الأرض يحبس عاصفاتي
أودع كل يوم لي قرينا
وأسمع نوح باك أو نعاة
وانظر أن تداهمني المنايا
فأصبح في حساب الماضيات
مصير الأولين بدا مصيري
فما أنفك أجهز للوفاة
عناء كلها الأيام تمضي
بشجو كم يحرك ساكناتي
فما فترت بصدري شامخات
من العزمات أو لانت قناتي
كفاح السابقين لنا سبيل
وموعظة تشد قنا ثباتي
سألتك يا إلهي ستر عيبي
وجنبني المزالق من غلاة
بسيرة أحمد المختار أحيا
سليم القلب دوما في تقاتي
وينكر قيس ليلاه التياعا * * * * ويسأل أي ليلى في حياتي
وعش مقشط واهجر العربات *** ودع المواتر واركب العجلات
شرم الله قلبك بذبحة عاجلة