مقالات وآراء

همسة (مهمة) في أذن كل مغترب ..!!

د. منتصر نابلسي

 

أعلم تماما ايها الغالى المغترب انك لم تخرج من الوطن الا (مكرها اخاك لا بطل) وحقيقة “الجمرة بتحرق الواطيها ” ، فهناك بيوتا تنتــظرك وما ارتضيت لنفسك الخروج من حضن الوطن الا لاهداف نبيلة دفعتك دفعــا ، ولما اثرت الاغتراب والابتعـــــاد الا لحاجة فى نفس يعقوب .. اننى اثق ايها الحبيب تماما اننا من اكثـــر الشعـــوب تعاطفا مع بعضنا البعض وتعاضدا خاصة عند الشدائد.
رغم كل الذى يدور فى اروقة الوطن من تناحر وتنافر واختلافات تتزايد مع الايام. ليظل جرح الوطن بسببها غائرا يطاردنا يتبعنا ويتعبنا حتى ونحـــن فـــــى ارض الاغتراب فهيهات ان ينفصل الجسد من الروح مادامت هذه القلوب عاشقة للوطن رغم مافيه تظل تنبض باسمه.
اسمح لى ان اقبل جبينك ايها المغترب بالطبع ليس لخـــروجك من الوطن ولكن اعلم يقينا انك تحمل اعباء اهلك هناك ، وتحمل مسؤلية على كاهلك ، فزاد على حزن الوطن جراحات الغربة نحن من وطن كلما ابتعدت عنه رأيت الحقائق المرة فيه وحــــوله اكثر وضوحا وجلاء.
المغترب لا ينتظر ان تكرمه الحكومة فى يوم ما ، وكيف لها ان تكرمنا ونحن لا وجود لنا اصلا فى حساباتها الواقعية ، نحن لا ننتظر ان نتباكى على المثالب فان فتحنا الابواب للاوجاع لتمكن فينا الحزن وانهـارت الامال المتبقية ولاثــــــــرنا ان نتدثر ونتناثر في الاغتراب أكثر ، حتى لا نواجه الواقع المفجع فى الوطن.
ربما في غضون الفترة القادمة قد يستعد البعض للعــــودة لقـــضاء الاجـــــازة مع الاحباب تحت شجرة مودتنا السودانية ، ونحن كما عــودتنا الايام شعب يعـشق الالفة ويتميز بخفض الجناح نحمل الاشواق التى تكدست فى احاسيسنا … لمــدة سنــــة او تزيد.
هكذا نحن نترجم محبتنا لبعضنا البعض لان الواقع يحتم ان نحمى بعضنا ونبحث من بين عشيرتنا واهلنا فى السودان عن اناس فى هامش الاهتمام … فلكم منى الاجـلال ايها الاحباب فى كل اراضى المهجر … قد يسألنى احدهم وماعلاقتنا نحن بالمهـــمشين فى ارضنا ، ولكن أهمس لكم ابحثوا عن الاطفال الذين استلبت منهم الحياة الاباء والامهات جملة واحدة… الايتام وأبناء الملاجيء.
نعم ابحثوا عنهم فى دور الايتام مثل دار المايقــوما للايتام … وغيرها من الــدور المنتشرة ولاتنسوا أن تبحثوا عن اباء لنا فى دار العجزة نعم ليس بيننا وبينهم صلة قرابة ولاعلاقة دم ، ولكنهم ينتظرون من يعينهم من يربت على اكتافهم من يمسح على رؤوسهم … من يجفف دمعتهم ويخفف وجعتهم … اجعلوا ذلك من ضمن برنامج اجازاتكم … زيارة كــريمة ،تؤدون بها رسالة عظيمة … انهم  هناك ينتظرون قلوبكم الرحيمة …ابحثوا عنهم انهم هنا وهناك فى تلك الغــرف الخاوية من دفء الانسانية الا من رحمة امثالكم … ومؤكد وبدون عناء ستجدونهم ينتظرونكم يسكبـــون دموع العوز… والاحتياج ، هم فى هامش الهامش نعم … ايها الاحباب لكنهم ينتظرونكم .
لا اوصيكم مطلقا بان تسلموا المسؤلين عن هذه الدور اموالا نقدية فى ايديهم ستضل قطعا اموالكم طريقها وتدخل جيوب من لا يستحقونها ويكون الامر اكثرعقــــــلانية وايجابية واكثر فاعلية … اذا قمتم بشراء ملابس واحذية ومواد غذائية من هنــا او من هناك حتى ولو القليل ، ثم قوموا بزيارتهم وامنحوهم بما تجـود به ايديـكم من مواد واغراض عينية … ثم امنحوهم الاهم من المال جرعات من حنانكم وطيبتــكم التى اعرفها عنكم … فانتم تملكون قلوبا حبيبة رحيبة لا يوجــد لها مثيـــــل فى كل انحاء العالم ، قد لا تعنى الكثير عنـدكم فهي أخلاقكم الجميلة ، ولكـن قطعا ستحي رؤياكم في هؤلاء روح الابتسامة  الميتة والمنسية … والسلام .

 

‫4 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا وبارك فيك.
    هذا الفيض الدافق من الانسانية وحب الوطن وأهله سيقود الكثيرين لتوسيع نظرتهم لمن حولهم سواء كانوا داخل و خارج السودان.
    فلك التحية العطرة

  2. أكيد ستجد هذه الدعوه الصادقه طريقها إلى قلوب الكثيرين, ولكن ألا تتفق معى أنها تحتاج إلى تنظيم فالمغترب لا يعرف طريقه إلى هذه الدور ولن يجد من يرحب به ويدله مما يجعل وصول هذه المساعدات إلى الأيدى الخطأ إحتمالأ واردآ.

  3. الصراحه تقال .. كان ما المغتربين جبريل ابراهيم كان خلانا نداهم بيوت النمل ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..