مقالات وآراء

السودان أو شركة المساهمة المعطوبة

أسامة ضي النعيم محمد

 

النداءات من قطر يطلقها الفريق أول البرهان ، في كلمته خلال قمة مجموعة أقل البلدان نموا ، دعا رئيس مجلس السيادة المانحين الدوليين الي تقديم العون لبلاده ، عبر معالجة ديون السودان الخارجية ، أكد معاليه سعيه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بتعزيز الشراكة مع الاصدقاء والاشقاء في العالم . الفريق أول محمد حمدان حميدتي يذهب أيضا الي ذات النداءات ، في افتتاح  ورشة مصفوفة تنفيذ اتفاق السلام ، دعا نائب رئيس مجلس السيادة ، المجتمع الدولي والاقليمي والمنظمات الاقليمية والدولية والمانحين الي حشد الدعم المالي والفني للمساعدة في اِكمال تنفيذ بنود اتفاقية السلام ، خاصة في الجانب التنموي ، ومشروعات اِعادة النازحين واللاجئين والترتيبات الامنية.

في الخطاب لداخل السودان ، تصادفك شروط الفريق كباشي يطلقها من جنوب كردفان ، بحسب الفريق كباشي فان المؤسسة العسكرية لا تحمي الاتفاق الاطاري بصورته التي تم التوقيع عليها ، الفريق جمعة دقلو نائب قائد الدعم السريع يرسل رسالة : سلموا السلطة للشعب .. لن نسمح من اليوم فصاعدا بقتل المتظاهرين .

التضاد بين الرسائل الموجههة للمجتمع الاقليمي والدولي وبين تلك علي عنوان الشعب السوداني ، في ذات المسألة السودانية ، يستقبلها المستثمر من الدول أو الافراد ، القراءة تختلف ، الشركة المساهمة أو البيئة التي تنادي بالاستثمار في ماعونها تفتقر الي الضبط المؤسسي ، الحوكمة في مقالها ينعدم وتتضارب مصالحها بحسب  تصريحات كبار أعضاء مجلس ادارة الشركة ، هم القادة العسكريين الذين يتولون ادارة دفة الشركة ، تلك الشركة المساهمة يغيب عنها  صوت المساهمين ، هم الشعب السوداني ، غياب آلية أو جسم يصدح بموافقة الشعب علي تلك التصريحات المتضاربة بين خطاب الداخل والدعوات المرسلة للمجتمع الدولي للمساهمة في البناء والاعمار.

في  قوانين الشركات المساهمة المحترمة علي مستوى العالم ، مبدأ الافصاح يفرض علي أعضاء مجلس الادارة تقديم بيانات مصالح  أفراد أسرهم في أعمال الشركة المساهمة ،  يجب الاعلان عن وتسمية الشركات المساهمة المنافسة التي يتولى فيها بعض أعضاء مجلس الادارة مناصب . فاغنر وشركات الامن مثال للشركات التي تنافس وزارة مالية دولة السودان ، مصالحها تتضارب مع مصالح خزائن السودان ، ادارات شركات فاغنر وشركات الامن تتوزع بين البرهان وحميدتي وهم أصحاب الكلمة العليا في ادارتها ، تهريب الذهب ومحصولات ومنتجات السودان الزراعية والحيوانية تتم برعاية فاغنر وشركات الامن .

تضارب المصالح بين أعضاء مجلس ادارة شركة السودان المساهمة بيْن ، لا تخطئه العين ، ادارة الشركة المساهمة في السودان معطوبة

استدعاء نظرية نادى بها جمال عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي لحكم مصر ، المستبد العادل هو الحاكم الامثل ، بتطاول السنين  وتناوب السادات وحسني مبارك ثم السيسي علي حكم مصر، غاب العدل عن حاكم مصر، حصدت مصرالاستبداد واُستبدل الشعار الي  حكم التاجر المستبد، شركات الجيش تعمل في جميع المجالات من صناعة الاسمنت الي ادارة قناة السويس وتهريب المحصولات من السودان  . النسخة الجديدة من التاجر المستبد في حكم الدول الافريقية وجدت هوى اسرائيل وأمريكا ، يسهل التعامل مع مثل ذلك الحاكم بعقلية تصديرالغاز والتجارة عبر المعابر. فتحت اتفاقات السلام بين اسرائيل المجال واسعا لترسيخ حكم التاجرالمستبد في مصر. الوصفة راقت لحكام السودان في المجلس العسكري.

يبقي تضارب التصريحات برنامج متعمدا للالهاء ، يتم التحكم في مقاليد الدولة بنظرية التاجر المستبد ، ثم تتلاحق المعالجات بقفزات رافعتها اسرائيل ، الانضمام الي اتفاقية ابراهام وتوقيع البرهان وحميدتي عليها في واشنطن ، ربما ساهم ذلك في الدفع بالاستثمارات الامريكية والاسرائيلية للمشاركة في تنمية السودان ، اسكات صوت الشباب في لجان المقاومة يرتفع ثمنه ، وظائف مغرية للشباب في مشروعات تحقق نقل السودان الي مصاف الدول المنتجة والمصنعة للغذاء ، دفع الديات وعقد المصالحات مع اسر الشهداء ، تحويل دارفور الي مدن عصرية عبر صندوق تتولى ادارته شركات أجنبية تتقاسم المصلحة لفترة استرداد يتم حسابها من قبل الخبراء.

غاب عن اللاعبين في مسرح الحكم السوداني ومن والاهم من الدول القريبة والبعيدة أن العقلية السودانية تغيرت كثيرا لم يعد شباب الستينيات والسعينيات في الجوارينادون (يحيا أبو هاشم – الصادق أمل الامة – نميري حارسنا وفارسنا – سير سير يالبشير) ، تلك أمة من أهل السودان خلت ، أمة السودان اليوم من شباب يطالبون بالحرية والعدل والمساواة ويرنون لحكم السودان لا بالنموذج المصري أو الاماراتي والخليجي عموما ،  عندهم السودان  يجب أن يخضع لحوكمة(فرمتة) في كل مجالات الخدمة العامة من وظائف مدنية وعسكرية ، تحقيق الشفافية وتبادل الحكم عبر اليات انتخابات حرة ونزيهة . السودان يصير في عهدهم شركة عالمية تبقي علي مر الزمن بنكهة الحرية والعدل والمساوة ، علامة تميزها بين أفريقيا.

 

تعليق واحد

  1. حدثتني والدتي الأنصارية التي تحفظ الشعر الشعبي وتجر النم والدوبيت حيث انها حاولت مرارا مع والدها دخول المدرسة تأسيا ببنات سيدي فزجرها جدي بانه لن يسمح لها بذلك حتى لا تصبح مطلوقة حدثتني والحسرة تملأ جوانحها عليه فان شباب اليوم لن يري هاشما ولا جد هاشم ولا أملا في صادق ولا جده المنتظر وحتمًا سينهض السودان بسواعد هذا الجيل ولن يكون الجيش قبلة للفاشلين بل سيكون مثل جيوش العالم الاول يستوعب الناجحين ونغمة اسكت يا مدني لن تسمعوها باذن الله قريبا ستمسح من الذاكرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..