آل هيثرو آل … سفريات الشمس المُغربة !

مازالت كارثة إختفاء خط ” هيثرو” وبيع ( سودان آير) ” ذات نفسها “، تُراوح مكانها أى ( مكانك سر) ، وتُشكّل واحدة من عجائب الإنقاذ ” المليون “، ولكنّها عينة واحدة فقط من محطّات الفساد الإنقاذى اللعين. وهذا اللغز العجيب يحيلنا إلى السؤال الوجودى ” هل البيضة من الدجاجة ، أم العكس ” وأيُّهما أسبق وأحقّ بالرعاية والإهتمام ؟ .وها قد وصل الجدل – كما تقول الأخبار المكرورة منذ سنوات ? إلى ” إعادة إكتشاف العجلة ” ، بعد أن مرّ الملفّان( الحائر) و( الطائر ) بكل أشكال ومراحل ومحطّات ” الدغمسة ” و” الخج ” والتسويف فى رحلة عجائب وغرائب ( اللجان ) و( التحقيقات ) و(التوجيهات ) و( القرارات ) و ( الفرمانات) و( التغطيات) من وزاريّة وبرلمانيّة ورئاسيّة و ” هَلُمَّ جَرًّا “..وقد لعبت (السلطة الرابعة) الصحافة ” قديمة وجديدة وبديلة وإجتماعيّة ” دورها كاملاً فى ترك القضيّة فى دائرة الضوء على مدى سنوات، دون أن تفعل باقى ( السلطات الثلاث) شيئاً يستحق الإشادة والتقدير، إذ مازال ( خط هيثرو ) وملفّه الشائك ، مُعلّقاً فى الهواء وفى خانة ( خرج ولم يعد … أوصافه كالآتى … ) !.و(على من يعثر عليه ، الإتّصال بأقرب ” نقطة بوليس ” أصبحت لاحقاً ” كبسولة بسط أمن شامل” ويُرجى تسليمه للجهات المعنيّة ) ، بصورة لزميلنا الأستاذ الفاتح جبرة ، الذى بذل جهداً كبيراً فى ترك هذا الملف الخطير فى ذاكرة قُرّاء الصُحف والمواقع الإسفيريّة ،وقد تكبّد العناء والمشقّة ، مُحافظاً على السؤال عن خط هيثرو المنهوب!.
تبقّى أن نقول ، لمُتابعة محطّات ( إقلاع وهبوط ) هذا ( المنطاد ) ” السحرى ” ، على القُرّاء والقارءات مُراعاة فروق الوقت والسعى لفك ” شفرات ” أسماء و جهات و محطّات عديدة نذكر منها على سبيل المثال – لا الحصر- ( عارف ) الكويتيّة و( الفيحاء) السودانية أو بالأصح ” الكيزانيّة الشيطانيّة ” و ( بى إم آى ) البريطانيّة ، وهناك أسماء لأشخاص بعضهم قيادات لامعة فى الحزب الحاكم والدولة الرساليّة و ” ما خفى أعظم “..ونضيف – من عندنا – لهذا الملف (السودانيرى) أصول وفروع ،وتوابع و متون وحواشى يتوجّب أن يشملها التحقيق والمُساءلة وكشف المستور وجبر الضرر لشعبنا المُحتسب،فيما يُعرف بملف ممتلكات أو(تركة ) المرحومة (سودانير) فى السودان وخارجه،ومن (الملهوفات) مكاتب ومساكن وشقق وعمارات وعمائر و” خرابات ” مُستباحة تماماً فى غالبيّة قارّات الدنيا الست وبخاصّة بعض دول وعواصم الجُوار وجوار الجوار ..وإيّاك أعنى يا سفارات !.
نقول قولنا هذا قبل أن تصدر التوجيهات قاصمة الظهر فى مُخطّط ” الدغمسة ” ” للصحافة بعدم تناول الموضوع ” بحجّة وصوله أو (هبوطه) فى (ميس ) ” مُدرّج ” القضاء ، حيث الهبوط الناعم ( السوفت لاندينق) للطائر الميمون !.القضيّة بإختصار داء عُضال منبعه ومصبّه الفساد المُتأصّل فى دولة ” العُصبة المُنقذة ” وتكمن المعالجة الحقيقية فى الوصفة الطبيّة التى يُجسّدها الشعار العميق ” الشعب يريد إسقاط النظام “. إنّها حقّاً مأساة ، فى شكل ملهاة وفظائع يشيب لها الولدان،وقد أضحت (سودانير)سفريات الشمس المُغربة..وآل هيثرو آل !!.
فيصل الباقر
[email][email protected][/email]