مقالات وآراء سياسية

عندما يفقد الوالي البوصلة .. الضعين نموذجا

يوسف عيسى عبدالكريم

من خلال تصفحي مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين السابقين بحثا عن اخبار السودان كعادتي في الاهتمام بالجديد عن اخبار السودان وهي عادة احمد الله على دوامها في غربتي عن الوطن .طالعني خبر عن مدينة الضعين . و الضعين لمن لا يعرفها هي حاضرة ولاية شرق دارفور و تتميز بوقوعها في ملـتقى طرق بين دارفور كردفان وتعرف لدى أهلها بلقب الحيديبة ضهر التور. و اصل اسمها متحور من الكلمة العربية الظعين من ظعن أي رحل وقد تحور حرف الظاء فيها الى الضاد كعادة السودانيين في نطق الكلمات الشبيهة والمحتوية على الظاء في اللهجة السودانية  الى الضاد حيث ينطق السودانيين  كلمة ظابط  ضابط وكلمة ظل ضل وظلام ضلام . ويقال ان من انشاء المدينة هو زعيم قبيلة الزريقات الشيخ برشم بن عبد الحميد كنقطة يستقر فيه أفراد القبيلة ويظعنون ولذلك سمي مكان ظعنهم بالظعين أو الضعين وقد اشتهرت بالمجزرة وحادثة حريق القطار في عام 1987م . ومفاد الخبر حسب وكالة سونا للأنباء هو (وقوف والي ولاية مولانا محمد ادم ومدير شرطة الولاية اللواء حقوقي عصام الدين محجوب وأعضاء حكومته على سير العمل للمسات النهائية لسجن الضعين الجديد قد اعلن الوالي إن ولايته أكملت كل اعمال التشطيب والملحقات الخاصة بالسجن من كهرباء ومياه بغية ترحيل المساجين من السجن القديم إلى السجن الجديد)
وقد خطر ببالي وانا اقرأ هذا الخبر ملحمة الفنان الكبير محمد وردي والتي صاغها شاعر الشعب المرحوم محجوب شريف
حنبنيهو
الب نحلم بيهو يوماتى
وطن شامخ وطن عاتى
وطن خيّر ديمقراطى
مكان السجنِ مستشفى
<span;>مكان المنفى كليّه
وتسألت ترى كم من الوقت ستحتاجه الأجيال ليصبح هذا الحلم حقيقة وكم من العمر سيمضي في انتظار ان يتغير مفهوم رجل الدولة في تحديد الاحتياجات وترتيب الأولويات في الواقع المعاش . وارجو ان يعقب اهل الضعين على هذا المقال لتعريفنا عن المشروعات التي تم إنجازها في 2022م و2023م من ميزانية الحكومة حتى اكتفت حوائج الناس فاصبح الالتفات من الحكومة لإعمار السجن عوضا عن تعميق مفهوم الحرية . فقديما صدح وردي برائعة شعرنا الفخم  الفيتوري اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق . فكل الى زوال من عمر السجن والمسجون فيه . أيها الوالي والسيد مدير شرطة الضعين  فلتشبعوا بطون الناس لتعف أيديهم عن الحوجة للسرقة ولتعمروا الأرض بالمشاريع ليلتفت الناس الى العمل والإنتاج فتقل البطالة وتنعدم الجريمة فلا تحتاج الحكومة لنقل المساجين من سجن قديم الى سجن جديد واحسب ان اهل الجابرية في رائعة حميدا لم يكونوا اتعس حظا من اهل الضعين حينما اختلط عليهم الامر فبنو الشفخانه مكان النقطة فعمرو للحكومة بالعون الذاتي مكان حبسهم واعتقالهم وقد طالعت في قانون السجون في السودان من باب الفضول فوجدت انه ووفقا لقانون تنظيم السجون ومعاملة النزلاء القومي لسنة 2010م فيقصــد بــالسجن  المكــان الــذي يحفــظ فيــه الشــخص المحكــوم عليــــه بــــأمر مــــن محكمــــة ذات اختصــــاص أو المــــودع بـــأمر ســــلطة مختصــــة حســــبما يحــــدده القــــانون ويشــــمل المعسكرات المفتوحة وشبه المفتوحة. وتعليقي على هذا التعريف ان  المحكمة متفق على حكمها وهو على العين والراس اما السلطة المختصة فهي جلباب فضفاض يبدا بالشرطة بتشعب اقسامها من شرطة مجتمعية وشعبية ونظام عام ومكافحة الشغب ويمر بالجيش والاستخبارات والامن والمخابرات والامن الشعبي والدعم السريع وليس انتهاء بالقدامين الجدد من حركات مسلحة بدأت تهدد الناس بامتلاكها لصواريخ عابرة للقارات واسلحة دمار شامل ناهيك عن سلطة تسعة طويلة والتي بدأت تتشكل كظاهرة اجتماعية متحورة ومنتقلة في الفضاء المجتمعي متجاوزة خصوصيتها في النهب والسلب الى مصطلح يصلح تعميمه  على كل سلوك وتصرفات الحكومة .عذرا اهلي في الضعين فما زال الحلم مشرعا وعلي الله ان يقيض لنا يوما من  يوف لهذا الشعب حقه فيشبع البطون ويكسر السجون ويؤمن الناس لتنام الجفون وداعة حالمة مطمئنة لا تخاف ويكثر فينا الخير ويفض حتى يصبح معدل البطالة والجريمة صفرا كبير ورقما صغير برحمتك يا قادر يا قدير .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..