أخبار السودان

 كفاح المرأة السودانية..” الثورة أنثى.. والأنثى ثورة”

* الكنداكة لمياء: سيسجل التاريخ لهنّ علامة فارقة في مسيرة الثورة السودانية بكسرها لتهديدات النظام البائد

* الكنداكة أماني : حواء السودان لم تكسرها الحروب التي دارت على اجسادها بل زادتها اصراراً

* الكنداكة نهى: رغم الانتهاكات لكسر نون النسوة، الا أنهن أصبحن قويات حاملات الدرقات في المواكب

* والدة توباك: نون النسوة لها دور كبير في الثورة، منهن من قدمن ابنائهم شهداء والبعض الآخر خلف اسوار السجون بتهم مزورة

 

كانت زغرودة الشارع تقوم وتبدأ الملاحم بزغاريد “الكنداكات” عند الساعة الواحدة ظهراً، التي كانت ميقات التجلي وميقات صعود الثورة في هرم المواعيد، ومن ثم تعلوا الأصوات بهتافات الثوار التي تشق بها عنان السماء مرددين “حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب”، من هنا بدأ صوت المرأة الثورة في ديسمبر 2018م، إن الشمس في عليائها أنثى، والثورة أنثى والأنثى ثورة، لقد كانت كنداكات بلادي منذ إنطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة، يزاحمن تروس الثورة وشفاتتها بل وتروسها التي على الأرض في الثبات والعزيمة، فما من ضرب من ضروب النضال إلا وقد ضربته، وظللن يتعرضن لانتهاكات من قبل القوات من اصابات بالرصاص الحي وتحرش جنسي واغتصابات، ومازلن يتعرضن للانتهاكات في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بيوم المرأة العالمي تمجيداً لها، تستخدم فيه قوات السلطة الانقلابية الغاز المسيل للدموع لتفريق المواكب التي دعت لها لجان مقاومة مدينة الخرطوم للاحتفاء بيوم المرأة، تحت شعار “الحرية حق” وحول صوت المرأة في الثورة السودانية استطلعت “الجريدة” عدد من “الكنداكات” المرابطات في شوارع الثورة.

 

استطلاع ـ فدوى خزرجي

 

الدقة في المواعيد

 

زغرودة الموكب في تمام الساعة الواحدة، من أمام بائع الفاكهة وهي تشتري وتجلس تحتسي القهوة جوار بائعة الشاي، كانت تلك مهاراتها في التمويه، والدقة في المواعيد والثبات اثناء هجوم الآلة القمعية وسحب الدخان التي تغطي المكان وعلب الغاز المسيل للدموع من حولها فكان ثباتها يمثل قلب المواكب النابض، هكذا عادت “الكنداكة” لمياء ابراهيم بالذاكرة إلى ما قبل سقوط نظام المخلوع.

ثم قالت لـ”الجريدة”: سيسجل التاريخ لهن علامة فارقة في مسيرة الثورة السودانية بكسرها لتهديدات النظام البائد بتسيير موكبها لمنزل الفاتح عزالدين، الذي هدد الثوار في ذلك الوقت بمقولة (اليمد راسو في الشارع دا بنقطعو ليهو) وجاء الرد منها بذلك الموكب لهتاف “نحنا مرقنا وما خايفين، وين الفاتح عزالدين؟، نحنا مرقنا وما سائلين، وين الفاتح زفت الطين؟” . وأضافت : ذلك الموكب حطم تماما حاجز الخوف من الآلة القمعية للكيزان والتي كان يتزعمها جهاز الأمن في ذلك الوقت، وترك سؤالا يصعب الاجابة عليه وهو ماذا ستفعلون بنا أكثر من الموت وقد سلك ذاك الطريق من قبلنا رفاق كثر.

 

حواء لم تكسرها الحروب

 

في اعتصام القيادة العامة شكلت حضوراً يشبهها منذ اللحظات الاولى وصدام الدخول الأول في السادس من ابريل للعام 2019م، واستمرت في ثباتها رغم الرصاص الذي كان يحاصرها من كل الجهات في الصور التي أخرجها جهاز الأمن في صباح السابع من أبريل ٢٠١٩ م والتي أراد منها ان يطعن في حياء الثورة وأخلاقها ارتدت سهامها عليهم، لانها اي الصور كانت في لحظات إطلاق الرصاص وكان الثبات الذي ادهش حتى أعداء الثورة والمتربصين بها .

والعودة بالذاكرة لتلك المشاهد قالت: الكنداكة” أماني اسماعيل ما حدث في مجزرة فض اعتصام القيادة العامة يمثل طعنة في خاصرة الوطن وقبله كان طعنة في قسم القوات المسلحة التي لم تستطع حماية من هم في محيطها، بل أغلقت البوابات وطردت من لجأوا للاحتماء بها، هكذا سيسجل التاريخ أنه في صبيحة الثالث من يوليو ٢٠١٩ الموافق التاسع والعشرين من رمضان هناك ارواح زهقت وحرائر اغتصبت امام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، إلا أنها استدركت: لكن حواء السودان لم تكسرها الحروب التي دارت على اجسادها بل زادها اصرارا وكانت حضورا بتحريك مواكب الثوب الابيض وتلقت عبوات الغاز المسيل للدموع وتعرضت للرصاص الحي وسقطت الشهيدة ست النفور وتكررت الاغتصابات ولكنها لا زالت تواصل على ذات الطريق.

 

شاركن على خط النار

 

في ثورة ديسمبر كان لنون النسوة فيها دور واضح تفوقت فيه علي نفسها وكسرت فيه قيود (المرأة كأنها فأس) حيث لم يقتصر دورها في بث الحماس كما ذكر التاريخ عن مهيرة بت عبود، لم يشهد لها انها كانت في الخطوط الخلفية بل شاركت بتواجدها على خط النار وقدمت تضحيات وثبات جعل قوى الردة تضع كسرها هدفا لاخماد الثورة، قادهم لان يقودوا معركتهم على اجسادها، بهذه الكلمات ابتدرت الكنداكة نهى عبد الكريم حيثها لـ”الجريدة” في اليوم المرأة العالمي وقالت: التحية لحواء بلادي السودانية سواء كانت في الريف أو الحضر التي تشبعت بحب الوطن، تحية المجد والصمود لأمهات الشهداء والكنداكات اللاتي ظللن مرابطات في كل المواكب والمتمسكات بتحقيق أهداف ومطالب الثورة، التحية للمرأة في مناطق النزاع، وأضافت: ظلت نون النسوة منذ انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة تتقدم الصفوف الأمامية وقائدة لطلائع الحركة الثورية بصوتها شجاعتها لا تخاف قول الحق لومة لائم، وتابعت: وما زالت تتقدم الصفوف عقب انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر للعام 2022م لمناهضة الانقلاب الذي مارس كافة الانتهاكات من إصابات الرصاص الحي مما أدى الى ارتقاء عدد من الشهيدات من بينهم “ست النفور ميادة لهم الرحمة، بجانب التحرش الجنسي والاغتصابات لكسر نون النسوة، الا أنها كانت أقوى من كل ذلك واصبحن يتقدمن الصفوف الأمامية في المواكب حاملات الدرقات متقدمين الاشتباك قويات مساندات لا خوانهن “التروس” كتفا بكتف، بالاضافة الى أنهن يقدمن الاسعافات الميدانية للاصابات.

 

إنه صوتي أنا

 

يكفي أن أكبر معلم من معالم ثورتنا المجيدة هي زغرودة تخرج من حنجرة أنثى أقسمت أن الحق عائد، وأن حيّ على الكفاح وصدحت: أنه صوتي أنا، بهذه العبارة ابتدرت “الكنداكة” سلوى نور الدين، وعادت بذاكرتها إلى ليلة فض إعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019م الذي وصفته باليوم المشؤوم، وقالت: مارست فيه قوات المجلس العسكري ابشع الانتهاكات من اغتصابات وتحرش جنسي الأمر الذي دفع “التروس” يقسمون بقسم الثورة المجيدة بأن شرفكن من شرف الثورة وتاج على رؤوسنا لا تشوبه شائبة، وأنتن نبيلات بنبل قضية الوطن، والخزي والعار الطغاة الآثمين من يرون أجسادكن غنيمة مستباحة يجسدون فقدان الكرامة والشرف، مرددين هتاف “ياعزة أنتي أساس شرفك محال ينداس”.

 

اغتصاب وتحرش

 

استمرت انتهاكات قوى الردة للمواكب المناهضة للإنقلاب من ضرب وسحل واعتقالات طالت العديد من الثائرات والثوار، وحول ذلك قالت “الكنداكة” دكتورة مروة من المؤسف مارست في موكب ذكرى 19 ديسمبر للعام 2022م ابشع الانتهاكات للمتظاهرين السلميين التي تنوعت فيها كافة أشكال الانتهاكات من رصاص حي وغاز مسيل للدموع، واغتصابات للفتيات التي كان الغرض منها الترهيب والتخويف لهن، إلا أنها استدركت: لكن ليست تلك هي الطريقة التي تثنينا عن طريق الثورة، فإما تمام الحقوق أو فلا غالب لنا، بل زادتنا قوة وسيرنا موكب بشعار ” ما بكسروك مابكسروك كنداكة حرة وبنت ابوك”.

 

أمهات الشهداء والمعتقلين

 

فكان لأمهات الشهداء الدور الاكبر في الثورة اللاتي قدمن ابنائهن تضحية لتحقيق الدولة المدنية ، وسيرن موكب الثوب الابيض وامهات الشهداء بشعار “كاتل ولدي ما بحكم بلدي، وحول ذلك قالت والدة “توباك نضال سليمان محمد لـ”الجريدة” نون النسوة لها دور كبير في الثورة منهن من قدمن ابنائهن شهداء، والبعض الاخر خلف اسوار السجون بتهم مزورة، وأردفت : الرحمة والمغفرة للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين، والعودة للمفقودين، والحرية للمعتقلين.

 

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..