“المحفل الماسوني وعلاقتة بجماعة الأخوان المسلمين”

م. سلمان إسماعيل بخيت على الرباطابي

الحلقة الأولى
الصهيونية هي حركة سياسية يهودية ، ظهرت في وسط وشرق قارة أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات ، وقد أنشأت الصهيوينة مؤسسات عديدة تخضع لها وتنفذ ما تطلبه منها الصهيونية ومن بينها المحفل الماسونى ، ويعود ظهور الحركة الصهيونية لأسباب عدة منها فشل المسيحية الغربية في التوصل إلى رؤية واضحة لوضع الأقليات على وجه العموم ، ورؤيتها لليهود على وجه الخصوص ؛ باعتبارهم  قتلة المسيح ثم الشعب الشاهد (في الرؤية الكاثوليكية) وأداة الخلاص (في الرؤية البروتستانتية) كما ساعد انتشار الرؤية الألفية الاسترجاعية والتفسيرات الحرفية للعهد القديم التي تعبِّر عن تزايد معدل العلمانية .. فالهدف الإستراتيجي الأول للحركة كان دعوة الدولة العثمانية للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والإقامة بها ، وبعد رفض السلطان عبدالحميد الثاني عرضوا عليه بيع بعض الأراضي الفلسطينية فرفض رفضا تاما فأيقن أن العرب لن يتسامحوا في شبر واحد من أراضيها فنظموا عدة تعاملات مع بريطانيا  ، فقبل العام 1917م أخذ الصهاينة أفكارا عديدة محمل الجد وكانت تلك الأفكار ترمي لإقامة الوطن المنشود في أماكن أخرى غير فلسطين ، فعلى سبيل المثال ، كانت الأرجنتين أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة إسرائيل ، وفي العام 1903م عرض هيرتزل النمساوى عرضاً مثيراً للجدل بإقامة إسرائيل في أوغندا مما حدا بالمندوب الروسي الانسحاب من المؤتمر واتفق المؤتمر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الأُطروحات بشأن مكان دولة

إسرائيل أفضت إلى اختيار أرض فلسطين  .
كل هذه المحاولات كانت تدار بواسطة المحفل الماسونى ، ويقول فضيلة الشيخ محمد الفاضل التقلاوى فى مقدمة كتابه ، قد طلب منى كثير من الأصدقاء المخلصين والأخوان المحترمين أن أكتب عن الماسونية ، فكان كتابى (الماسونية أخطر جمعية سرية فى العالم) ، ولقد أكرمنى أخى المرحوم فضل الله الخضر الصائم يرحمه الله تعالى بنسخة منه فقرأتها عدة مرات  وما زلت ارغب فى قراءتها مرات ومرات ، فقد أعجبت بإسلوبه فى الكتابة وسرده المشوق لوقائع الأحداث ، فقررت أن أشرككم معى وذلك بتلخيص ما تضمنه هذا الكتاب من أحداث هامة ، وكان دافعى لذلك عدة أسباب فى مقدمتها ضرورة تعريف الناس بحقيقة تنظيم الأخوان المسلمين والضرر الذى ألحقه هذا التنظيم بالسودان الأرض حيث فصل نصفها الجنوبى الأخضر عن شمالها الأسمر ، وتسببت حركة الأخوان المسلمين فى مشاكل سياسية وإقتصادية وإجتماعية كثيرة طالت تراب وإنسان ونبات وحيوان وطيور السودان ، حيث لم يسلم أى شىء حتى الحشرات تضررت من الكيزان ، فلم يتركوا شيئا سودانيا إلا ألحقوا به الضرر حتى العقارب صدروها لكسب الدولار ، لتأتى مذكرات هيلارى كلنتون فى كتابها (كلمة سرى 360) الذى صدر مؤخرا لتفضح حركة أخوان مصر لوضع يدهم مع الصهيونية العالمية وربيبتها الماسونية لتنفيذ مخطط برنارد لويس لتقسيم الوطن العربى كما أجازه الكونغرس الأمريكى بمجلسيه (الشيوخ والنواب) فى العام 1983م ، إلا أن الكثير من أتباع حركة الأخوان المسلمين فى السودان يقولون أن هيلارى كلنتون لم تكتب هذا الكتاب أصلا وما هو إلا من نسج خيالى انا ومن يكرهونهم فكتب الفاتح الصديق البيلي وهو من أسرة أل البيلى الأخوانية المعروفة بالسودان قائلا (هيلري كلينتون لم تكتب اي كتاب بعنوان كلمة السر 360) دون أن يبين لنا مرجعه فى هذا الحديث ، بيما تسجيلات اليوتيوب تعج بهذا الخبر ونكتفى بهذا التسجيل .https://www.youtube.com/watch?v
ونريدكم أن تتعرفوا على  أننا محكومون خارجيا وداخليا بعصابة من كبار المجرمين ، وسوف تعرفون أن كل جماعة الحركة الأسلامية بإستثناء قيادتها العليا أمثال شيخهم حسن الترابى لم يكونوا يدركون أن كل هذه الهتافات والجلالات ماهى تمويها وتغطية لهذه السلطة الغاشمة الباطشة ، التى تدخلها وتنتظم فيها دون أن تدرى ولو حاولت الخروج عنها او التمرد عليها تقتل فى نفس اليوم دون رحمة ودون ان يترك اثر للطريقة التى قتلت بها وقد دخلها كبار رموز السياسة السودانية وتذكرون طيارة احمد الرضى جابر وموسى على سليمان وفضل السيد ابوقصيصة فيقول خبثاء المدينة ركب معهم مسئول بجهاز الأمن ونزل فى مطار ملكال تاركا شنطة يد تحت مقعده واقلعت الطائرة وذهب كل من فيها الى ربهم  ، فقد ورد بكتاب (الماسونية أخطر جمعية سرية فى العالم) أن كل من السيد على الميرغنى والسيد عبد الرحمن المهدى والشريف يوسف الهندى أعضاء شرف في المحفل الماسونى وقد عينهم الحاكم العام البريطانى ، كما عين كبار الموظفين أعضاء بالمحفل الماسونى السودانى منهم محمد صالح الشنقيطى ومحمد على شوقى وإبراهيم بدرى ومن التجار السيد الفيل وسيد أحمد سوار الدهب وأبو العلا ومحمد أحمد البرير وعبد المسيح تادرس ومن رجال الجيش عبد الله خليل واحمد محمد وابراهيم عبود ، علما أنك حين تدخل الماسونية لا تعرف سوى انها جميعية خيرية سرية وما دام هى خيرية لم تكون سرية والكاردينال يعلق صورته بالكسكتية فى مقدمة كل دفار يحمل معونة للمتضررين ، فقد دخلها الوزير مبارك زروق وحين أكتشف حقيقتها وقرر الخرطوم منها قتل فى ظروف غامضة وأغلب من قتلتهم الماسوينة كانت باللعب فى مكابح سيارته ، ونقول لأخينا ابوبكر عبد الرازق لا تدعى المعرفة وتتحدث كرجل عارف بكل شىء والترابى عضو فى المحفل الماسونى وحسن البنا حضر اخر محفل عقد فى قبرص قبل وفاته وكل هؤلاء من البنا الى سيد قطب وحتى عهد مرسى وحسن الترابى كانوا جميعا مسخرين لخدمة الصهيونية العالمية ودويلة إسرائيل ، فقد ضم الحاكم العام رجال الجاليات بالسودان وبعض الأنجليز وفى تطور لاحق أنتخب عبد المسيح تادروس رئيسا للمحفل الماسونى السودانى ومحمد صالح الشنقيطى نائبا له وقد زاد العدد بعد ذلك ودخل كثير من الأقباط والسودانيين والشوام واليونايين وبعض الهنود وبعد رجال الأدارة الأهلية ثم تطور الأمر بأن دخل كبار الموظفين والرتب الكبيرة فى الجيش والبوليس فى المحفل الماسونى حتى أصبح معروفا انه لايمكن الحصول على الرتب العليا إلا إذا أنتظم الناس فى المحفل الماسونى وقال السيد إبراهيم بدرى أن الماسونية جمعية سرية تعاون الإستعمار وتساعده على تنفيذ مخططاته وهى أداة طيعة للنفوذ العالمى تنفذ كل مايطلب منها غير إعتراض ومن يعترض يكتب مصيره بنفسه وهو محكوم عليه سلفا بالإعدام فورا قلت لإبراهيم بدرى كيف حصلت على هذه المعلومات ؟ قال لى كنت عضوا فى هذه الجماعة ولازلت ولكن المرض حال بينى وبين نشاطها والحمد لله فقد كنت اتمنى ان اخرج منها بسلام وما منعنى سوى الخوف ولولا انى اثق بك واحبك كثيرا واخشى عليك من خطرها اذا دخلت فيها ما تحدثت اليك بشىء منها فأحفظ السر ولا تبح به ، رحم الله ابراهيم بدرى لقد فتح لى بابا لدخول الأزعاج  والقلق عانيت منه الكثير .
فى العام 1939م تعرفت على الشيخ عبد الله حمد وكنت وقتها اخطب الجمعة فى مسجد والدى بحى أبوروف بأمدرمان ، وكنت أهاجم الأستعمار , فزارنى وقال لى كلمات احفظها حتى اليوم (ما كل ما يعرف يقال ، وما كل ما يقال جاء وقته وما كل ما جاء وقته وجد أهله) ، وفى يوم من أيام هذا العام سألت الشيخ عبد الله حمد عن الماسونية أن كان يعرف شيئا عنها وكان ذلك فى منزله بأبى روف وما فرغت من سؤالى حتى اعتدل فى جلسته واضطرب إضطرابا لم اشهده منه قط قبل اليوم وراح يردد وقد جحظت عيناه وتوترت اطرافه لماذا تسأل عن الماسونية ؟ ولما هدأ قلت اريد ان اعرف شيئا عنها أذا كان ممكنا ولا يضايقك ، وبعد فترة بادرنى الشيخ عبد الله حمد قائلا : ألا زلت تحرص على سؤالك عن الماسونية ؟ قلت نعم ، فقال لى الماسونية جمعية سرية تعمل من أجل الخير ومساعدة الناس ، قلت ولماذا تكون سرية ما دامت هكذا ؟ فقال لى تعرف شيئا عنها؟ قلت اعرف القليل واحب الأستزادة حتى تنكشف لى حقيقتها ، قال فماذا تعرف ؟ قلت هى أداة من أدوات الأستعمار أنشأها الحاكم العام وعين أعضاؤها وهو رئيسها وقد ذكر لى ان من اعضائها فلان وفلان ، فقال لى : أعتقد أن معلوماتك الى هنا صحيحة ولكن قد أصبح رئيسها اليوم عبد المسيح تادروس ومقرها عند المنحني فى الخرطوم حيث المحطة الوسطى وهى الزاوية التى تقوم بها البناية التى أصبحت جزءا من وزارة الأعلام اليوم ولا زالت علامات الماسونية مرسومة على جدرانها ولم أعاود السؤال عن الماسونية حتى هاجرت الى ارتريا من أجل التدريس فى مدارس الجالية العربية وكان ذلك فى أواخر عام 1942م ، وفى اريتريا سألت الأخ عبدالقادر كبيرى عن الماسونية فحدثنى عنها طويل وذكر لى ان من اعضائها صالح باشا كيكيا الثرى المشهور وحاج حسن على والكوكيرى عمر سفاف زعيم قندع والشيخ أحمد حسن حيوتى والشيخ محمد باشا با خشب الحضرمى والشيخ عبد الله حسان اليمانى وغيرهم وقال لى انه كان عضوا فيها ولكنه جمد نشاطه لأسباب سياسية ولم يخرج كلامه فى مجمله عما كنت اعرف من قبل ولما زار السيد محمد الخليفة شريف ارتريا واحتفل به اهلها من مواطنين وجاليات اجنبيه احتفل به الماسون احتفالا خاصا لأنه من أبرز اعضاء الماسونية السودانية كما قال الشيخ عبد القادر كبيري وما لفت نظرى فى احاديث كبيري شى سوى قوله ان الماسونية تساعدنا كثيرا على التخلص من الأستعمار الأيطالى ثم من نفوذ الأحباش وتعاوننا على نيل الأستقلال ، فقلت كيف ذلك ؟ فأمسك عن الكلام وراح يتحدث عن أشياء أخرى فأدركت أنه يتهرب من الإجابة فأمسكت ولم أعاود الحديث معه فى هذا الصدد ….
فى العام 1954م ذهبت الى مصر من اجل العلاج ولزمت فراش المستشفى أربعة عشر يوما وكان معى فى الحجرة مصرى كبير فى السن نسيت اسمه وكان موظفا فى الدولة احيل للمعاش وكان من مؤيدى الحزب الوطنى ثم اصبح من جماعة الأخوان المسلمين وله نشاط مع جماعة أنصار السنة المحمدية وله اراء خصاة يؤمن بها ويدافع عنها ولما كان الوقت طويلا والأقامة بالمستشفى مملة فقد كنت اسمع اليه واشعره بانى متابع له فتحدث فى السياسة وفى الدين وفى الأجتماع وفى الأدب وفى كل شىء وقال لى يوما متحسرا حزينا السياسة فى مصر وكل الجمعيات الدينية فى مصر قد اخترقت فحادت عن الطريق الصحيح قلت له وكيف كان ذلك ؟ فقال لى وهو منفعل ثائر : الماسونية؟ فقلت له انا لا اعرف ماهى الماسونية فهل تسمح أن تشرح لى الأمر ؟ فبدأ يقول الماسونية العالمية جمعية خطيرة تخدم اليهود والصهيونية العالمية وتحارب الأديان كلها وخصوصا الأسلام وقد دخلت مصر من فرنسا مع دخول نابيلون وانتظم كثير من الأوغاد فيها يخدمون الأستعمار الفرنسى من جهة واليهود من جهة اخرى ويحاربون الأسلام وحيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون فأصبح كبار رجال الأحزاب ماسون ، فللماسونية اساليب شيطانية جهنمية أولا اشترت الناس بالمال فأصبحوا عبيدا طائعين ومخلصين متفانين وثانيا كل امورها مغلفة بالحلاوة يماما مثل حبوب الدواء ثالثا من انتسب اليها اصبح من المستحيل ان يخرج منها لان الخروج عنها معناه الموت الفورى ، رابعا فهى مثل الحشيش فإن من يدمن عليه لا يستطيع أبدا ان يتركه حتى الموت وخامسا إن الخائن اذا خان امته وباع وطنه وتخلى عن دينه وعقيدته لا يمكن ابدا ان يكون امينا بعد ذلك وسيكون خائنا حتى الموت .
فالماسونية فى السودان تتبع للمحفل الماسونى البريطانى بينما الماسونية فى مصر تتبع للمحفل الماسونى الفرنسى ويقال أن المحفل الماسونى البريطانى هو ابو المحافل الماسونية فى كل المعمورة بلا استثناء لان راعيه ملك بريطانيا نفسه وفى اعتقادى شخصيا ان ابا المحافل الاسونية هو المحفل الفرنسى لأن يهود فرنسا أصحاب الأصل والنفوذ العالمى ، فالماسونية لا وطن لها لان اليهود لا وطن لهم لتنتهى رحلة علاجى بمصر التى تعرفت فيها كثيرا على الماسونية وعدت للسودان ..
والى الجزء الثانى من حديث الماسونية .