مقالات وآراء سياسية

الدكتور بشير عمر ونهضة السودان (1 – 10)

بخيت النقر
لقد بحثت عن نجاح تجربة ونهضة ماليزيا واوجه الشبه بينها وبين السودان من حيث تعدد الأعراق والثقافات والأديان والصراعات والاعتماد على تصدير المواد الخام دون الاستفادة من القيمة المضافة للصناعات التحويلية وعلى أوجه الشبه العديدة بينهما في هذه المرحلة حيث جاء مهاتير محمد لرئاسة الوزراء حيث صاحبتها تعقيدات كثيرة جدا كما سماها في كتابه “معضلة المالايو” وهو الشعب الأصيل في ماليزيا وصفه بالاتكالية والكسل وواجه مهاتير كل الصعاب من مكايدات قيادات حزبه الذين خربوا البلاد وأكثروا فيها الفساد من اجل مصالحهم الشخصية الضيقة وما اشبه الليلة بالبارحة حيث يواجه بشير عمر من قيادة حزبه نفس ما واجهه مهاتير محمد من حزبه. والشعب الماليزي يشكو الفاقة والعوز والفقر المُدقع ، حيث الصراعات الدينية بين  18 ديانة والعديد من الأعراق مثل الملايا والصينيين والهنود وغيرهم واعتمد مهاتير على الموارد الذاتية والاستثمار الأجنبي بضوابط حفظت لماليزيا حقوقها وحارب الفقر بجميع اشكاله وانواعه واهتم بالتعليم والتدريب والابتعاث لنيل الخبرات في الخارج وخصص ربع الميزانية العامة للدولة للتعليم ، وهي من اعلى الميزانيات للتعليم في العالم وهي 3 اضعاف ما ينفق على الجيش والدفاع. وركز على العمل وثقافة الإنتاج (هنا تذكرت الشريف حسين الهندي بقوله : “لابد من تطبيق اخلاقيات العمل وكيف نقبل ان نأكل من عرق الشعوب ونحن لا ننتج بل نحن نستدين كل يوم” كان يقول ذلك في نفس الحقبة التي كان يحكم فيها مهاتير ماليزيا ونهض بها بثورة صناعية شاملة شهد بها كل العالم حتى خصومه في حزبه الذين عارضوه في بداية الامر وجسد برنامج بشير عمر حال الشعب السوداني وحدد مشكلته وشخصها بانها مأساوية حيث الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وانعدام المجتمع المنتج وقدم الحلول لنهضة السودان في ظل معضلات كثيرة. ودخل مهاتير محمد في عالم السياسة عن طريق حزبه منظمة الملايو الوطنية المتحدة الذي منع مؤلفاته من التداول لانتقاداته القوية واستمر رئيس وزراء ماليزيا لمدة 22 عام كانت بمثابة طفرة ونهضة حقيقية وعندما بلغ عمره 73 عام قدم استقالته من رئاسة الوزراء واعيد انتخابه مرة أخرى وعمره 93 عام بعد غياب 20 عام ويمارس عمله وهو بصحة جيدة. وبدأ مهاتير عهده الجديد بمكافحة الفساد وسجن كل الفاسدين من أعضاء حزبه بما فيهم رئيس الوزراء نجيب ، وبإصلاح الحكومة السابقة وكان يستعد مهاتير لخوض غمار سباق الانتخابات وسيناهز عمره 97 عاما في حينها وكما دخل بشير عمر في عالم السياسة عن طريق حزب الامة وكان وزيرا للمالية في الديمقراطية الثالثة 1986م حيث وجهت عليه حربا شعواء من المعارضة حينها بأباطيل واراجيف كادت ان تعصف به من الوزارة لولا الدعم من حزبه ورئيس الوزراء حينها الامام الصادق ، وايضا وجهت السهام ضد زميله الراحل د. محمد يوسف ابوحريرة (معلومة لشباب الثورة هو ابن عم “احمد يوسف ابوحريرة ” 
 بالحرية والتغيير) وزير التجارة الذي واجه الفساد وتخلى عنه حزبه وتم حل الوزارة بسببه وسجل موقفا تاريخيا نبيلا في الطهر والنزاهة والشفافية. اوردت ذلك للشباب ليتعرفوا على طريقة الصراع السياسي عندما تنعدم الاخلاق والوطنية ويغيب الضمير حيث تستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. وختاما للحلقة الأولى نطالب جميع القوى السياسية المتصارعة والمتوافقة ان تغلب مصلحة السودان العليا في هذه الفترة الحرجة من الحرجة من تاريخه والا لن يجدوا ما يتصارعوا عليه وهم السبب والمتسبب الأساسي في كل هذه الازمات مهما كثرت التبريرات والمبررات للإعفاء من هذه التهمة البائنة للعيان فلن تفيد أحد وعليهم ان يهتموا بمراقبة ومساعدة حكومة الفترة الانتقالية التي ستكون وفق المعايير المعمول بها عالميا. وكما نطالب تجمع الأكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين (جهة استشارية تقدم خدماتها مجانا لكل الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية في السودان) بالإسراع في اخراج رؤيتهم التي عكفوا عليها زمنا ويسعون جاهدين في اخراجها بأجمل حللها لإقامة دولة المؤسسات وادارتها وحوكمتها طوعيا من اجل السودان دون مقابل. وايضا نطالب الثوار والشباب بتغيير تكتيك المسيرات بالهتاف الثوري مع عمل إيجابي بنظافة الحي ونظافة المستشفيات والمراكز  وغسيلها والاهتمام بصحة البيئة والتشجير وصيانة المدرسة او تقديم يد العون للفقراء. ونشكر جميع اعضاء وعضوات المبادرة الوطنية لترشيح د. بشير عمر محمد فضل الله لرئاسة وزراء حكومة الفترة الانتقالية وحتما بعد المؤتمر ستكون الأعباء كبيرة جدا وتحتاج مضاعفة الجهود من الجميع لوضع رؤية لدولة المؤسسات ونشكر الاخ الزميل بروف عثمان ابراهيم الذي قاد المبادرة الوطنية ونسأل الله التوفيق والسداد للأخ د. بشير عمر محمد فضل الله. اما بالنسبة لي في تأييده ودعمه فليس لدي اي مآرب شخصية أو حزبية أو قبلية أو جهوية وهي من منقصات النزاهة والشفافية ونتعامل مع الاخ د. بشير عمر رئيس لوزراء حكومة الفترة الانتقالية من منطلق وطني بحت. ونطالب الدكتور بشير عمر ان يبدأ عهده بمكافحة الفساد وسجن كل الفاسدين وبإصلاح مؤسسات الدولة وابعاد العسكر عن الحكم وتحقيق العدالة ونرشح ان يكون ضمن طاقمه الوزاري د. عبدالله حمدوك ود. وليد مادبو وبروف علام النور وحتما سيجد الدعم من كل أطياف الشعب السوداني الحر الابي وقوى الثورة الحية والفاعلة في الشارع ونلفت انتباه الجميع ستكون هناك حملة شرسة ضد د. بشير عمر في شخصه كما كانت الحملة ضد د. عبدالله حمدوك الذي تحمل فوق طاقة البشر سيل من الاساءات والتجريح والقدح والذم بلا مسوغ ولا دليل رغم كل ما قدم من جهود من اجل السودان حيث كانت حملة منظمة ومدبرة بليل تمت فيها شيطنته فلم يجد من يقف معه وهم الان يتباكون عليه ويلهثون خلفه ليقبل رئاسة الوزارة وهو رجل حصيف ونبيل وعفيف اليد واللسان ولن يقبل ان يلدغ من الجحر مرتين وكانوا يتفقون معه في الخاص وينكرون ذلك في العام كلما ضغط عليهم الشارع او
العسكر .

     
# الاوطان تبنى بسواعد بنيها والوطن يسع الجميع #
#اصح ي ترس#
# #الثورة مستمرة 
# #الثورة ثورة وعي
#الثورة لازم تنتصر#.

‫13 تعليقات

  1. مرشحنا الدكتور عبد الله حمدوك لرئاسة الوزراء وعلية إجماع كبير من الشعب وله رؤية ثاقبة لمعالجة الوضع الإقتصادي المتردي، دز بشير عمر كان وزير مالية حكومة الصادق مع إحترامنا له ما قدم شيء يذكر في تلك الفترة

  2. طيب ممكن تقول لينا ايه الذي يميز بشير عمر عن غيره؟ ما هي النجاحات التي حققها بما يجعله اهلا للمنصب، يعني مثلا كان مدير لصندوق الفقر بالبنك الاسلامي للتنمية فماذا انجز لذلك للصندوق.
    لا يجب أن تكون البلاد حقل تجارب بل يجب أن تحسب مثل هذه الاشياء بدقة وبموازين الذهب. وانت قبل أن تتحمل مسؤولية الدعاية لشخص يجب أن تقول لنا ما هي انجازاته والقيمة المضافة المتوقعة من اختياره قياسا بالاخرين الذين يمكن ان ينافسوه،وذلك يتيح للمتابع مراجعة تلك ملفاته ومقارنتها بغيره.
    اما ان تجي تقول للناس اختاروا فلان فقط لأنه صديقك مثلا فهذا لا يجوز ابدا.

  3. كلامك درر كل الذين ذكرتهم اصحاب خبرة وتجارب وعلم نهضوا بالبلدان التي هاجروا اليها بلدنا اولى انا متأكد انهم رهن الاشارة لأداء ضريبة الوطن و خدمته لأنهم كانوا و مازالوا يخدمون وطنهم من البعد اما عن الدكتور بشير فهو رجل اقتصاد وسياسة هذا في حال اتلزم الموقعين على الاتفاق الإطاري بمعايير تولى أي منصب وزاري .

  4. د.بشير عمر جاء به الصادق المهدي وزيرا للمالية وقد كان أول قرار له هو تعويض أسرة المهدي!!.
    ولم نسمع أو نري له برنامجا أو رؤية للنهوض بالاقتصاد..لذلك لا مجال لمقارنته مع مهاتير محمد،فقد كانت له رؤية وقد ذهب الي اوروبا ومكث عامين،لينقل تجربتها للنهضة..وقد سعي لخدمة العالم الثالث عبر لجنة الجنوب التي كونها من الخبراء والعلماء من دول العالم الثالث.وكان نيريري علي رأسها وقد وضعت عددا من الكتب والمؤلفات ،لو سارت دولنا علي هديها لعبرت.
    أما أبو حريرة فقد كان قليل الخبرة،و يكفي انه استورد خرفان من استراليا!..

  5. مبروك مقدما يا النقر منصب مدير مكتب بشير رئيس الوزراء
    بس المصيبة برمة ناصر يعتر ليك ويعين واجد من اهل الحظوة الكردفانية.

  6. واضف الي من ذكرت لتكوين الطاقم الوزارى للحكومة المدنية القادمة بروف محمد الامين التوم ودكتور اكرم
    والاستاذة رشا عوض والدكتورة فدوى عبدالرحمن

  7. ليتك يا بطحاني قرأت كتاب موت حلم death of a dream لغراهام توماس لكنت عرفت امكانية بشير عمر في إدارة وزارة مالية. الرجل كسائر اكاديميي السودان وانت احدهم لا يجيد شيء سوى التنظير

  8. يا سيد اسمعيل أنا أشهد على فترة رئاسة هذا العالم النزيه الحقاني لوزارة المالية والاقتصاد والتخطيط – وأن فرية تعويضات آل المهدي لا تقدح في الرجل الحقاني الذي أحال الأمر إلى لجنة برئاسة الوكيل الأول الشيوعي والذي استعان بالشئون القانونية وكنت ضمنها وقد تعاملنا مع طلب أصحاب الحقوق التي صادرها النميري ولم يعوضهم عنها وفق القانون لذا فقد قررت اللجنة تعويضهم وأشهد أن ذلك التعويض كان خالصاً من عمل اللجنة ولم تتلق أي توجيهات في ذلك من الوزير أو رئيس اللجنة الوكيل الأول ومن يقول أن ذلك منسوب للوزير فليتوقف عن هذه الفرية و البهتان العظيمين.

  9. يا سيد اسمعيل أنا أشهد على فترة رئاسة هذا العالم النزيه الحقاني لوزارة المالية والاقتصاد والتخطيط – وأن فرية تعويضات آل المهدي لا تقدح في الرجل الحقاني الذي أحال الأمر إلى لجنة برئاسة الوكيل الأول الشيوعي والذي استعان بالشئون القانونية وكنت ضمنها وقد تعاملنا مع طلب أصحاب الحقوق التي صادرها النميري ولم يعوضهم عنها وفق القانون لذا فقد قررت اللجنة تعويضهم وأشهد أن ذلك التعويض كان خالصاً من عمل اللجنة ولم تتلق أي توجيهات في ذلك من الوزير أو رئيس اللجنة الوكيل الأول ومن يقول أن ذلك منسوب للوزير فليتوقف عن هذه الفرية و البهتان العظيمين.
    عشان تعرف نزاهة الخدمة المدنية وقتها وأن الانتماءات السياسية للموظفين لا اعتبار ولا تأثير لها في عملها مش زي الهردبيس الحاصل هسع دا وما تكالب الأحزاب وتمسكهم بالحصحات إلا لهذا الغرض غرض استغلال الخدمة العامة للمصالح الحزبية بل الشخصية الضيقة وهذا الرجل العالم إن جاء رئيساً للوزراء حتماً سيعيد الخدمة المدنية لسيرتها الأولى التي عرفها جيداً وطبقها.

  10. يا كوج
    ما أكثر العلماء حين تعدهم!
    نحن عايزين تعطينا انجازات الرجل العملية المشهودة في السودان أو خارج السودان. ايه قصة عالم وبعدين ما قصة عالم وما عالم دي، هل اخترع الذرة مثلا؟!!!!
    في ظروف السودان الحالية نريد نماذج عملية محسوسة تخلينا نقول الزول دا سيعيد الخدمة المدنية لسابق عهدها رغم انه دي فترة انتقالية وهمها الاول اعداد البلاد للانتخابات اضافة لبعض الواجبات الواردة في الاطاري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..