مقالات وآراء

الهرولة إلى الخارج

*صوت البادية*
عبد الله عيسى كتر عابد

١. الأزمة السودان المستفحلة والمتجذرة، منذ تأسيس الدولة وظن النخب السودانية أن هذه الأزمة حلها في الخارج ، مما جعلهم يهرولون إليه دون خجل ولا استحياء ، ولذا بات يسهل عليهم الإشراف السياسي بامتياز ، والمؤسف حقاً المتابع لإحزابنا السياسية الوطنية جلها مصدرة الينا من الخارج ، وحتي التي تزعم أنها ولدت في رحم الدولة السودانية تجد ولائها لبعض الدول ولاء يمس بسيادة هذا الوطن الجريح .

٢. معالجة هذه الأزمة يكمن في الداخل وهذا يتطلب حوار شفاف وعميق جرئ . يتحدث عن المسكوت عنه بعيداً ، عن نظريتي الاستغفال والاستهبال، وعليه يجب ترتبيب البيت السوداني برؤية جديدة واضعة في الاعتبار الجيوبتك السياسي وسيواجتماعي لأن دولة السودان مختلفة في تركيبتها الاجتماعية في كثير من دول المحيط ، وعليه يجب مناقشة قضاياها بشكل شعبوي بعيداً عن الطرائق التي إعتادت النخب أن تناقش بها القضايا منذ الاستقلال ، والطريقة الشعبوية يجب أن تمثل أصحاب المصلحة الحقيقية (مثل الرعاة والرحل ، والمزارعين والنازحين ومتضرري السدود كل الاجسام المطلبية التي تعبر عن قضاياها هي ليس من ينوب عنها) ، وعليه يجب صناعة دستور وهذا الدستور يجب أن يخاطب كل القضايا بعيداً عن الإنتقائية  والصفوية .

٣. منذ انتصار الثورة المجيدة لإقتلاع راس النظام المباد اتخذت بعض القيادات المحور الاماراتي السعودي منسكا للحجيج السياسي ، وهذه السنة التي سنتها القيادات العسكرية المحسوبة علي هذا المحور قبل الثورة وبدعمه انتصرت علي المحور التركي القطري (مجلس العسكري جناح الساقط عوض ابنعوف)، وقد تماهت بعض القيادات المدنية مع هذا المحور كلاهما وجدا ضالته ، وعليه ظل هذا المحور  كأنما  مشرفا سياسياً في قضايانا الوطنية ، وظلت آمالنا متعلقة فيه ، والأمر والأدهي صار الوعاء المنعش لإقتصادنا ، رغم أن اصابع الاتهام تشير الى نهبه لمعادنا النفيسة التي تدر في خزينته فضلاً عن  جيوشنا التي زجت في حرب اليمن الحزين ، بأيعاذ منه .
ثمة أسئلة تعج في ذاكرتي
_ لماذا دولتي الإمارات  وروسيا لم تقفا ضد مشروع العقوبات علي السودان ؟! ، الم يكونا المحور الدولي الجديد في توجه الدولة بعد ٢٥ ؟ .

_ لماذا الحرية والتغيير رحبت بخطوة الامارات لدعمها  للعقوبات؟، هل هؤلاء قادة وطنيون ؟! اذا قصدتم هذه العقوبات تنهي الانقلاب يجب أن تفرض للإنقلابين ليس على السودان ، لأن المتضرر الوحيد الشعب السوداني ؟ .
– متي نشعر يوماً من الأيام أن ساسة بلادي هم الاحرص للوطن حرفياً ليس بالتشدق الإعلامي فقط ؟! .

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..