من الغريب أن يتبنى إنسان أمر لا يعرف عنه شئ!

عمر طاهر أبو آمنه
خلال مشاركته في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر خريجي شعب البجا المنعقد اليوم السبت الموافق 11 مارس 2023م ولمدة ثلاث أيام ، قال السيد والِ ولاية البحر الأحمر مخاطباً المؤتمرين أن (توصيات مؤتمر خريجي شعب البجا ستكون بمثابة خارطة طريق لحكومة الولاية) والسيد الوالي يتكلم ويتبني التوصيات وهي في رحم الغيب كأن حكومة الولايه هي حكومة السودان او أنه رئيس لدولة السودان المعنية بالتوصيات ، وحل قضية البجا لم يكن ولن يكون مع حكام الأقاليم (المكلفين) ، بل هي قضية مركزية بإمتياز وهذا معلوم للجميع ، فمن يظلم البجا وينهب ثروتهم ويحرمهم من المشاركة السياسية ليس والي او حاكم ولاية وإنما هي او هم نخب الخرطوم التي وإن اختلفت في توجهاتها السياسية والفكرية في إدارة الدولة السودانية فهي متفقة إتفاق أبدى (لمص) و(سرقة) موارد الإقليم بظلم إنسان الإقليم ، وعلى كل حال نحن نشكره على تقزيم توصيات المؤتمر واختزاله وجعلها خارطة طريق لحكومة (بورتسودان) ! ، ولكننا في المقابل نعتقد من جانبنا أن توصيات مؤتمر خريجي شعب البجا يُفترض مع ان الإفتراض شئ والواقع شئ أن تكون أكبر بكثير من أن تجعلها حكومة (ولائية) لا تملك حق التصرف في موارد الولاية وبل حتى لا تعرف الكثير عن تفاصيلها خارطة طريق لها ! ، وربما سعادة الوالي وانا اشكره على شعوره النبيل وتفاعله الجميل مع التوصيات التي تبناها وبل جعلها خارطة طريق لحكومته (المكلفة) قبل أن يعرف (ماهيتها) ، ربما أعتقد أن مؤتمر خريجي شعب البجا ما هو إلا مؤتمر (لرابطة) طلابية بالبحر الأحمر ، او لقاء لواحد من (المنتديات) السياسية والثقافية النشطة هذه الأيام ببورتسودان وقال ما قال من خلال هذه الزاوية ، او لربما هو عرف التوصيات قبل أن يعرفها الخريجين أنفسهم أصحاب التوصيات ومن ورائهم شعب البجا فجعلها خارطة طريق لحكومته، فمن الغريب حقاً أن يتبنى إنسان أمر لا يعرف (تفاصيله) ، فمثلاً إذا كان من ضمن خيارات مؤتمر خريجي شعب البجا لرفع التهميش عن شعب البجا وردت فقرة عن حق تقرير المصير لشعب البجا فهل سيجعل طريق لحكومته وسيطالب المركز بمنح البجا حق تقرير المصير وبل سيقف مع خريجي شعب البجا في ذلك كمان (كخارطة طريق) له!؟ عموماً نحن نعتقد وقد يكون اعتقادنا منافي للحقيقة او خاطئ ان المؤتمر سيخرج بتوصيات عبارة عن مشروع سياسي واقتصادي وثقافي ونهضوي كبير لمنطقة شرق السودان وبرؤية علمية وبخطة محكمة وبتحديد مدى زمني إفتراضي معروف لتحقيق المشروع ، وهذا بالطبع امر أكبر من حكومة البحر الأحمر التي لا تتجاوز للمفارقة ميزانيتها للتنمية لهذا العام لجميع محليات الولاية ال(10) سبعة في المائة! ، فالبتالي فهي لن تستطيع أن تجعل مشروع خريجي شعب البجا خارطة طريق كما أن المؤتمرين طموحاتهم أكبر من تتبنى حكومة ليس لها ميزانية تذكر (للتنمية) ناهيك عن المشاركة السياسية التي سيوصي بها المؤتمر لأبناء البجا على كافة المستويات بالدولة السودانية ، وتقاسم السلطة والثروة والإهتمام بالثقافة البجاوية وأن يحكم أبناء البجا أنفسهم بأنفسهم الخ…. وفي النهاية فاقد الشئ لا يعطي كما يقولون .