مقالات وآراء

فضيحة بيان وزارة الداخليه !

صوت الحق ـ الصديق النعيم موسى

إستهلت وزارة الداخلية بيانها بآية عظيمة كريمه قال المولى عز وجل فيها ( يا أيها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) صدق الله العظيم وكما قال الإمام علي كرم الله وجهه سكت أهل الحق عن أهل الباطل فظن أهل الباطل انهم على حق )
قبل كل شئ نسأل المكتب الصحفي مَن هو الفاسق المقصود في حديثهم هذا ؟ عندما قرأت الآية الكريمة توقعت أن يليها الرد على الإتهامات التي وُجّهت للوزير عنان والنفي الكامل عن طريق الأدلة القاطعة ولكن هذا لم يحدث وهو الأمر الذي إستنكره عامة الناس ، كيف لوزارة الداخلية أن تُطلق هذا البيان الهزيل الضعيف ، وقبل أن نُبحر في مقالنا نتساءل مَن الذي كتب هذا البيان الضعيف الذي لا يليق بشُرطة السودان التي نعرفها ؟ وهل إطّلع الوزير عليه ؟ أم الوزير مَن أمر بكتابته ؟ ولماذا تسترسل الوزارة وتعوم عكس التيار ؟ ليس لدي الشعب مُشكلة مع الشرطة وإنما تكمن المشكلة الرئيسة في كثرة الإتهامات التي صمتت عنها الوزارة والوزير نفسه ، فكان بالإمكان أن يخرج الوزير في بيان مقتضب ينفي أو يثبت التُهم التي تلاحقه بإرسال الرائد إلى أمريكا وآخر إلى الإمارات
أكثر نقطة مثيرة في البيان الفقرة أدناه التي تقول : ( وما أثير حوله هو صراخ وعويل (ولوله ) من لوبيهات وشلليات صاحبة الصوت العالي وتبادل المصالح التي ظلت لوقت طويل تتحكم فى الكثير من مفاصل المؤسسة بسواتر متعددة و تعتقد انها الوارث والمالك الحصري للشرطة وبعقلية ومنهجية واحدة لا ثاني لها وهي الشخصنة والمصالح المبنية على باطل وتزوير الحقيقة التي لا تصمد امام الحق مهما طال الزمن وبقى وتلبس ثياب المكر والدهاء معتمدين علي الماديات ناسين قدرة الحق عز وجل لذلك كان لابد أن ينكشف ذلك وإننا نعلم دوافع هذا المخطط ومدبريه وستتخذ مايلزم من إجراءات قانونية تجاه اصحابه وتقديمهم للعدالة ) .
ليتكم توضحون اللوبيهات والشُلليات صاحبة الصوت العالي ، ومَن الذي يُشخصن القضايا معكم ؟ ولماذا لم تفصحوا على المصالح المبنية على باطل ؟ وأي حقائق تم تزويرها ؟ بيان هزيل لدرجة لا تُصدّق ؛ جعل الوزارة تتعرض للسخرية وهي في غنى عنها خاصة بعد مقتل الطالب إبراهيم مجذوب في شرق النيل ؛ هذه الجملة تعكس الواقع الذي وصلت له الشُرطة في عهد عنان : وما أثير حوله هو صراخ وعويل (ولوله ) نستفسر وزارة الداخلية في هذه الجملة بالتحديد هل الصراخ والعويل ( ولوله ) يُرد عليها بهكذا بيان ؟ أليس كان الأولى أن تتحدثون بوضوحٍ تام حتى يشفع لكم ؟
يجب أن تعلم وزارة الداخلية أنها تُخاطب شعباً في قمة الوعي وليست هناك مشكلة مع جهاز الشُرطة وهم يعلمون ذلك جيداً ؛ الوزير عنان حتى يُبرّئ نفسه من هذه الإتهامات كما أسلفت يجب أن ينفي ويقاضي الشخص الذي إتهمه ، أو يركز ويعترف بأنه إستغلَّ نفوذه وفعل ما يحلو له ويستقيل من المنصب الذي فيه ( لأننا لا نعشم أن يُقال من منصبه من البرهان ) .
كما يجب أن تعلم وزارة الداخلية أنها في زمن أصبحت فيه المعلومات متاحة للجميع ولا يتم ( دسها ) فكشف التنقلات والترقيات والإحالات يصل للمواطن مثله مثل الذي يعمل في موقعه .
هذا البيان يختلف عن غيره من البيانات السابقه وسيظل حديث الرأي العام لفترة طويلة ، ليس في ركاكته وضعفه ولكن في طريقة التبرير التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ويجب أن يعلم وزير الداخلية أنه ليس كبيراً على القانون ولا البلاد ، مثله مثل أي موظّف في الدولة يُنتقد في أداءه وهذا الإنتقاد ليس لجهاز الشُرطة في حد زاته وإنما للنافذين الذين هم فوق القانون وعبر هذه الزاوية كتبت عن علو كعب الوزير عنان وضربه بقوانين المحكمة عرض الحائط وللأسف عندما توجه الإنتقادات له ولأدائه تسعى مجموعة منهم لتحويل ذلك الأمر وكأنه عداء للشرطة السودانية وهذا الأمر غير صحيح مُطلقاً .
صوت أخير :
هذا البيان خصم الكثير من مؤسسة الرجل الواحد التي يسيطر عليها عنان وأعلم جيداً أنَّ البرهان لن يقيله من منصبه وهو يستحق ذلك بلا شك ؛ ولكننا نتمنى أن يخرج علينا في توضيح عاجل ليرد على حديث الأستاذ عبد المنعم الربيع .
لقد درجت قوات الشرطة في الفترات السابقة لصياغة بيانات وبعد لحظات يتم حذفها وأحياناً تُعدّل ببيان لاحق .
ما نريده فقط معرفة الحقيقة عاجلاً من الوزير مُوضّحنا للرأي العام هذه الإتهامات والرد عليها بأعجل ما يكون أما صمته والإكتفاء بهذا البيان فحتماً سيزيد الشكوك لدي الشعب .
ختاماً : لو ( لو ) كُنا في دولة القانون لما جلس هذا الوزير في منصبه بعد قرارات المحكمة العُليا ، ولكننا نعيش في دولة أشبه بالإقطاعيات فألقانون لا يُطبّق في كِبار الضباط أمثال الوزير عنان ؛ فها هو الزميل أمير سيد أحمد فتح الباب واسعاً عن فساد قضية شركة الحارث الطبيه .
أتوقع إن تم تكوين حكومة سيكون عنان أول المغادرين .

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. ليس اول المغادرين فقط بل اول المقبوضين للمثول امام القضاء النزيه المطهر من وسخ وقذارة الكيزان اللصوص الفاسدين…

    1. يا حبوب،
      ليست هذه المرة الاولي في توجيه اتهامات الي وزارة الداخلية التي دابت علي مواصلة الانتهاكات ضد المواطنين منذ عام ١٩٥٦ وحادث مجزرة جودة بعد اقل من عام علي حصول السودان استقلاله، انتهاكات اقلها اعتقالات بلا تهم.. وضرب وسحل المتهمين وزجهم في زنزانات لمدة طويلة مع تعذيب متواصل وتجويع بدون تقديمهم للنائب العام.. واغتصابات وموت بالرصاص الحي.

      ليست هذه المرة الاولي في توجيه اتهامات الي وزارة الداخلية ولن تكون الاخيرة، وحتي الانتخابات القادمة لن يكون هناك سوداني خارج السجون !!، والوزارة عندها تبريرات جاهزة وتصريحات معدة سلفآ لماذا تم سجن (٤٣) مليون سوداني!!

  2. يا بكري يا صايغ هو تكلم عن مخازي عنان والزيو من مدراء الشرطة في هذا العهد الذين يعملون بعكس متلازمة أردول وهي تحويل النقد الموجه لأشخاصهم كمسئولين إلى تقد عنصري موجه لذواتهم. فحالة عنان عكس هذا قإن بيانه الذي لولا تسميته بيان لا يحمل بيان أي تهمة محددة موجهة له، وكل ما فيه هو محاولته هو صرف التهم عن شخصه وتحويل النقد إلى جهاز الشرطة ليسهل الرد عليه بالإشارة إلى النظم المتبعة فيه منذ 116 عاماً. وكاتب المقال أراد أن يقول له يا عنان هناك تهم موجهة لك شخصياً كمسئول فإما أن تنفيها تحديداً أو تقر وتعتذر عنها؟ ولا ينفع اللف والدوران حول انظمة جهاز البوليس دون القطع بأنك خالفتها أم لا؟ تجي إنت يا بكري طاير تنتقد جهاز البوليس منذ 1956 الاستقلال لأن في ذاكرتك عنبر جودة؟ ما دخل ما حصل لعنبر جودة بتفاهات عنان ومحسوبياته المفضوحة التي حاول وفشل أن يقول أنها تمت وفق النظم المتبعة في الشرطة منذ 116 سنة ولا غبار عليها؟ انت كده اتفقت مع عنان في تحويل النقد لجهاز الشرطة ونظمه وصرفها بعيدا عن عنان الذي طبقها؟! هذا تماماً كالحجة المتوهمة والتي ابتدرها زعماء الكفاح المسلح الذين ينتقدون الحكومات بالتهمبش منذ الاستقلال بدلاً من حصره إن وجد في الأنظمة الشمولية المحددة والمعنية وهو تعميم مخل وغير مفيد في إيجاد الحل حتى وإن عادت الديمقراطية فإن مطعنهم قائم ويبغون من ورائه تمييزهم حتى في نظام الأغلبية الدستورية التي تقرر بالنسبة لكل الشعب ولا تعمل بإملاءات الأقلية. فالحركات بترديد مقولتها المذكورة تريد أن تفرض نظاماً يرعى مصالحها دون الآخرين الأغلبية وهذا غير منطقي اللهم إلا في حالة رفضها للديمقراطية.

  3. من كتب هذا البيان اراد التغطية ففضح الامور اكثر .

    لا يعقل ان يصدر جهاز رسمي بيانا موضوعه مجهول و مقيد ( ضد مجهول) و الناس يستهويها معرفة المستخبي أكثر من التمعن في المكشوف

    كاتب هذا البيان قدم أكبر خدمة في كشف المسكوت عنه و المستخبي

    نحيي كاتب البيان على ( عبقريته) التي قلبت الغطاء كشفا و أثبتت ان القول في عنان صحيح و الا لتم نفيه بوضوح

  4. ليس له مايأهله للخروج لمواجة الشعب بخطاب واضح وصريح…!!
    سوف يهرب ويختفي داخل مكتبه كالعادة على امل ان تهدى العاصفة ويشغل الشارع شئ آخر..!!
    نخرج من جل البشير ولصوصه، لنسقط في عبط البرهان وجهلته…!
    لن نخرج من هذه الدائرة الشريرة، الا بصلب واعدم كل هؤلاء الفسدة…!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..