عوض ناسيت يعود الى العمل

النشالون موجودون في كل مكان في العالم يجتمع فيه مجموعات كبيرة لا تربطها معرفة او علاقات قريبة . حتى في الحرم قبض على من يمارسون النشل او السرقة . أول لص ونشال وثق له ونشرت صورته في كتاب تاريخي هو ،، زغبير ،، من اصل مصري عاش في ايام المهدية . كان مسجونا في سجن ادريس الساير الذي لا يزال موجودا ببناءه القديم في وسط امدرمان . ادريس الساير وهو من الجوامعة كان يخرج زغبير من السجن ليقوم بالسرقة او النشل ويقتسم الغنيمة مع ادريس الساير , وعند البحث عنه يكون موجودا في السجن . الساير كان في بداية حياته لصا ، قاطع طريق وسكيرا. ،، تاب ،، على يد المهدي وصار امير السجن . في زمن الثورات والانقلابات يختلط الحابل بالنابل . الانقاذ اتت بالعجب العجاب .
عوض ،،ناسيت ،، كان يقوم بقطع جيب الجلابية او العراقي و ،، يسلخ الجليدة ،، او الجزلان . الاسبوع الماضي مع بداية شهر مارس 2023م تعرض اخي الحبيب ورفيق الدرب عثمان ناصر بلال لعملية سلخ الجليدة كما يقول معجم النشالين في امدرمان . بينما رفيق الدرب في انتظار مقابلة الطبيب في مستشفى مكة للعيون ، انتهز احد احفاد عوض ناسيت ذهاب الابن ناصر عثمان ناصر الى الحمام وقام بالعملية الجراحية لتحرير الجوال . لحس الحظ احس عثمان بأن الجوال قد اختفى . رفع صوته لافتا نظر الجميع . تصادف وجود رجل امن اوقف الجميع . بعد عملية التفتيش وجد الجوال الجديد في جيب النشال . ارادوا اخذ النشال الى المركز. كان عثمان بروحه الطيبة وسماحته التي جعلته اميرنا واميزنا أن يطلق سراح النشال بما ان الجوال قد عاد له .
رفض رجل الامن والآخرين لأن النشال يتقصد كبار السن ومن في انتظار العلاج وقد يحملون مالا قد تعبوا في جمعه لاجراء عملية عيون قد تغير حياتهم الى الاحسن . القاضي كان قاسيا وحكم على النشال بثلاثة سنوات سجن . لم يكن رفيق الدرب يرد على التلفون مما ازعجني جدا . اخيرا عرفت أن الجوال كان عند البوليس كمعروضات .
اغلب الناس لا يعرفون ما يوصفون برجال العالم السفلي وكأن العالم السفلي يسكنه مخلوقات غريبة وليسوا بشرا مثلنا وقد يكونون احسن من حكامنا ، اهل العلم او التروة .
النشالون من العاده هم في نهاية سلم العالم السفلي وكثير من عتاة المجرمين يحتقرون النشالين . والنشالون في العاده رقيقي العود ولا يتمتعون بالقوه الجسديه وهم اذكياء واصحاب حيله ولماحين . ويكرهون العنف ويحاولوا ان يتخارجوا من المطبات بالمنطق واللطف . ويختارون ضحاياهم بعد دراسة .
ودالبكاي رباطابي قح حضر الي امدرمان مباشره من الرباطاب . وبعد جوله في سوق امدرمان حضر الي عمتنا زينب بدري قائلا (والله يا زينب يا اختي ناس امدرمان ديل حنينيـــــــن ، الراجل سلم علي وقلدني وسألني من حالي واتونس معاي بدون معرفه) . فقالت له زينب بدري (ودالبكاي يا اخوي اتبن جزلانك) فصرخ ودالبكاي (زينب يا اختي الراجل سرقني).
ونشالين امدرمان كانوا يعرفون الغريب والزول الصارف والبائع بهايم ولهم حس مهني عالي . واغلب النشالين يمارسون بجانب النشل القمار والتلات ورقات والملوص نسبه لخفة يدهم وسرعة حركتهم .
التلات ورقات عباره عن تلاته دامات ، اتنين سود وواحده حمراء او العكس وينادون (احمر يكسب) او (اسود يكسب) وهذه العباره تستعمل كذلك في مغازلة البنات الجميلات .
ابن عمنا احمد ميرغني الذي هو الان معنا في السويد ، ارسل من امدرمان للسكه حديد لشراء تذاكر سفر ولاحظ البعض انه (دراف) وهذه الكلمه تستخدم لوصف الفريسه . فسار احد المدودراتيه خلفه وفجأه يقول ( انا ….؟ في شنو ، والزول ده برضو ؟) ثم يلتفت الي احمد ويقول (يا بن العم الجماعه ديل عاوزننا) . و بدأ الامر كمغالطه واحدهم يمسك القيطان وهو عباره عن قيطان اللمبه نمره خمسه التي تتواجد في كل منزل في السودان وعرضه اقل من سنتميترين ويلفونه بعد طبقه الي نصفين والقيطان حوالي سبعين سنتمتر ويعطون شخص المرواد لكي يضعه في الوسط وعندما يسحبون القيطان ، فمن المفروض ان يكون المرواد داخل القيطان المطبوق والا تكون ملوص .
احمد ميرغني زروق لم يكن يعرف انه (دودروه) وهذه مأخوذه من الالتفاف حول الطير لدفعه لمكان الشرك او (القلوبيه) . و بعد ان كسب شخص عدة جنيهات اقترح الاول ان يدخل شريك مع احمد . وبعد ان ربحوا في الاول بدأت الخساره واختفت الفلوس كالعاده . واحمد يضحك الي الان ويردد (انا ….؟ في شنو ، والزول ده برضو ؟) ونضحك .
الاخ مجدي الجزولي كذلك تعرض لشئ مماثل بل خسر الساعه ولكن عندما عرفوا ان الساعه تخص والدته ارجعوا له الساعه . فحتي المجرمين والنشالين وقتها كان عندهم قلب .
القائم مقام الزين حسن ابن حيينا ويسكنون شمال الدايات وشرق دار الاذاعه القديمه . وشقيق صديقنا وكابتن الفريق عمر (حاج) تعرض لحادث نشل في 1965م مع انه من ابناء امدرمان المدردحين والبعض يذكره رحمة الله عليه من برنامج اسماء في حياتنا . فلقد رفسه حصان في المولد واقام البعض عثرته . وبعد ان طلب الحلاوه من دكان حجوج الذي كان في الركن الشمالي الغربي في المولد وبالقرب من خيمة خضر الحاوي اكتشف ان جزلانه قد نشل فضحك ورجع بالحلاوه الي المنزل لان ال حجوج يعرفونه وقال (السنه الفاتت كنت حاكم عسكري في الابيض ، عزفوا لي السلام الجمهوري في المولد ، السنه دي رفسني حصان ونشلوني في بلدي امدرمان).
النشالون كانوا لا يضيعون فرصه مثل سقوط القائم مقام الزين حسن .
الاخ الفاضل كان ملاكما في نادي المريخ وزن الذبابه 50 كيلو وكان يسوق العربه الصغيره بثلاث عجلات ويوزع منتجات مصانع الريحه لصاحبها عبدالرحيم محمد خير الذي كان كذلك قاضي في مجلس القضاة الاوسط الذي يتكون من ثلاثه قضاة من اعيان امدرمان . في احدي الليالي اصطدمت بشخص في الليل ونحن في زقاقات الوطنيه امدرمان . وبعد ان انطرح ارضا كنت اتوقع ان الفاضل سيتبعني مبتعدا عن الموقع الا انه اتجه نحو الشخص الراقد . وبالرغم من مناداته لم يهتم . فاضطررت ان اجره جرا وهو يقول (هو الزول الواقف انحنه بنتبنه ، خلي زول واقع) والي ذلك الوقت لم اكن اعرف ان صديقي الفاضل يتبن الناس .
الاخ عباس وهو اصفر اللون طويل ومن اقدم النشالين في امدرمان كان يقول (المشكله ما البوليس ، المشكله ناس تاكل عيش ديل ، لو الزول وقع في ايدهم هو البكورك يا بوليس).
احد الاخوه النشالين قال (الكف الاول والتاني بحرقو لكن بعد داك ما بتحس) . وقد تكون هذه حقيقه فقديما كانوا يقولون (البطان تستحمل السيطان الاوائل ، بعد داك ما مهم) . حتي عندما كانوا يجلدوننا في المدرسه كان السوط الاول هو المؤلم .
في السبعينات وبداية الثمانينات كان الاخ الضل من اشهر النشالين في امدرمان ولقد قال له اخي الطيب سعد الفكي الخياط في سوق الشوام زقاق الصابرين (والله يا الضل يا اخوي خايفين عليك من القطع مع الشريعه الجديده دي) فتنهد الضل وقال (القطع ساهل ، الكلام الزيت المغلي ده !!) .
النشال عادة يكون مرتديا احسن ملابسه . ويكون مظهره مدعاة للاحترام وما يكون تهمه. والنشال لا يعمل لوحده فقد يكون معه احد البلطجيه لحمايته او شخص اكبر سنا ليكون واسطة خير حتي يتجنب النشال الضرب . والنشال من المفروض ان يتخلص من الحمامه باسرع فرصه . وقد يسلم الجزلان او المحفظه لست شاي او صاحب عربة خضار او رجل البوليس .
الاخ عبدالله رجل البوليس كان يستلم الحمامه . وفي احد الايام كانت بينه شمطه واحد النشالين فلقد ادعي عبدالله ان الجزلان لم يحوي سوي ثمانيه جنيهات ونصف والنشال الذي كان من مدني علي ما اظن كان يقول (الراجل كان بتمن في الدلاله علي عجله باكثر من عشره جنيه، معناها عندو اكتر من عشره جنيه) وعبدالله الذي كان يحمل شلوخ رأسيه علي وجهه ولهجته لهجة الشماليه كان يقول (امكن باقي القريشات كانت عند زول تاني لكن جزلانو ما كان فيهو غير تمانيه جنيه ونص) .
في سنه 1964م حضر عبدالله الي منزلنا بالقرب من منزل شوقي الاسد ومكتبة البشير الريح الان . وكان يريد توقيع قاضي جناة امدرمان محمد صالح عبداللطيف وقيع الله زوج اختي والذي كان يشاركنا السكن .
عبدالله كان يقول منكسرا وهو ينظر الي الارض ويعتذر للازعاج ويطلب مني ان اتكرم واطلب من جنابو ان يوقع علي اوراق اطلاق سراح شخص . وهذه تعني جائزه ماليه له . وعندما لم ارد مباشرة رفع نظره وعندما راني اقف امامه شبه عاري ، ومن المؤكد انه كان يحسبني احد مجرمي القهاوي . بدأت الدهشه علي وجهه وبادرني (بتسوي شنو يا زول ، مالك بي جاي ، انته ساكن مع جنابو ؟) واكتفيت بان قلت له (ده بيتنا نحنه ، جنابو ساكن معانا) .
في مايو 1969م في الفضاء غرب استاد المريخ كان ابن عمتي الدكتور قاسم مخير رحمة الله عليه يعلمني قيادة السياره علي سيارة والدته الكورسير وفجأه يتجه نحونا كومر البوليس وينزل احد رجال الشرطه جاريا ويقول بعد ان انتزع مفتاح السياره (وين رخصتك يا زول؟) فاكتفيت بان قلت له (يا عبدالله جيب المفتاح) ولم يعرفني مباشره لان وقتها كنت في اجازه وكانت لي لحيه كثه، وبعد التمعن قال (الله يلعنك ، هو ده انته ؟ انحنه ما قلنا الليله اتعشينا) .
بعض النشالين كانوا يعمدون الي قطع الجيب بالموس ومنهم الاخ عوض ناسيت . ولاحظت ان في الهند هذه العمليه معروفه جدا الا انها تنجح في الدول الساخنه وسط اهل الملابس الفضفاضه. ويحتاج النشال للزحام واثنين من التكالات الذين يضبون الضحيه ويقوم ثالث بقطع الجيب . وهذا يحدث في الدلالات والموالد ووقفة العيد ايام الزحمه وفي زريبة الواشي لشراء خروف العيد .
الاخوه المصريون شطار في عملية النشل واغلب اهل البحر الابيض المتوسط بارعون فيما عدا اليونانيين الذين بطبعهم ينفرون من السرقه ويحتقرون السارق .
الاخ حسين خضر ودالحاوي ذهب في اجازه في الستينات الي القاهره ففقد ساعته السايكو الثمينه وعندما ذهب الي المركز عرضوا عليه صور كثير من النشالين وكان احدهم يلبس نظارات سميكه ويبدو كبروفيسر ويلبس بدله وكرفته فتعرف عليه ، فساله رجل الامن اذا كانت هنالك فتاة قد قامت بالاحتكاك بحسين وشغلته . وعندما بدا حسين محرجا قال له رجل الامن ان هذا اسلوب هذا الشخص في العمل وطلب منه ان يذهب الي الهرم كما خطط وان يمر عليهم بعد الرجوع من الهرم . وبعد الرجوع من الهرم كانت الساعه في انتظار حسين .
في امدرمان عرف احد النشالين بحسن او علي برسيم (لا اذكر) . و القصه انه ادخل الجزلان في برسيم محمل علي عربة كارو وهذا عندما كانت الدلاله خلف بوستة امدرمان . وبعد تفتيشه وتدخل التكالات وتبادل الشتائم وكيف تتهمونا نحنه ناس شريفين وانتو جابوكم من وين ؟ اسرع خلف الكارو الذي وجدوه بعد جهد . ولم يكن صاحب الكارو ودودا وكاد الامر ان يتطور الي معركه الي ان شرح له برسيم ان عليه نفقه بالمحكمه وان اخ زوجته السابقه كان في الموقف وخوفا من مصادرة المال قام بدسه في العلف الذي لم يكن برسيما في الحقيقه بل لوبا الا انه عرف باسم برسيم
فى السودان عندما يفوز النشال بمحفظه يقولوا مبصر وهذا من كلمه لعبه بصره فى الكوتشينه . وعندما تحصل العمليه عن طريق الموس يقولون سلخ الجليده والتى هى الجزلان . وعندما تحصل السرقه عن طريق النشل بالاصابع يقولون فقع الجليده .
النشال يغتنم فرصه انشغال الدراف (الضحيه) او يخلق الانشغال بلفت نظر الضحيه الى شئ او يكون له مساعد .
الاستاذ عبد الله رجب ذكر ان احد التجار فى سنجه بعد ان اشترى المحصول من احد المزارعين قام المزارع بصر الفلوس فى طرف ثوبه . وعندما انشغل المزارع بطائره مائيه كانت تهبط على النيل (ومن المؤكد ان هذا حدث لم يشاهده المزارع من قبل) حل التاجر ربطه الثوب واخذ بضعه جنيهات . هذا التاجر المحترم هو نشال بالفطره وعندما اتته الفرصه لم يضيعها .
كاشم باشا حي في اسطنبول يسكنه اعتي المجرمين ويدعون ان بينهم احسن النشالين في العالم ولقد قام بعض الاتراك في السويد باستيراد بعضهم لممارسة نشاطهم ولقد قال احدهم ان السويديين كالغنم من السهل سرقتهم . بل يمكن ادخال اليد في جيوبهم الداخليه وهذا ممنوع في شرع النشالين ولكن بالرغم من هذا فهو سيموت جوعا في السويد فكل الذي يحصل عليه هو بطاقات الائتمان والصور العائليه فالسويديون لا يحملون اي نقد. هذا النشال سمعته يقول ان لتركيا احسن نشالين وانه قد عمل في كل اوربا الا انهم لا يضاهون نشالي سارايفو عاصمة بوسنيا .
الالمان ارسلوا وفدا من رجال الامن الي سارايفو لزيارة الاكاديميه التي تخرج النشالين ولم يصدقوا عندما لم يجدوا اكاديميه . فاغلب النشالين الذين دوخوهم وقبض عليهم خاصه بعد وجود الكاميرات في الميادين واماكن التجمع كانوا من سارايفو .
ميكي من بوسنيا وهو نحيل الجسم ويسكن مالمو منذ السبعينات قال مفتخرا بانه قد تعلم النشل من خاله ولكن قبل ان يعلمهم النشل علمهم ان يكونوا جنتلمن ومن اهم الاشياء عدم حرمان الانسان من صور اسرته واطفاله . وانهم يرسلون الصور والاوراق المهمه واثبات الشخصيه ودفتر التلفونات والعناوين الي صاحبه بالبريد عندما يتوفر العنوان .
من اغلي الدروس التي تلقيتها كانت من احد اهل الملوص في سنه 1964م فلقد شاهدت جمعا من الصبيه امام حديقة الريفيرا بالقرب من الطابيه . ورايت احد اصحاب الملوص يضع القيطان في جيبه ويتجه جنوبا نحو المورده تاركا الشبيح لكي يواجه غضب الاولاد وعند الاستفسار نهرني الشبيح فصرعته بضربه واحده واتجهت نحو الاخر الذي كان يرتدي جلابيه لبنيه بي لياقه وهذا غير عادي وقتها . وعلي خده شلخ تي . وحاول ان يسرع ، الا انه احس بعدم جدوي الجري فجلس بهدوء وبساطه علي المرتفع الصخري امام الريفيرا الذي كنا نسميه الطبليه . فقرعته لانه ياخذ فلوس فطور الاولاد المساكين وما يعطيه اهلهم لهم للذهاب للسينما او للكره ، وهم في اجازتهم المدرسيه . وقلت له (ما تختشي ، خليك راجل امشي اقلع) . وهذا بعد ان اخذت منه كل الفلوس والقيطان فنظر الي باستهزاء وقال (اقلع …..!! لمن اكون بلطجي زيك كده) وقمت بتقسيم الفلوس التي لم تبلغ الجنيه الواحد . والجميع يصرخون ويشدون علي ملابسي وبعضهم يبكي بدموع حقيقيه . فقمت بقلب جيوبي واعطيتهم 15 قرش تخصني ولم اخلص منهم والرجل ينظر الي باستهزاء شامتا ، وقال لي (طيب وين خميرتنا ووين فلوسك ولسه ما رضيانين ، بني ادم ده ما ترته عليه وما تديهو فرصه يشبا في حلقك ، تستاهل) . وقام بانتزاع القيطان والمرواد من يدي لاهميتهم وواصل طريقه . وبعد خطوات التفت نحوي مبتسما وهز راسه وواصل طريقه . هذا الدرس لم استوعبه انا الي الان الا انني اتذكره في بعض الاحيان. الخميره هي راس المال الذي يبدأ به الركيب او المعلم كما في الدواره (النوامه) . وكثير من النشالين ركيبين نوامات وهي مربع من الزجاج وبرواز من سته اقسام هلال ، مريخ ، مورده ، اهلي ، اتحاد ، تحرير . وعندما يضع الانسان تعريفه يكسب قرشين ونص . وفي العاده ان يكون للركيب ظهرين اذا احس ان المراهنه علي الجزء اليمين عند الاهلي والتحرير يغير الظهر بسرعه الذي احتمال ان يخسر اكثر ومن هنا تاتي جملة (اقع ليه تحرير) . قد نواصل
يا سلام يا عمنا شوقي كالعادة الاسلوب الشيق والمفردة البسيطة الرائعة التي تجعلك تحس كأنك تشاهد فلم وثائقي عن ام درمان القديمة خاصة زقاقات حي الشهدا. ويا ماكم طلعنا ملوص !!!! ويا ريت يا اساذ شوقي ان تسطر هذه المقالات في كتاب حتى تعم الفائدة
الابن اسماعيل لك التحية والشكر على المداخلة الكريمة . هذه القصص موجودة من قبل فترة طويلة في كتاب حكاوي امدرلامان الاول واالثاني الذي في الطريق للنشر الذي نشر في التنسعينات واعيد نشره من عدة ناشرين لا اعرفهم حتى المصريون كانوا بيبيعوه في النت ….. أنا شاكر لكل من نشر . الغرض حكاوي امدرمان تتنشر . ولا يهمني ابدا العائد المالي من كتبي .
الليله استاذنا واستاذ الاجيال البروف شوقي بدري مزاجه رايق جدا جدا عندما أخذنا في جوله عبر خلالها
الزمكان وهو في مكانه هناك في السويد فاستعدنا ذكريات شبابنا التي لم تكن جميله بمقاييس هذا الزمان
أطال الله في عمرك يابروف .
ستكون خساره كبيره لو لم تكن قد جمعت كل ماكتبت لتصدرها في مجلدات بعنوان حكاوي شوقي بدري تستفيد منها الاجيال التي لم تكن
قد خلقت بعد والحكي هو نوع من ادب السرد ظهر منذ زمن بعيد جدا جدا جدا .
قدر ماحاولت ان انهج نفس نهجك في الكتابه غلبني والله يابروف مع اني تقريبا عشت في نفس الزمكان الذي
عشت فيه انت يابروف اطال الله في عمرك.
الأمير العائد شوقي بدري كلام سلس بداءت فيه بذكر حسن لساداتنا وسرد مسلي عن فتوات أمدرمان حينما كنت احد اعضاء اسفل المدينة وهكذا حينما تتحدث عن التاريخ نكاد نشتم عبقه وشكرا .
الاخ مرزوق الرجا، مقارنة هذا المقال بمقال للأمام الصادق طيب الله ثراه عن البلطجية وكانما خرج المقالين من مشكاة واحدة نفس النفس والاسلوب مع العلم انني بكل صراحة ضد فكرة ان كاتبنا يعمد لتقليد احد مهما كان تأثيره عليه ولكن !!؟
مقال الإمام:-
البلطجية لمن لم يعرف أصلها وواقع الحياة اليوم وما يؤكد استخدام الانقلابين لشرف الجندية كمخلف قط ضد الوطن
” البلطجية ” بـ الجيش إبان الدولة العثمانية & عصر محمد علي باشا
طبعاً كلمة ” البلطجية ” ليست كانت بالمعنى السيئ التي تستخدم اليوم!! ????
وهي مكونة من مقطعين : البلط ( العصا ) & و جي النسب التركية أي حامل البلطة او العصا .. مثل جي النسب التركية التي تستخدم حتى اليوم قهوجي – مكوجي وألخ ألخ
كانت ” البلطجية ” عبارة عن فرقة منظمة داخل الجيش زمان مهمتها قطع أشجار الغابات لـ تمهيد و تسليك الطرق أمام مركبات و أفراد الجيش لـعبورها و المشاركة في حفر الخنادق و إطفاء الحرائق . وكان كبير البلطجية و رئيسهم يلقب بـ ” آغاسي ”
حاجة كده شبيهة اليوم لـ فرقة المشاه و الهيئة الهندسية إللي بتكون في مقدمة الجيوش
وقد ساعدت ” فرقة البلطجية “الوالي محمد علي كثيراً في مصر كما سيرد لاحقا
حيث خصص قسم خاص بـ مدرسة” البلطجة ” داخل مدرسة المهندسخانة ببولاق وهي مدرسة كانت خاصة بالمهندسين العسكرين فقط
ومن المواقف الطريفة في تاريخ البلطجية :
أثناء فترة احتلال المقدوني محمد علي لمصر .. كان قد خصص مدارس لـ تعليم البنات التمريض
البنات طلبة التمريض كانوا يرتدون الزي الأبيض الخاص بالممرضات .. الزي الأبيض لـ البنات وقتها كان غريب شوية بالنسبة للمجتمع المصري وقتها .. الأولاد في الشوارع كانوا بيتحرشو تحرش لفظي بالبنات وهم رايحين مدارس التمريض .
الأمر وصل إلى الوالي المقدوني محمد علي.. على الفور أصدر الباشا أمراً لـ فرقة البلطجية لـ النزول إلى الشوارع لـ حماية الطالبات
نزلت فرقة البلطجية في الشوارع و قبضت علي المتحرشين وجلدوهم جلدة سخنة و خلوهم عبرة
وكانت فرقة البلطجية ترافق البنات الطلبة الممرضات في الذهاب من و إلى المدارس لـ حراستهن من تحرش الأولاد .
كانت هناك كذلك فرق داخل الجيش تسمى بـ :
* اللغمجية : تخصص زرع الألغام .
* الطوبجية : تخصص ذخائر المدافع .
* المدفعجية : تخصص مدافع .
* الكوبرجية : تخصص إنشاء كباري و جسور
زهير لك التحية . اذا كنت تقصد الصاد فالصادق رحمة الله عليه . لم يعش في المجتمع السوداني ولم يعرف الشارع . لقد قرأ او نقل له . البلطجية كانوا اصحاب قوة جسدية لانم يستخدمون البلطة وهى فاس ضخم . لا يوجد بلطجية في امدرمان او السودان ومن يتلقون الاتاوات يأكلون ويشربون على حساب الآخرين . كان لكل حى فتوة او فتوات يحمون الحى ويوقفون المشاغبين في حفلات الحى ويمنعون فتوات الاحياء الاخرى من التطاول على اهل حيهم . لم يتوفر لحى الملازميت فتوات كانوا يأتون بالبوليس والسواري لحماية حفلاتهم . البرولي 15 قرش والسواري 20 قرش للحصان و15 قرش لرجل البوليس . العباسية كان فيها مجموعة من الفتوات . الدفعة التي سبقتنا كانو مجموعة كبس الجبة واحمد عبد الفراج ،، فدوم زعىب خال الفنانة حنان بولو بلو . الدغاميس في الموردة مع رأس الميت اولاد مسار الاربعة حسن النمرشمس الدين برقودي ابراهيم بالالايكا . و شامبي الصيني سيد صربندي الخ . في العباسيى كان احمد اسكوب شقيق مولانا عبج المجيد امام عبد الله فتحي اللبخشمال الربيع . بعدم ظهر صديقي ميرغني راس خروف فريق السروجية قبله كان حسن دينق وود الشاويش شارع الاربعين . في حى السيد المكي اذكر الدميج . طلحة .في ود نوباوي كان الاخ الخلوق كاتوحا . في كل المقاهي كان هنالك فتوة امثال ابو حطيبة في مهدي حامد عبد الفتاح في شديد . ود النوبة وود فؤاد الخ في فريق عتالة جوب فريق فنقر اشتهر يوسف تهمة وشقيقه عبد الملك الذي مات صغيرا .
الغرض كان الوقوف مع الضعيف وحماية الفريق او الحي . قبل الذهاب الى اوربا وقفت مرات عديدة امام القضاة . السب كان تسبي الاذي الجسيم .البعض يأتي ليشكوا من تغول آخرين . وكنت لا اتردد . الدكتور بشير الياس قال بعد الكشف على …. انت يا شوقي كنت راعي ؟؟بجسمي عدة طعنات . هذا للمعلومية يمكن قوقلة شوقي بدري الفتوات .
الاستاذ المبجل شوقي بدري شكرا جزيلا علي الطرح الضافي عن الفتوات في امدرمان، لم أكن أعلم أنك كنت أيضا بجانب كونك كاتب ومثقف ،رجل تقارع الفتوات وتسبب لهم الاذي الجسيم وتقف معهم في المحاكم فهذا ادهشني لان المثقفين بشكل عام لديهم سلوك ورد فعل اخر نظرا لانهم يفكرون بطريقة مختلفة نوعا ما ،وعلي ذكر ذلك المسكوت عنه وانت رجل واسع الصدر تحب هذا النهج من الحديث يقال ان هنالك احد الفتوات الذين لم تورده في حديثك وهو يدعي عثمان الترزي وكان رجل يحب الرجال والعياذ بالله(صقر ) وكما تقول حكاوي امدرمان انه قام باغتصاب عدد من الشباب وكما تقول انت انه قام بالتحرش بك شخصيا(شحدك )،ولكن اختلفت الاقاويل في امدرمان فبعضهم قال انك لم تتجاوب معه واعتذرت وبعضهم قال انه أكلك. فما حقيقة هذا الزعم .
ولكم كل الود والتقدير
أحسنت وأصبت كبد الحقيقة يا يازهير اثر الإمام علي الأمير العائد شوقي بدري تهمة لا ينكرها وشرف لا يدعيه شوقي بدري ،فحينما هاجم بعض المثقفين ابن طائفة الأنصار الهارب حينها شوقي بدري ووصفوه بأنه ليس إلا مقلد للأمام في أسلوبه ومستلف لتعابيره، دون أن يردها الي الإمام، وقف الإمام سد منيعا أمام هذه الحملة واستنكرها وقال بالحرف القاطع( الولد ولدنا حتي وان أبي و اي كلام بنقولو عايز ارددو او اقول ذيو ما عندنا معاهو مشكلة ومافي زول اتعرص ليهو ..انتهي حديث الإمام. ليس هذا فقط بل اهداه قلم باركر غالي الثمن حتي تحل البركة في كتاباته لكي يتجنب الفحش والالفاظ الجارحة فهذا لا يليق بسليل بابكر بدري الجندي والخادم المخلص لقادة الثورة المهدية من الإمام المهدي مرورا بسيده الخليفة عبدالله التعايشى الي السيد عبد الرحمن كما يقول التاريخ والحقيقة ..
مزرووق.. ماشى كويس تظهر بعض الأدب مع قاماتنا السودانية بس لو تخليت عن بعض الألفاظ الغبية مثل أمير ..لعلمك لو لاحظت ( أمير ) من المفردات الداعشية وسيدك المهدى اطلق لقب أمير على كتير من الناس وايضا لقب خليفة .. ارجع الى صوابك واستغفر ربك إن جعلت من قال انه المهدى المنتظر وانه قابل النبى صلى الله عليه وسلم شخصيا
العزيز على عبد القيوم لك التحية والشكر عل ما سطره قلمك . طبعا انا ما برفشر . من حسن حظي انه كان لي والد عاش وسط الدينكا لثلاثة عقود ولفترة كمسؤول في جبلال النوبة . والدتي واهلها عاشواكتجار في جبال النوبة وعشقوا اهلها وتزوجوا منهم . ابراهيم بدري عاش كدينكاوي وحمل اسم ،، ماريل ،، . الاثنان كانوا يؤمنون باطلاق الابناء في العالم . عرفنا كل احياء امدرمان لم نخاف من التعرف بكل البشر بدون ادانة او احتقار لمن عاشوا بطريقة تختلف عن حياتنا التي كانت جد سهلةوقد تكون مترفة في ذلك الزمان , ربما صرنا من النشالين اذ1ا لن تتوفر لنا ما توفر منكثافة الاهل والامن والتعليبم الى آخره . ….. دمت سيدي .
سبحان الله حكاويك عشناها كما هي بحذافيرها نحن ناس ودنوباوي كنا نمر بكل الحواري والازقة ونقابل كل الناس الذين ذكرتهم حتى النشالين كانوا محترمين في مظهرهم والان اضربوك واقلعوا عينك وحقك دا لو ما قتلوك
اسلوب سهل ممتع وليس ممتنع متعك الله بذاكرة متقدة يحفظك الله الحكاي عمو ود بدري