مقالات سياسية

“حين تصبح الفئران أفيالا ..!!!”

د. منتصر نابلسي

قيل إن فأرا أرغمه الجوع بحثا عن طعام يسد به رمقه ، فساقته أقداره الي مستودع للبوهيات ، دخل الي ذلك المكان يحدوه الأمل أن يعثر فيه على بقايا من طعام او فتات من خبز او… ،
جاب الفأرالمستودع المتكدس بالبوهيات ، تعثرت قدماه بين أحد الرفوف سقط في علبة (بوهيه ) حمراء ، تمكن بعد جهد جهيد الخروج منها ، اصبح الفأرأحمراللون ..
المفاجأة الكبرى تنتظره وهو يدخل عليهم بلونه الأحمر وبيت الفئران لم يشهد عبر تاريخه العريض منذ جدهم الفأر الأكبر والى يومهم ذلك فأر أحمر ، استنكرت الفئران لونه الغريب ثم مالبثت أن أعجبها ذلك الاحمرار وانبهرت به ، فقد أضاف له اللون الاحمرالغريب في عالمهم هيبة ما وفي عيونهم رهبة ، استشعر الفأر الاحمر تلك النظرة الجديدة اليه والهيبة التي دخلت نفوس بني فأر بل إن خوف الفئران منه منحه ثقة كبيرة في نفسه ، شعر بأنه صنف اخر من الفئران ، خاصة بعد أن أفسحت له بقية الفئران المجال بالترحيب والاكبار.
أصبح الفأر الأحمر بعد ساعات قليلة اسمه أمير الفئران ، ولم تمضي عشية وضحاها حتى جلس الفأر الاحمر على كرسي الحكم ، يمارس سلطة القيادة يأمر وينهي عندها فقط تيقن الفأر الاحمرإن هذا المكان ملكا له وهو منصبه الطبيعي الذي يجب أن يكون فيه ، ذهب أكثر من ذلك صدق حقيقة إنه فأر أحمر حقيقي وباسم الحركة الفئرانية أصبح الجميع يذعنون لارادته ومشيئته ، الكل يتزلف له لينال منه كلمة استحسان او ترقية ما او منصب او وزارة ، ولم تمضي أيام حتي تمكن منه الغرور وقرر أن يكون له مجموعة من التابعين المدججين بالسلاح حتى يستخدمهم في ردع  وقمع الثورات المضادة ، ليظل على كرسي جمهورية الفئران المزعومة أطول فترة من الزمن.
الجلوس على كرسي الحكم له طعم ومعنى فمارس الفأر الاحمر (اللعين) حين شعر انه أصبح مخلوقا مختلفا عن البقية كل الوان القمع والتعذيب والقتل والتشريد والتنكيل بكل معارضيه في سبيل الاحتفاظ بكرسي الحكم، حتى اصبحت الدولة الفئرانية تعيش حالة من الفوضى المصطنعة التى رأي الفأر الاحمر (اللعين) في تلك الفوضي مناخا يناسب استمرار

السيطرة بحجة أنه حامي الحما وهو الوصي على هذا الشعب المغبون ، خاصة بعد أن تخيل أنه يتميز عن غيره كثيرا بل وصل به الغرور أن ايقن انه فيلا ضخما جبارا يمكنه أن يسحق بقية الجرذان تحت وطأة أقدامه.
لم تدور رحى الأيام كثيرا على الفأر الأحمر (اللعين) حتى أصبحت قبضته تتحكم في كل الموارد الاقتصادية للفئران ، عاثت حركته الفئرانية وجماعته الشيطانية في الارض فسادا ، باعت وإشترت في دولة الفئران كما شاءت أن تفعل بدون حسيب او رقيب (ومن أمن العقوبة اساء الادب)
علق الفار الأحمر (اللعين) الحكم بالدستور ثم ما لبث وأن اعلن حالة الطواريء في الدولة الفئرانية حتى يلجم كل من تسول له نفسه الخروج عن سلطته وسطوته او يطالب بالحرية أو يخرج مناهضا لأوامره .
بعد فوات الاوان أدركت الفئران ان بلادهم التى يناضلوا من أجل بنائها واستقلالها وحريتها قد سقطت في يد الفأر الأحمر (اللعين) ، الذي انقلب على الحرية التى ظلوا يحلمون بها منذ سنوات طويلة .
ويظل يؤرق مضجع بني فار سؤال يدور متى وكيف يخرجوا من قبضة انقلاب الفار الاحمر (اللعين) وحكم هذه الحركة الفئرانية (الشيطانية)؟؟ .
كسرة
يقول فولتير (يصبح الإنسان حرا في لحظة تمنيه لذلك) .
يقول غاندي (الحرية هي روح الإنسان وأنفاسه ، فكم ثمن هذه الأشياء؟) .
يقول ألبير كامو (الحرية هي فرصة لنكون أفضل) .
يقول والتر كرونكايت : (ليس هناك حرية جزئية ، إما أن تكون حراً أو لا تكون) .
يقول ألبير كامو : (الحرية هي فرصة لنكون أفضل) .
كسرة أخيرة
يقول جيمس بالدوين : (الحرية لا تُمنح وإنما يتم انتزاعها) .

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..