مقالات وآراء

ومن الفلسفة ما ينفع

عثمان بابكر محجوب

 

“أعلن المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف ، الأحد ، الاتفاق على توقيع “الاتفاق السياسي النهائي” في أول أبريل المقبل ، مضيفاً أن التوقيع على الدستور الانتقالي في 6 أبريل، وتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية يبدأ في 11 من الشهر ذاته.”

يشكل هذا الاعلان بصيص أمل ينير ظلمة غليان الساحة السياسية بضوء خافت  ويؤشر بشكل واضح الى تجميد احتمال انزلاق اطراف المكون العسكري نحو مواجهات بالخرطوش الحي .

اي أقر  اطراف الصراع في  الازمة السودانية مؤخرا  بان الوضع العام بات هشا وان الهدنة السياسية داخل اطراف المكون العسكري ومع المكون المدني المنخرط في العملية السياسية  عبر الاتفاق الاطاري لم يعد خيارا بل بات فدرا .

والسؤال  هل ما استجد على الساحة السياسية يشكل بشارة الخلاص للخروج من المحنة –الازمة ؟ .

اذا كان مطلوبا باختصار شديد الاجابة، اي بنعم او لا . فمن يقول (نعم) بين قوسين هي بشارة الخلاص يكون وبغض النظر عن اصطفافه السياسي على خطى الرؤية الوجودية  اي رغم شكه في وجود معنى من حيث المبدأ في الاتفاق الاطاري هو يريد ان يصنع  لهذا  الاتفاق معنى مفيد . اما  من يقول (لا) بين فوسين  يهبط الى الرؤية العبثية  حيث يشاطر الوجودي في الشك بوجود معنى في الاتفاق الاطاري لكن لا يهتم بهذا المعنى حتى لا يعنيه الامر  وهناك من لا يستعمل بين قوسين في جوابه لان نعم لا توجد في قاموسه بتاتا بل  هناك لا الحاسمة أي السقوط  المدوي في العدمية .

وعلى سبيل المثال ما يسمى بالتيار الجذري وهو قسمان  القسم الاول الحزب الشيوعي ومن يتحالف معهم هؤلاء يسيرون على درب العيثية اما القسم الثاني اي لجان المقاومة فيسيرون على درب العدمية ويمارسون طقوس لا بعناد ومثابرة .

اما ماذا عن التيار الوجودي الذي تقع على عاتقه تحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة؟

بالتأكيد هذا التيار لن يضم اطلاقا اي طرف من الاطراف التي ستوقع على “الاتفاق السياسي النهائي” في 1 أبريل وما يتبعه من اجراءات . لان هؤلاء قالوا نعم دون وضعها بين قوسين ومعنى قوسين هنا انهم قالوا نعم  فقط من اجل قطف ثمار نعم والتي تتلخص في  الحصول على مكاسب من الثروة ومراكز في السلطة  والشعب بالنسبة لهؤلاء يوجد في واد اخر ويستمد هؤلاء قوتهم وسطوتهم امانتيجة احتكارهم لسلاح الدولة او نتيجة تنفيذهم لاجندة خارجية اقليمية او دولية بحيث يتلقون الثناء من الخارج وكراسي السلطة في الداخل .

ومما لا شك فيه ان التيار الذي  لعب دور حصان طروادة في اجهاض عهد الوثيقة الدستورية ونقصد بهم ما يسمى بالكتلة الديمقراطية  ليس لهم مكان على درب الوجودية  لانهم سسيبقون اوفياء لخيارهم الاول “بكرة الموز بجيبك يا قرد” . وهاجسهم الاوحد “بال المطلقة في الرجوع” الرجوع الى السلطة .

وكما اتت الوثيقة الدستورية  باتفاقية جوبا التي نقلت قطاع طرق  وفرسان جهاد الاغتصاب من درافور الى اعلى هرم السلطة في الخرطوم لممارسة دور حصان طروادة  غب الطلب . هناك خوف جدي من ان يستخدم الاتفاق الاطاري  لبناء عربة حصان طروادة لوضعها خلفه حيث ورد خبر مفاده وجود مسار لضم مرتزقة ليبيا الى العملية السياسية والحوار معهم متنقل ما بين النيجر والدوحة يضاف اليهم فراخ عصابات مسلحة اعلنت عن نفسها في الفترة الاخيرة باطلاق اسماء رنانة على جيوشها المزعومة بهدف اسماع الجميع ان “كل ديك في بلدو عوعاي” .

يبقى الامل في تحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة على عاتق اتباع المسار الوجودي وهذا التيار من الممكن ان يتشكل من الاغلبية التائهة ما بين العبثية والعدمية والاغلبية الصامتة والغارقة في بحر القدرية اضافة الى كل من يؤمن بالموازنة ما بين الصراع  على السلطة ومعاناة الشعب السوداني خصوصا وان المدعو وزير المالية باصلاحاته الاخيرة اخترع لرغيف الخبز اجنحة  تطير به بعيدا عن فم الجياع وما اكثرهم اليوم . ومهما بدت الامور سيئة سيتشكل حتما في مخاض هذا الصراع   التيار الذي سيرفع راية كلنا سودانيون .

 

‫2 تعليقات

  1. هسه الفلسفة وين في الدراب بتاعك ده؟ كلامك ده قولو لناس ما بتعرف كوعها من بوعها

    1. يجب ان تفهم من العنوان “ومن الفلسفة ما ينفع” ان الكلام موجه الى القوى الجذرية من يسار ولجان مقاومة لانهم هم رافعة التحول الديمقراطي نظريا لكن عمليا بممارستهم اليوم هم عبثيون وعدميون والاخلاص للثورة يتطلب الانخراط في العملية السياسية
      وليس الهرب منها . ولم اقصد في المقال سوى هذه الفكرة فلا فلسفة فيه كما تخيلت انت وابلغك رفضي وظيفة تدريس ناس ما بتعرف كوعها من بوعها لاني لا اشعر اني افهم الامور اكثر من غيري ومجرد دعوتك تؤكد انك تنتمي الى المتعجرفين السابحين في اوهام انا ربكم الاعلى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..