مقالات وآراء

صناعة الفشل : سوء الإدارة سبب فشل السودان

عثمان قسم السيد

ربما يدهشك العنوان ، فالطبيعى والمالوف أن نتحدث عن صناعة النجاح وأسبابه ومقوماته وليس عن الفشل والتعايش معه وبه ، الا ان ما اطرحه هنا هو مجرد راى وتشخيص من وجهة نظرى لمرض مزمن ان الأوان لمحاولة ايجاد علاج له .

للأسف إننا عانينا فى السودان على مدى عقود طويلة مضت من الفشل الإداري على معظم المستويات للدرجة التى جعلت البعض يطلق على سوداننا العزيز (دولة الفرص الضائعة والمهدرة) ، ولكن متى  يبدأ السودان عهدا جديدا وبداية البناء ، وأصبح واضحا أن هناك مساعى وبإرادة سياسية قوية للاصلاح والتغيير وعلاج أوجه الخلل على كافة المستويات تجنبا وتجاوزا لهذا الفشل الذى إضحى مزمنا فى كثير من مناحى الحياة فى بلدنا .

والفشل وسوء الإدارة مثله كنتيجة مثل النجاح لا ياتى صدفة بل أن له أسباب وعوامل- وكما يمكن ان تتوقع نجاح شخص او مهمة بتحليل الأسباب والمقومات ، يمكن أيضا أن تتوقع العكس بنفس الآلية ، وكما أن للنجاح رموز ورجالات فهناك أيضا رموزا للفشل وسوء الإدارة حيث تستطيع أن تتوقع اخفاقهم من اليوم الأول لتوليهم المسوولية لأنهم ببساطة غير مؤهلين للقيام بتلك المهام .

لن أخوض فى اسباب سوء الإدارة فى السودان ومؤسساته فهى كثيرة ومتعددة وربما كان أبرزها هو سوء إختيار القيادات والمسوءولين فى مختلف المجالات سواء كان ذلك بسبب الجهل وقصور المعلومات ، أو بسبب المجاملات والمصالح المتبادلة مما يمكن وصفه بالفساد وهو الداء الذى عانينا منه كثيرا وما زلنا .

الموضوع المثار هنا هو قبول الفشل وسوء إدارة مؤسسات البلد والتستر عليه والتعايش معه والتباطوء فى إتخاذ قرار التغيير والإصلاح حتى نصل الى المرحلة التى يصبح فيها الاصلاح مستحيلا . الفشل الادارى كالسرطان اذا تم اكتشافه وتشخيصه والتعامل معه فى مرحلة مبكرة يكون العلاج سهلا وممكنا ، أما إذا اهمل وترك ليتطور وينتشر فى الجسد ربما نصل الى المرحلة التى يكون العلاج فيها غير ذى جدوى وتكون النهاية حتمية مثل الكثير من شركات ومصانع القطاع العام التى دمرتها ادارات فاشلة وفاسدة ولم يعد هناك جدوى من الإصلاح والاستمرار فكان التوقف عن النشاط والتصفية هما المصير المحتوم .

دولة تمتد خيراتها من شرقها وغربها وجنوبها وشمالها ووسطها ،، ومع هذا فقيرة جداً تستجدي الدول وتمد أياديها (للتسوّل) ،،
وهبها الله خيراتٍ لا حِصر لها ،،
ولكنّ حكامها فاشلون ،،
كُل كنوز الدنيا موجودة على باطنها ،،
ولكنها تفشل في إدارة الموارد ،،أنهار ومياه جوفيه ،، أرض زراعية شاسعة صالحة للزراعه ،،الذرة ، السمسم ، القمح ، الصمغ ،،بترول ومعادن وذهب،،
يبلغ ساحل البحر الأحمر 780 كلم ،، بها عدد كبير من مصانع السُكّر ،،

أكتفي بذلك

‫4 تعليقات

  1. يبلغ ساحل البحر الأحمر 780 كلم ،، بها عدد كبير من مصانع السُكّر ،،
    ما هذا؟مصانع سكر؟
    علي كل حال يبدو إنك لم تصل الي تشخيص جيد لفشل الدولة والحكومات!
    يعود الفشل الي:
    1. انعدام السياسات العامة والجهل بها.
    2.غياب التخطيط.
    3.عدم وجود قيادة ملهمة..وفاعلة.
    4.سيادة الامية.
    5.ضعف التعليم والبحث العلمي.
    6.قلة المؤسسات التي تصنع النهضة،مثل،مراكز رسم السياسات،معاهد التخطيط،…الخ.
    7.قلة اعداد الباحثين والعلماء والفنيين الذين يصنعون التغيير.اذ الاعداد دون الكتلة الحرجة!
    8.عدم رشد الحكومة.وسؤ توزيع الموارد المالية.
    9.هيمنة الجيش والامن والشرطة.
    10.غياب العدالة والنزاهة والمساءلة..
    11……
    عليك بالنظر في غير ذلك من امور..تسببت في تخاف البلاد

    1. اسماعيل ادم.. تعديد اسبابك للفشل سليم ومنطقي بس انت واضع اهم واكبر اسباب الفشل في المرتبة ال٩ وهو السبب الاول والرئيسي.. وهو تغول الجيش والامن على الحكم وتسلطهم على رقاب المواطنين..

  2. للفشل اسبابا كثيرة،منها:
    1. ضعف الكوادر والخدمة العامة
    2.غياب السياسات العامة والجهل لها.
    3.انعدام المؤسسات التي تصنع النهضة ومنها مراكز رسم السياسات،مستودعات التفكير…الخ
    4.انتشار الامية.
    5.ضعف التعليم.
    6.قلة الصرف علي العلوم والتكنولوجيا
    7.قلة اعداد العلماء والباحثين والفنيين،بما بحرك الابتكار والاحترام.
    8.انعدام القيادة المهمة التي تحرك الجماهير وتصنع التغيير
    9.سيطرة الجيش والأمن علي موارد البلاد.وانعدام الحس الوطني والانساني لدي هذه الجهات..
    10.عدم توزيع الموارد المالية بعدالة ..
    11.ضعف الحكم الاتحادي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..