
* المكان منطقة تندلتي بولاية غرب دارفور.. شخصان تسورا منزل أحد التجار وأطلقا عليه النار فقتلاه.. بعدها تحرك الأهالي بحثاً عنهما وتم القبض عليهما.. وتقول رواية اليومين الماضيين باختصار؛ إن ما تسمى الشرطة في المنطقة وكذلك شبيهها (جيش الكيزان) رفضوا استلام الجناة، مع تقاعس متوقع من ما تسمى اللجنة الأمنية.. وكانت النتيجة ما رآه الكثيرون في مشهد عبثي يدعو للتعوّذ؛ إذ أخذ الأهالي الغاضبون القانون بأيديهم وتم التخلص من الشخصين بأسلوب مفرط في العنف يعود بالذاكرة إلى (أي خيال) عن أزمنة الجاهلية.
* مجموعة من الصبية والأطفال والنساء والكبار أيضاً؛ تحلَّقوا حول الشابين اللذين ذاقا من نفس الكأس الذي جرعاه للتاجر.. لتبدأ دورة معتادة من دورات (الثأر) في هذه الديار الحزينة المكروبة التي تدفع ثمن غياب القانون وغياب القوات الحقيقية التي يمكن الاعتماد عليها في إحياء الأنفس.. فكيف هو الرجاء والشرطة في عموم السودان قائدها قاتل؛ يغني حالها عن سؤالها؛ وقد تسوّر حائطها معتادو الكبائر؛ كما تسوَّر الشخصان حائط التاجر القتيل.
* الخطير في المشهد المشار إليه آنفاً؛ اعتياد الحاضرين على الأهوال ــ بما فيهم الأطفال والنساء ــ فيبدو أن العنف بالنسبة لهم صار أمراً مثل التسلية.. أو كما يخبرنا الفيديو..! فإذا كان الكبار إجراماً وعُمراً في الشرطة والجيش والجنجويد يدوسون على القانون (بالبوت) في السودان؛ ما الغريب أن تكون الحالة السائدة غرباً بالنسبة للأهالي هي اللا مبالاة بالقانون نفسه؟ سواء من مرتكبي الجرائم أو من القائمين بردود الأفعال إزائها.. وفوق ذلك دوننا مجلس البرهان الإنقلابي في الخرطوم؛ وهو مايزال يمارس الهوايتين المفضلتين أو المهمتين الرئيسيتين: (الإجرام ــ ثم الهروب المستمر من العدالة)
* ما حدث في غرب دارفور من المليشيات (شرطة ــ جيش) الجبناء؛ مروراً بسيئة الذكر (اللجنة الأمنية) يخبرنا بأن دوران عجلة العنف وانفلات الأمن والقتل الوحشي هنا وهناك؛ ليس أكثر من (تجارة رابحة) وأكل عيش! فالفوضى عندما تصير البديل لاستتاب الأمن؛ أبحث عن تجار الحروب والأزمات.
أعوذ بالله
نقلاً عن صحيفة الحراك