مقالات سياسية

السودان… مخاوف ساعة الصفر

الأسبوع الماضي، اتفقت أطراف التسوية السياسية في السودان على جداول زمنية تبدأ في الأول من إبريل/ نيسان المقبل، بالتوقيع على الاتفاق النهائي، ثم في السادس من إبريل يتم التوقيع على الدستور الانتقالي، وفي الحادي عشر من الشهر يبدأ تشكيل الحكومة على المستوى السيادي والتنفيذي.

بعد ذلك الاتفاق، تسارعت خطى التسوية السياسية، وأُعلن مباشرة عن بدء ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي كانت متعثرة طوال الأسابيع الماضية، وتغيّرت لهجة وخطاب قائد الانقلاب الجنرال عبد الفتاح البرهان، وهذا ما ظهر أكثر أثناء كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لورشة الإصلاح الأمني، ودفاعه عن العملية السياسية برمتها ودعمه خيار تشكيل حكومة مدنية، ما يعني أننا اقتربنا من ساعة صفر الاتفاق النهائي.

لكن مع ذلك، يمكن لقائد الانقلاب في أي وقت التراجع عن وعوده وتعهداته والاتفاقيات الموقّعة بينه وبين المدنيين، خصوصاً أن هناك “تحالف الحرية والتغيير ــ الكتلة الديمقراطية” لم يشارك في العملية السياسية ويرفض المساعي المستمرة لإلحاقه بها. ويُعد هذا التحالف الحليف الأساسي للبرهان، وهيأ معه من قبل كل المناخات للانقلاب العسكري، العام 2021، ويواصل معه السيطرة على السلطة في أهم المواقع التنفيذية.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون التحالف قد اتخذ قرار رفض المشاركة في العملية السياسية من دون الرجوع للبرهان الذي ربما يجد في المواقف المتصلبة للتحالف فرصة جديدة للحديث عن عدم التوافق بين المدنيين وضعف عدد الموقّعين على الاتفاق الإطاري، وغيرها من مبررات يمكن أن ينفذ عبرها لتمرير أجندته القديمة المتجددة للبقاء في السلطة إلى حين يقرر مغادرتها.

حتى ولو تم توقيع اتفاق نهائي وشُكّلت حكومة مدنية مع احتفاظ البرهان بمنصب قائد الجيش، فذلك لن يمنعه من فرض وصايته على الحكومة المدنية، كما فعل في أوقات سابقة، أو كما هدد الآن بأن الجيش موجود وسيتدخل متى ما حادت الحكومة المدنية عن الطريق، وذلك هو الخطر الأكبر على كل شيء وفي أي زمان.

ما يزيد الشكوك حول نوايا قادة الجيش، هي تصريحاتهم المستمرة في الفترة الأخيرة عن ضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش ووضعه كشرط ضمان للموافقة على التسوية السياسية الحالية، ما يؤكد عدم حماستهم لبنود التحوّل الديمقراطي والعدالة وتركيزهم فقط على قوات الدعم السريع التي اختلفت عنهم. بالتالي لا يُستبعد أن يحقق قادة الجيش بعد سنة أو سنتين أو ثلاثة مبتغاهم بدمج الدعم السريع ومن ثم إكمال انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 ولو بعد سنوات.

العربي الجديد

‫4 تعليقات

  1. معنى الكلام الجيش خائف من الدعم السريع وبعد يضمن اندماج الدم بعد ثلاثة او اربعة او خمسة سنوات في الجيش يرجع لعادته القديمة عشان كده جات فكرة الاصلاح والتي الهدف منها تغير عقيدة الجيش يصبح مهني بعيدا عن السياسة والسياسيين.

  2. مافي ليهم اي طريقه للعوده فالثوره مستمره وبركانها متقد سيحرق كل من يحاول تعطيل المسيره الظافره باذن الله وسيجلبون للعداله رغما عن انفهم وهم اصبحوا نسيا منسيا من ذاكرة الشعب اللذي لن يهابهم مهما فعلوا

  3. هو قدر ما نحاول أن نتفائل نلقى الأمور بايظة.. هو ليه السياسيين يعتمدوا على الحظ في أمور يمكن تقود البلاد للانهيار الكامل.معقول نحن متجهين لاتفاق عدد المعارضين ليهو أكبر بكثير من الموافقين عليهوا.. ليه بس.. أليس هذا استخفاف بالشعب.

  4. الاتفاق الاطارى المعارضين ليهو الحركات المسلحة ومليشيات الكيزان الحرامية والشيوعين والبعثين وهذه مجموعات لاتعرف الديمقراطية لذلك هم معارضين ولكن حكاية معظم الشعب السوداني معارض للاطارئ كما جاء في تعليق الكوز المدعو Mohd فهذا ليس صحيحا خلي بكره الحكومة تتشكل وسوف ترى فرحة الملايين من الشعب السوداني بهذا الإنجاز لان الشعب السوداني كره الوضع اللاحكومى دا وإدارة فكى جبريل للوضع الاقتصادى بمزيد من الضرائب كأننا في التركية لذلك الناس عايزين حكومة تقلع مننا هؤلاء المرتزقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..