كان هذا رهان الخاسرين…!

خطرفات ذاتية
سايمون دينق
لا ادري الي متي سيستمر هذا الاستغباء؟..! فاذا كانت الحكومة تراهن على ان انتهاج سياسة استغباء الشعب الجنوبي ستسعفها الي اجل غير مسمى ، فلتعلم مقدما بان هذا كان رهان الخاسرين دائما ونتائج تجارب بعض حكومات الدول التي سلكت هذا النهج من حولنا لا تزال ماثلة للعيان.
ان ابسط مهام الحكومات المسؤولة التي تحترم شعبها تتمثل في حفظ امنه وادارة شئونه الحياتية وتامين لقمه عيشه الكريم، واذا واجهت الحكومة اي صعوبات تعيق قدرتها على القيام بواجباتها، فانها تلجأ الي الشعب وتضعه في الصورة بكل شفافية ليكون علي دراية تامة بما يجري ، بدلاً من ان يخرج وزير ما ليقول امام شعبه ان الحكومة غير ملزمة بكشف نفقاتها لاي جهة.
ثمة اسئلة بسيطة ومكررة نوجهها مجددا لحكومتنا الموقرة وخاصة القائمين علي امر (اقتصادنا المنحور).
اولا: اصدرتم بخوص الأزمة الاقتصادية وحكاية الدولار الخارج عن السيطرة عدة قرارات نافذة، لا احد يذكر كم عددها لكثرتها، وقد شملت اقالة مسؤولين وتكليف آخرين وتغيير سياسات وابدالها باخرى …. الخ، ومع ذلك ظل الواقع يزداد سوءا رغم انف كل القرارات السابقة.. السؤال هو: كم من قرار لايزال بحوزتكم يلزم اتخاذه كي تستقيم الامور ؟! كيف ومتي واين سيتم اتخاذها كي يرتاح الناس من تخبطكم؟
ثانيا: ما يعلمه القاصي والداني عن عدم فعالية القرارات المتخذة من طرفكم في مواجهة الازمة الاقتصادية مرده سببين، اما ان تكون هذه القرارات خاطئة من الاساس نسبة للتشخيص الخطأ للسبب الذي يراد معالجته..! او ان تكون هنالك مشكلة في ادوات تنفيذ القرارت نفسها، اتمنى ان اكون مخطئا وارجو ان تخبرونا انتم: لماذا فشلت جميع قراراتكم السابقة واللاحقة ايضا في كبح جماح الدولار المنفلت داخل البنك المركزي نفسه قبل السوق السوداء؟.
هل انتم واعون حقا بحجم المعاناة التي يعيشها الغلابة جراء سياستكم الخائبة منذ عقد ويزيد، ام الوطن بمن عليه عندكم مجرد (فار تجارب) تفعلون به ما شئتم دون حسيب او رقيب..؟
ثالثا: انتم تعلمون جيدا ان الازمة الاقتصادية الممتدة هي صناعتكم (مائة في مائة) وطالما هي من صنع ايديكم وغلبت اجاويدكم، فلا يحق لكم افتراض الغباء في الشعب وتظنون انه بالامكان الضحك عليه في كل مرة بالحلول الديكورية والمساحيق الزائفة ، شاكلة القرارات التي لا تسمن ولا تغني من الجوع، المواطن الجنوبي صبر على كل البلاوي التي حلت فوقه بسببكم لانه مواطن طيب ومحب لوطنه وليس لغبائه، فلا تتمادوا في امتحان صبره اكثر.. لانكم لن تستطيعوا ادارة معركة البطون الخاوية ان حدث (لا قدر الله)… لانها ستكون معركة كسر العظام والجائع في لحظة غضبه سوف يرى كل الدنيا مظلمة امامه، فالجوع سيقتله والحكومة ستقتله عندها ستكون أمامه فرصتان للموت بدلا من جحيم الحياة الذي اصبح لا يطاق
اعزائي المسؤولين: هل تعلمون ان الاغلبية الساحقة من هذا الشعب بات على قناعة بان امر اقتصادنا المستفحل هذا لو تم اسناده الي ابسط انسان عادي في (سوق البصل) سيديره بجدارة افضل منكم..
كونوا الي جانب المواطن ولو مرة بالافعال وليست بالقرارات الطائشة التي لا تغادر مكاتبكم الوثيرة.
أها كلامي ده إن شاءالله وقع ليكم؟
ألقاكم
جوبا ـ صحيفة الموقف